بتر مخالب دراكولا الموت والرعب واحداً بعد الآخر
محمد فاروق الإمام
يوم أمس حملت لنا الأخبار نبأ مقتل اللواء جامع جامع الذي اقترن اسمه بحقبة الرعب والخوف التي عاشها لبنان خلال احتلال قوات الأسد لها لأكثر من ثلاثين سنة، قتل على يد أبطال الجيش الحر في دير الزور؛ حيث كان ينفذ هذا المخلب الرخيص عمليات القتل والسجن والاعتقال والملاحقة والقمع بحق الثائرين في محافظة دير الزور والمتعاطفين معهم.
اللواء جامع جامع لا تنقصه الشهرة فهو علم – ليس في الفيزياء أو الطب أو الكيمياء – بل في اختراع أساليب الإجرام والقتل وحوك المؤامرات وبث الرعب والخوف حيث يوجد أو يقيم، فهذا الرجل منذ أيام شبابه الأولى كان نجمه يرتقي صعودا في كواليس العالم الاستخباراتي، حتى تسلمه قبل تقاعده بعدة سنوات، رئاسة فرع الأمن العسكري في دير الزور، رأس حربة النظام ضد كتائب الجيش الحر والثوار والشباب المتعاطفين معهم أو الناشطين في الحقل الإعلامي والطبي والإغاثي.
رجل المخابرات جامع جامع سبق أن تصدّر اسمه نشرات الأخبار في العام 2005، حين وضعه رئيس لجنة التحقيق الدولية ومعه فريق "14 آذار" في مقدمة الضباط السوريين المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما دارت شبهات كثيرة حول دوره في اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض، وظل اسمه يغيب ويظهر إلى الضوء، حتى تولت لجنة التحقيق الدولية نهائيا مهمة إعلان صكوك البراءة ولوائح الاتهام، مبعدة اسمه وأسماء أخرى عن التداول. وأدرج اسمه على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه بدعمه "الإرهاب" وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.
وعاد اسم الضابط الأمني الكبير، ليتردد حين تسلم موقعه الأخير، كرئيس لفرع الأمن العسكري في دير الزور بعد عودته من لبنان بفترة قصيرة، حين تولى إلى جانب اللواء غازي كنعان أمن بيروت، في مهمة بدأها كضابط برتبه نقيب واستمر فيها لمدة 20 عاما.
وتصدى هذا الرجل في العامين الأخيرين لمهمة الدفاع عن نظام سيده دراكولا دمشق، فيما كانت المواجهات بين الجيش الحر وشبيحة النظام تستعر في الأحياء المحيطة لدير الزور، حيث كان يرتكب هذا الرجل أفظع المجازر وحشية بحق المدنيين والنساء والأطفال، ويمنع الدواء والماء والغذاء عن دخول المدينة في حصار خانق يفتقر إلى أبسط معايير القيم والأخلاق الإنسانية.
لبنان وشعب لبنان؛ وخاصة العاصمة بيروت يتذكرون بكثير من الألم اسم هذا الرجل يوم كان المسؤول عن مركز "بوريفاج" للمخابرات السورية في بيروت، وكيف كان يشيع الرعب والخوف والابتزاز ويهين أهلها لأكثر من عشرين سنة، وقد كان أحد أعمدة الجهاز الأمني السوري الذي سيطر على لبنان وتولى مسؤولية أمن بيروت وأمن المطار، سياسياً وأمنياً، كما اشتهر مكتب جامع جامع في المشرفية في لبنان بأنه وكر للرعب وابتزاز السياسيين وزرع الفتن فيما بينهم.
فإذا ما قضمت يد الثوار هذا المخلب فهناك العديد من المخالب تنتظر دورها المحتوم سواء على يد الثوار أو على يد رأس النظام أو يده هو؛ كما حدث للواء غازي كنعان الذي كان "رمزاً من رموز الأمن السوري، ورئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان مما جعله يعتبر حاكم لبنان الفعلي في الفترة من 1982 حتى ما بعد 2001، ووزير الداخلية في سوريا من تشرين الأول 2003 حتى انتحاره بتاريخ 12 تشرين الأول 2005" وقد وجه له دراكولا دمشق الأوامر بعد أن شك بولائه "إما أن تقتل نفسك وتكون بطلاً وشهيداً أو نقتلك وتكون خائناً وعميلاً"، واختار هذا المخلب الجبان قتل نفسه.
ثم كان مقتل العميد محمد سليمان المستشار الأمني لدراكولا دمشق، الذي اغتيل بمدينة طرطوس السورية، يوم السبت بتاريخ 2 آب 2008 في ظروف غامضة دون الكشف عمن كان وراء اغتياله، وكان سليمان قد تسلم منصب مدير مكتب دراكولا دمشق الخاص، وأصبح يدير غرفة العمليات الخاصة به، والتي تتعلق بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شؤون الجيش والشؤون الأمنية. وأسس مكتباً خاصاً بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري لمتابعة الوضع الداخلي، وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية. وخلال موت الأسد الأب كان سليمان رئيس غرفة العمليات التي تدير الأجهزة الأمنية، وكان المسؤول الأول عن تعيين اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية في المؤتمر القطري لحزب البعث عام 2000 ولاحقاً في المؤتمر القطري عام 200.
وبعد ترقيته إلى رتبة عميد، أسندت إليه كافة الملفات المتعلقة بالجيش، وألحقت له رئاسة الأركان ووزارة الدفاع التي أصبحت تحت إمرته مباشرة. وكان العميد سليمان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين، ولم توفر له كل هذه المناصب الحماية أو تحول دون قتله.
أخيراً أقول لهؤلاء المخالب: أما آن لكم أيها البلهاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وارتضوا أن يكونوا عبيداً لدراكولا دمشق يسخرهم لارتكاب جرائمه وبوائقه.. أما آن لكم أن تستفيقوا وتشبوا عن الطوق الذي طوق به دراكولا دمشق أعناقكم وتعتقوا أنفسكم من طوق العبودية إلى رحابة الحرية والكرامة التي يكافح الثوار في سورية للفوز بها وتكونوا إلى جانب شركائكم في الوطن أعزاء كرماء؛ فإنكم ميتون أو مقتولون أو منتحرون إما على يد الثوار أو على يد دراكولا أو على يدكم، فاختاروا أي حياة كريمة أو ميتة ذليلة تريدون!!