شيء عن بيان "أصدقاء سورية"
شيء عن بيان "أصدقاء سورية"
عقاب يحيى
في بيان " أصدقاء سورية" ال 11 تأكيد واضح على محددات تلتقي وما قرره الإئتلاف، وأهمها : أن الأسد لن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية.. الأمر الذي يفتح الشهية لتذليل كثير العقبات التي تحول دون إعلان الموافقة على حضور جنيف من قبل الإئتلاف، وغيره من القوى المعارضة.. خاصة وأن بنود البيان جميعها ـ تقريباً ـ تصبّ توافقياً مع الموقف ـ المتشدد ـ وتربط بين جنيف 1 وجنيف 2، وتفصّح مجموع المهام المطروحة على جنيف، بما فيها : إعلان الثقة بعدد من الإجراءات الفورية المطلوبة من نظام الإجرام، ومهام الجسم الانتقالي، وطبيعة الدولة القادمة التي ستنهض على أنقاض نظام الطغمة..
ـ لكن أسئلة كبيرة، بالجملة، تطرح نفسها :
ـ بداية، والولايات المتحدة أحد أهم الأطراف الموقعة على هذا البيان، هل هي مقتنعة فعلاً بأن لا دور للأسد، ولا لكبار رموز النظام في المرحلة الانتقالية ؟؟ .. وإذا كان الأمر كذلك فعلا، هل متوافقة على الموقف مع شريكها روسيا؟، وهل تنوي، وتملك قدرة فرض هذا الشرط ؟؟...
ـ كيف ومتى يتمّ تحقيق شرط إبعاد الأسد وكبار رموز النظام من العملية السياسية ؟؟.. هنا يرتبط الأمر بتشكيل" الجسم الانتقالي" الذي يجب أن يكون مطلق الصلاحيات، والدعوة لعدم الإبطاء فيه، وأن يكون الزمن محدداً، وهذا إيجابي، لكن هل يملك هؤلاء قدرة الجزم بأفق قريب لذلك؟.. أم هناك أطراف متعددة، وأولها النظام وروسيا سيسعيان للمطمطة والتمييع، وجرّ الأطراف لمسلسل من اللقاءات والحوارات وتبادل الاشتراط، والاتهام.. غلى زمن غير منظور يراهن فيه نظام الطغمة على ما يمكن إحرازه على الأرض، وتمييع جوهر العملية الانتقالية .
ـ ويعني ذلك حكماً أن وفد المعارضة، وأيّاً يكون تركيبه، سيذهب عمليا دون ذلك الشرط المسبق، وبأمل تحقيقه لاحقاً، رهانه، وضمانته هي تلك الوعود التي لا يدري أحد ليس مدى الجدّية في تجسيدها وحسب، بل وقابلية كل شيء للتغيير على ضوء التطورات الميدانية والسياسية .
ـ إن مجموعة النقاط، والشروحات التفصيلية لبنود جنيف 1، وللعملية الانتقالية، بدءاً من القرارات التي يجب اتخاذها قبل جنيف : إيقاف القصف وأعمال القتل، واستخدام الأسلحة الثقيلة ـ الإفراج عن المعتقلين ـ خلق بيئة لعودة النازحين واللاجئين ...إلخ..هي مقدمات ضرورية، وامتحان واقعي لمدى جدية نظام الطغمة بالتعامل مع المفردات .. وإن كان الجميع يعرف تركيبة ونهج ذلك النظام، ورفضه الباطني لكل عملية سياسية حقيقية، وبما يتطلب ممارسة ضغط من نوع حقيقي، واللجوء إلى الأم المتحدة لإقرار هذه البنود وفي الفصل السابع بالتحديد .
ـ ورغم إيجابية البيان، والقناعة بأن بعض الأطراف المشاركة في الاجتماع مؤمنة بكل ما ورد فيه، فإن الرهان الحقيقي، والارتكاز الأساس يجب أن يقوما على العامل الذاتي منطلقاً، وثابتاً يحتل المرتبة الأولى، بكل ما يطلبه ذلك من توفير مقوماته، والعمل على تعديل ميزان القوى على الأرض، والنهوض بالأعباء والمسؤوليات الجسيمة في كل مجال، خاصة في توحيد العمل العسكري، وتأمين مستلزماته، وفي بناء جسور الثقة والتفاعل والتكامل مع الداخل الثوري، والمدني بكل فعالياته وأطرافه ..