ماراثون الدعارة لن يمر من هنا

كاظم فنجان الحمامي

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

ربما لم تسمعوا (أعزكم الله) بما يسمى (ماراثون الدعارة), الذي تقوده الآن المتهتكة اليهودية البولندية (آنيا ليوسكا Ania Lisewska), صاحبة الرقم القياسي الدولي في مضاجعة مئة ألف رجل, اختارتهم بنفسها من مناطق متفرقة حول العالم.

وربما لم تتعرفوا حتى الآن على نواياها الشيطانية نحو نشر الفساد والرذيلة في عموم أقطار الأرض, لكنكم سمعتم عن تردد اسمها أكثر من مرة في المهاترات السياسية المشتعلة بين القوائم السياسية المتنازعة, قائمة تتهم الأخرى بالسماح لهذه الداعرة بزيارة العراق, وقائمة تنفي منحها أي تأشيرة, وثالثة تؤكد مرورها وعودتها إلى ديارها, فتعالت أصوات الاحتجاج من هنا وهناك, ولم تهدأ صيحاتهم حتى قطعت (آنيا) نزاع القوم بتصريحها الذي أدلت به لصحيفة (السوسنة) الأردنية, بعددها الصادر في السابع والعشرين من أيلول 2013, حين قالت: (أنها لم تزر أي دولة عربية حتى اليوم, وأن ما نشرته الصحافة وتداولته المنتديات الالكترونية عن هذا الأمر ما هو إلا محض كذب ولم يحدث).

والحقيقة أننا لسنا بحاجة لمجيء (آنيا) حتى تُضاف إلينا تهمة جديدة من تهم الفساد, بعدما أحرزنا المراتب الدولية الأولى في هذا المضمار بشهادة منظمة الشفافية العالمية, التي كانت صريحة وواضحة معنا في إ

">دراجنا بذيل القائمة, فوقعنا في خانة الصومال والسودان وأفغانستان.

">

صار الفساد المتفشي في مفاصل مؤسساتنا من أكبر التحديات التي نمر بها اليوم, حتى تسلل إلى كل زاوية من زوايا الإدارات الهشة, فالفساد عندنا لا يشبه بقية الفسادات, لا من حيث الكم, ولا من حيث الوزن, ولا من حيث الفاعل, ولا من حيث النوع, ولا من حيث الأسباب, 

">أنه يقاس عندنا بالمليارات.

">

فهل من المعقول أن تأتي نهاية مأساتنا على يد هذه المتهتكة البولندية, التي خاضت أطول ماراثون للدعارة في كوكب الأرض منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا, فسجلت أرقاماً قياسية في سجلات (جينيس) لم تحققها الكلاب والخنازير والقطط في المضاجعة العلنية, ارتكبت فيها الفاحشة مع مئة ألف رجل من مختلف الأعمار والجنسيات.

لقد جاء توقيت ماراثونها متماشياً مع ما تمر به الأقطار الأوربية في كبواتها الخطيرة, التي غابت فيها شمس الفضيلة, واختفت فيها القيم النبيلة, وحلت فيها قيم الانحلال محل قيم الشرف, لكننا وللأسف الشديد أخذنا نسمع هذه الأيام عن ضلوع بعض البلدان العربية بترويج مهنة الدعارة في فنادقها ومواقعها السياحية عن طريق توزيع بطاقات (كارتات), يطلقون عليها (بطاقات سياحية), وهي في الأصل دعوات رسمية للدعارة ونشر الرذيلة والفساد, حتى قيل أن إحدى المدن الخليجية استطاعت وحدها أن تتعامل يومياً مع كم هائل من البغايا والزانيات من مختلف الجنسيات, يفوق ما تتعامل به عشرة بلدان أوربية مجتمعة. وقيل أن (أوكرانيا) وحدها أرسلت أفواجاً من قاصراتها ومراهقاتها إلى تلك المدينة الخليجية, فتفوقت في تعاطيها الرذيلة على مدينة (سدوم), التي اشتهرت منذ آلاف السنين بفعل الفاحشة التي تنفر منها الطباع السليمة, بيد أن المنظمات الشيطانية لم تقتنع حتى الآن بما فعلته أوكار الرذيلة في الوطن العربي, فأرسلت سفيرتها (آنيا) لتفتح أوانيها وأوعيتها لمن هب ودب.

لقد جربت حظها في بداية الأمر مع المنافذ الحدودية اللبنانية, فرفضت الحكومة اللبنانية السماح لشريرة ماراثون الرذيلة بالمرور من هنا, ومنعت سفيرة الشيطان من الهبوط على أرضها, ربما حرصت على حماية تجارتها الوطنية الرائجة في عوالم الجنس والإثارة, وهكذا عادت (آنيا) إلى ديارها في مدينة (وارسو) البولندية بعدما تأكد لها أن الفساد في البلدان العربية ظهر في البر والبحر والجو حتى جأر العباد والبلاد والهوام والجماد مما يرتكبه الفُسّاد من فواحش.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين