اللعب مع الكبار

سامح عودة/ فلسطين

[email protected]

اللعب مع الكبار ليس عنواناً لفيلم سنمائي  لكنها ربما تكون عبارة تليق بالأحداث التي تجري في الوسط العربي في اسرائيل،  وهم الذين وقعوا تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1948م فعايشوا النكبة الاولى وما لحقها من تهجير وتدمير للمدن والبلدات الفلسطينية، وهي بداية اللجوء الفلسطيني في الشتات.

أثار مقتل الفنان شفيق كبها في بلدة أم الفحم في الداخل الفلسطيني قبل أيام ردود أفعال صاخطة، رافضه لما حدث، كون الحدث حدثاً اجرامياً نفذته مافيا محترفة تعمل بحرفية تامه..!! أظن أن كباراً وقفوا خلف المشهد فجعلوه دامياً بما يكفي حتى أن الوجع تمادى في الظهور فأضحى كسكين مسموم في الخاصرة، لم تكن حادثة مقتل الفنان كبها هي الوحيدة التي تحدثُ في الوسط العربي هناك مئات الحوادث التي تحصل كل عام وتسجل ضد مجهول..!!

سخيفة هي كلمة مجهول..

وسخيف من يرددها، المجهول لمن لم يعرف هو الاحتلال الجاثم على الصدور والذي يحاول البعض إخفاءه..!! المجتمع العربي في اسرائيل يعجُ بعشرات الحوادث الاجرامية، والتي تنفذها المافيا المنظمة..!! أو – الكبار – الذين يلعبون بمصير شعب بأكمله، يحاولون جادين خلق حالة ارباك لهدم دعائم المجتمع العربي في اسرائيل وفرض أجندة أخرى تغيب الاصل النقي – العرب- وتحل محلهم فرع خبيث ليظهر على أنه الأصل، وبوضوح أكثر ليسهل اقتلاع العرب وتفتيتهم بفرض سياسة التهجير الارادي عليهم لإخلاء كافة المناطق داخل ما يسمى بإسرائيل، وفرض سياسة تطهير عرقي اجبارية تبدأ بفوضى تعصف بأركان المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني المحتل .

ان المشهد المقيت والذي تشهده الاراضي الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل يحتاج الى وقفة متأنية والسؤال الى أي الاتجاهات سائرون ؟ وكذلك مراجعة متأنية لسلسلة أحداث العنف التي طغت مؤخراً، وعلى القيادات الدينية والسياسية والاجتماعية أن تعلق الجرس بممارسة دور أكثر قوة..!! دور أكبر في التوعية المجتمعية لكافة شرائح العرب الفلسطينيين في الداخل، لأن العنف لا يولد إلا عنفاً، ولقتل لا يخلف إلا خراب البيوت والمجتمع، وعلى الجميع أن يعي دوره في هذه المرحلة، لأن مصطلح يهودية الدولة الذي بدأ يروج له مؤخراً ما هو إلا استمرار لبرنامج وضعه الكبار في اسرائيل للسيطره على الارض وما عليها، والتحكم بمصائر العرب البسطاء ، وتهيئتهم للفناء الذاتي.

مشروع الصهيونية العالمية واضح دولة يهودية خالصة فيها اليهود وحدهم دون غيرهم، وعلى الاخرين آلا يكونوا في المشهد الجديد، هذه سياسة الكبار، وأظن أن الجميع بات مدركاً للخطر الداهم على المجتمع العربي في الداخل لذلك يتطلب اللعب مع الكبار حرفية تامة لافشال كافة المخططات الهادمة الى اقتلاع الانسان العربي من جذوره .