رسالة العيد

المراقب العام لإخوان سورية

من المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

فضيلة المراقب العام

أبو حازم محمد رياض الشقفة

إلى الشعب السوري الأبيّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيّة إلى الشعب السوري الصابر المصابر.

تحيّة إلى كلّ ثائر على أرض سورية الجريحة.

وتحيّة إلى الأيامى والثكالى في بلاد الشام.

وتحيّة إلى وفد الرحمن وهم يجأرون بالدعاء على صعيد عرفات.

وتحيّة إلى كلّ مسلم حرّ يكابد الظلم والطغيان في بلاد المسلمين.

وأسأل الله أن يفرّج عن أمتنا، وأن يرحم شهداءنا، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

أيّها الشعب السوري الحر الأبي:

يطلّ علينا العيد وقد أطبقت على بلدنا الحبيب محن كقطع الليل المظلم.. نعم يمرّ بنا عيد الأضحى المبارك وقد تكالب علينا الأشرار من كل جانب... ورمانا أعداء الإنسانية عن قوس واحدة، وشعبنا السوري صابر مصابر محتسب. ونحن في يوم العيد، وفي كل الأيام، لا ننسى هذا المصاب الأليم، الذي أصيب به شعبنا السوري على امتداد أرض سورية الجريحة، ولن ننسى مناظر الدم والحزن والخراب التي لا تكاد تنقطع، ولن ننسى صرخات الألم والوجع التي أصبحت روحاً سارية في جسد كلّ سوري على امتدادها، فأنتم أيها الشعب الأبي، في قلوبنا، وحبّكم يسري في دمائنا وعروقنا.

أيّها الإخوة المسلمون على أرض سورية الحبيبة:

أيها الأحرار الذين ينشدون الحرية والكرامة، إنّ حجاج بيت الله الحرام يلبّون في هذا اليوم الأغر نداء الله ((ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات...)) ويجأرون إليه بالدعاء ((لبيك اللهم لبيك))، ويرمون الجمرات رمزاً لطاعة الله ومحبته، وتنفيذاً لأوامره، ورمزاً لكبح جماح الشيطان وعصيانه، فأراد سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يقدّم ابنه فداءً لأمر الله وطاعته ((فلما بلغ معه السعي قال يابنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمرُ ستجدني إن شاء الله من الصابرين))، وأنتم تقاتلون عدوّ الله وعدوّ الإنسانية الذي أذاق إخواننا وأهلنا ألوان العذاب، وأنتم كذلك تقدّمون الأبناء والإخوة والأحباب قرابين في سبيل الله، ترجون من الله جنّة عرضها السموات والأرض.

أيّها الثوار الأحرار يا أبناء سورية في المدن والقرى والأرياف:

تعلمون أنّ هذه العصابة الآثمة قد جثمت على صدورنا عقوداً من الزمن، فحاربت الأخلاق، وحاربت القيم، وحاربت الدين من بداية عهدها المظلم، ثم سلّطت الأجهزة الأمنية على رقاب الناس يذلونهم وينهبون أموالهم، فأرهقوا الشعب بما يطيق وما لا يطيق. ألغوا التعليم الصحيح بإبعاد المعلمين المخلصين، وحذفوا من المناهج كل ما يتصل بمآثر الأمة وكرامتها، وألحقوا الأذى بالعربية وهم يعلمون أنّها مادة الإسلام، ليقوّضوا معالم الدين في نفوس الأمّة. ولما طلب هذا الشعب الحرية والكرامة قابله المجرمون بالقمع والتعذيب وسلخ الجلود، وبالبراميل المتفجرة، وبكلّ أنواع الأسلحة الفتاكة.

أيّها الثوار الأحرار:

إنّ أعداءكم هم أعداء الإنسانية وقد تجردّوا من كل القيم، فقتلوا أطفالكم، وبقروا بطون نسائكم، وأخذوا بلحى شيوخكم الأجلاء فساقوهم إلى حفائر الموت سوقاً . فوحِّدوا صفوفكم، وكونوا يداً واحدة، ولترموا رمز الخيانة والغدر عن قوسٍ واحدة، وبيد واحدة، ألا فلتتصافح القلوب والأيدي، وليسامح بعضكم بعضاً، اغفروا زلات بعضكم تجاه بعض، فأنتم إخوة، والله تعالى يقول: ((إنما المؤمنون إخوة))، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا ي ظلمه ولا يُسْلمه ولا ي خْذُله ولا يحقِرُه)، فالأخوة تقتضي منّا التكاتف والتآزر، وأن نجدّد العهد مع الله في هذا اليوم المبارك لتكون سورية في المستقبل القريب -إن شاء الله- رمزاً للحبّ والإخاء والعدل والسلام، ولتشرق الشمس على أرض الشام المباركة من جديد. ونسأل الله أن يخلّص بلدنا الحبيب من هذا الطاغية الآثم ومن هذه العصابة المجرمة..

أيّها المسلمون في كلّ مكان:

يمرّ علينا عيد الأضحى المبارك للمرة الثالثة، وأيدي العصابة الأسدية المجرمة ملطّخة بدماء إخوانكم، ألا فهبّوا لنصرة إخوانكم في سورية: العالِمُ بجاهه وعلمه، والسياسي بثقله ووزنه، والخطيب بلسانه، والكاتب بقلمه، والغني بماله. واحذروا التخلّف عن نصرة إخوانكم، يقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه...........)).

 أيّها السوريون على أرض سورية وفي المخيمات وعلى أرض الرباط وأرض المهجر في كل مكان:

 عهدنا معكم ألا ندخر جهداً في نصرتكم، وسنُؤْثِركم على نفوسنا وأرواحنا. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يلهم القلوب الجريحة الصبر والسلوان.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 التاسع من ذي الحجة لعام 1434 هـ

محمد رياض شقفة

المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية