العيد في سورية "2"

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

العيد في سورية "2"

مناشدة علنية لخادم الحرمين وأمير قطر

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

أقسى مافي العيد في سورية تلك الفتوى التي أباحت لحم الكلاب والقطط والفطائس لبقاء الناس على قيد الحياة ، هذه الفتوى تعني قرابة الربع مليون نسمة من الشباب والشيوخ والنساء ، والأطفال الذين توفي منهم الى الأمس نتيجة الحصار من الجوع مازاد عن العشرة أطفال ، هذه الفتوى تعني موت الضمائر ولا إنسانية في هذا الكون ، هذه الفتوى تعني بربرية المجتمع الدولي وهمجيته ، هذه الفتوى تعني تقصير العرب والمسلمين بحق أهلهم السوريين ، فقط لنتصور هذا المشهد يا أيها النّاس وأبنائكم وبناتكم وأمهاتكم وآبائكم يأكلون تلك اللحوم المُعافى وممن تشمئز منها النفوس ، ودون شواء لعدم توفر النّار والوقود ، وأطفالكم الرضع يموتون بين أياديكم ، والآلاف من هؤلاء مصابون بالأمراض العقيمة بسبب سوء التغذية ، وبشار المجرم أُعطي الضوء الأخضر من الخائن الأخضر الابراهيمي العرّاب الروسي ، والأمريكي الانتهازي الديمقراطي الشئيم ليفعل مايشاء بأبناء شعبنا ولاسيما في الغوطة وريف دمشق وحمص وضواحيها ، ولم يسلم من القصف المدمر لطيران العدو _ الأسدي الروسي الايراني وأذيالهم من القوى الطائفية من حزب الشيطان اللبناني وعصابات أبو الفضل العباس والحوثيين وغيرهم – لتكون حصيلة اليوم الأول أكثر من سبعين غارة بالطيران الحربي الميغ الروسي على مساحة الوطن السوري ، وهي تعمل حصاداً بالأرواح وهدماً للمباني بالحاويات المتفجرة ، والصواريخ بعيدة المدى العشوائية ، ليسقط المئات مابين قتيل وجريح ، بعدما اختفى صوت نبيل العبري الذي أوكل مهمة ما اتفق عليه العرب من نقاط وأولاها إزالة بشار ونظامه الدموي ، ووقف القصف ، وسحب الدبابات ، والإفراج عن جميع المعتقلين الى السافل الأحقر ابن الابراهيمي الأخضر المجرم عليهما من الله مايستحقان ليحوراهما الى طاولة حوار يسعيان فيها ليكون شريكاً فيها قاتل شعبنا ، وإن لم تقبلوا فليس أمامكم إلا القتل إلى أن تركعوا ، ونقولها بالفم الملآن لن ولن يستطيع أحد أن يركّعنا لغير الله ، لنحذرهما من أنه عندنا الخيارات الكثيرة إن لم يرعو ، وستكون دماء شعبنا لعنة عليهم وعلى العرب جميعاً إلا من يناصرنا ، وسيدفع الجميع المحيط أثماناً باهظة فيما لو تفلتت الأمور من أيادينا ليصل العنف الى الجميع عندما تشتعل الحرب الطائفية ، ويصير الأمر خارج السيطرة ، وأولها تبدأ من ولعة الشرارة ، ونهايتها لايعلم بها إلا الله ، لتكون عقاباً ربانياً مُحتملاً لايذوق ويلاته فقط الشعب السوري ، الذي لم يعد عنده شيء ليخسره ولكن سيخسر الجميع ، فأوباما المجرم وإدارته المتواطئة لن تستطيع إطفاء النيران أو حماية أحد حينها ، لأنه لايهمها إلا مصالحها ، وحتى تلك لن تستطيع حمايتها ، لندخل الى أجواء إرهاب عام الكل متضرر منه.

فما يدور من التآمر الدولي على قضية شعبنا السوري وحريته وكرامته أمر فاق الخيال ، حتى يُسمح بأن نموت جوعاً وسحقاً وذبحاً بالسكين ، وبالحاويات المتفجرة والصواريخ المحرمة دولياً وبالطيران الروسي ومعداته القاتلة ، وبأيدي الغزاة الطائفيين والعالم صامت خانع ولا من سامع لأنّات قتلانا ، ودمائنا التي تسيل أنهاراً وتدمير مدننا وبلداتنا ، ونحن لن نتراجع قيد أُمّلة عن أهدافنا في الحرية والكرامة ومعاقبة الجاني القاتل بشار وأعوانه ، ولن نرضخ لأي تآمر يُحاك علينا ، مؤمنين بقضيتنا وعدالتها ، بينما هم يدعمون الاقتتال لتثبيت التقسيم ، ليكون كل فريق بما لديه مكين ، ولن يكون هذا إلا على أوراقهم وما خططوه ، وتجربة الاستعمار الفرنسي عندما قسموا سورية في عشرينيات القرن الماضي الى ست دول ، ولم يُكتب لها النجاح ، وهي من عمق التاريخ ، لأناشد في هذه المناسبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بشد الإزار والتقوي على طاعة الله بنصرة أهله في سورية ، وتدخله بكل ما أُتاه الله من العزيمة والقدرات ، وما وهبه الله من الإمكانات لنرى أياديه البيضاء وحكومته لمنع انزلاق بلادنا إلى مالايُحمد عُقباه ، ولأناشد أمير قطر تميم بن خليفة بن حمد آل ثاني بأن يكون مثل والده في العطاء والتحرك الكبير الذي كان عليه والده ، وهو لن يُعدم الوسيلة ، وشعبنا يتوسم فيه الخير ، فالأمر جد خطير ، ومالنا بعد الله أكثر من هاتين الدولتين العزيزتين وتركيا ، فأهلنا هم أهلكم ، وهذا عشمنا فيكم وفي أهل النخوة والشهامة ، فالقلوب تتطلع إليكم لتكونوا العون بأمر الله لأهلكم في سورية ، فنداء الأمهات الثكالى ، والزوجات الأرامل ، والأطفال الرضّع والشيوخ العُجز تستغيث أن تكونوا يد الرحمة الممتدة منكم ، ولتعملوا على تغيير الموازين بما أعطاكم الله من فيضه ، فهل نسمع جوابكم وخاصة ونحن في هذه الأشهر الحُرم لتكونوا عند الله من أحبابه ؟ 

والرسالة الأخيرة للائتلاف بأن يتحرك بهذا الاتجاه ، فكفاكم نوماً وتلبداً بالأحاسيس ، فعليكم ان تضعوا الخطط وجمع الصفوف ، ولن ينصركم لا الغرب ولا الشرق إن لم تعتمدوا على الداخل السوري وقواه الثورية ، ولن يكون لكم شأن إن لم تفعلوا ، ومن أعطاكم هذا الاعتبار قادر على سحبه لتكونوا في مهب الريح ، وإن لم تُسارعوا في القيام بما يتوجب عليكم ، فستكونون سخرية الشعب إن لم نقل أعدائه ، وإن لم تستشعروا مسؤولياتكم فلا بارك الله بكم ، وأستثني منكم المخلصين ، اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد.