تخيير غبي أم تخيير ملغوم
أحمد الجمال الحموي
في المنطقة العربية مشروعان يتحاربان في الظاهر ولكن ربما كانا متفقين على اقتسام الغنائم في الخفاء : أحد المشروعين هو المشروع الصهيوامريكي والاخر هو المشروع الايراني الكسروي الصفوي. ويحلو لبعض الناس أن يضع أمتنا أمام خيار الشيطان ويطالبنا أن نكون مع أحد المشروعين. وانه لمن السذاجة أن تنخدع أمتنا بهذا التخيير وعليها أن تعلم أن المشروعين خطران معاديان.
وان من امعن النظر في المشروع الأول وهو المشروع الايراني الكسروي يجده أكثر خطورة لأسباب كثيرة منها :
1-أنه مشروع يستهدف عقيدة الأمة وهويتها ولا يكتفي باستغلالها.
2-ان الخضوع لهذا المشروع يجعل أمتنا تابعا متلقيا على عكس ما بوأها الاسلام من قيادة وريادة.
3-هذا المشروع تحمله وترعاه دولة عقائدية طائفية متعصبة ولا شك أن المشروع المرتبط بالعقيدة يكون أكثر خطورة لحماسة أصحابه وتضحيتهم من أجل انجاحه.
4-تبذل ايران المليارات على مشروعها وتحرم شعبها من هذه الاموال التي تبددها على التسلط والعدوان.
5-تمتلك ايران – راعية المشروع – اعلاما قويا يعتمد الكذب ( التقية ) في خطابه للناس وبهذا يستطيع ان يضلل فئات كثيرة.
6-يستتر سدنة هذا المشروع بالاسلام , وهم أصحاب عمائم ولحى ويستشهدون بالايات الكريمة والأحاديث الشريفة فيخدعون شرائح من المسلمين ويزداد بهذا احتمال قبول هذه الشرائح لمشروعهم الذي يخفي السم الكثير في الدسم القليل ان وجد الدسم.
7- في المشروع الايراني نزعة قومية مجوسية كسروية تريد الانتقام من احفاد الصحابة الذين ادالوا دولة كسرى وأسقطوا عرشها. ونحن العرب جميعا في نظرهم من احفاد الصحابة.
8-لهذا المشروع أتباع نشطون تستطيع ايران أن تحركهم متى شاءت وهم منتشرون في بلداننا وقد أثبتت وقائع الأيام أن ولاءهم لايران وفقيهها مقدم على الولاء لاوطانهم ومواطنيهم.
9- هذا المشروع الكسروي يمزق الأمة ويبذر بواسطة أتباعه المندسين بيننا بذور الفرقة والفتن والاضطرابات.
10-ان ايران راعية المشروع قريبة جغرافيا من بلداننا وتكاد تكون جزءا من منطقتنا وهذا يضاعف خطرها ولو كانت بعيدة عنا لكان خطرها أقل.
11-يستغل هذا المشروع قضية فلسطين ويرفع شعار المقاومة خداعا بأسلوب ماكر سحر بعض الدعاة والمفكرين فضلا عن عامة الناس.
المشروع الثاني:
أما المشروع الثاني فهو مشروع مكشوف ومنبوذ أيضا ويعرف اقل المسلمين خبرة سياسية أنه مشروع معاد لأمتنا تجب مقاومته ورفضه ويكفي أن وراءه اليهودية والصليبية العالميتين.
كذلك يصعب على كهنة المشروع الصهيوامريكي خداع الناس دينيا لأن القائمين عليه يهود وصليبيون ولا يدعو ن الاسلام ولا يتظاهرون به.
انه لمن التضليل والمغالطة أن يقال اما أن تكونوا مع هذا او مع ذاك وكأن أمتنا لم تكتشف حتى الان حقيقة المشروع الايراني الطائفي القومي ولم تقف على خدعة الممانعة بعد كل الذي حصل ويحصل على يد الحرس الثوري الايراني ولواء ابي الفضل العباس وما يسمى حزب الله في سورية وبعد ما تؤججه ايران من نيران الفتن في كثير من الدول العربية.
يا أبناء امة الاسلام ان امتنا العظيمة أجدر الأمم بأن يكون لها مشروعها وأن تهديه للناس لا أن تتلقى خانعة مشاريع الأعداء سواء أكانوا من الشرق او من الغرب وهذه بعض النقاط التي توجب أن يكون لأمتنا مشروعها المستقل.
1-هذه الأمة قائدة والأمة القائدة تقدم المشاريع ولا تتلقاها وان انخراطها في أحد المشروعين يجعلها تابعة مقودة وهذا مخالف ومناقض لدورها الأصيل الذي رفعها الاسلام اليه قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وقال أيضا ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ).
2-ان مشروعنا المتميز يحفظ لأمتنا دينها وهويتها واستقلالها.
3-ان الشعوب الاسلامية من مختلف الأعراق أقرب الى قبول قيادة الأمة العربية وقبول مشروعها , وأبعد عن قبول المشاريع الأخرى.
4-ان مشروعنا يحفظ للأمة ريادتها ويستوعب جميع القوميات والأعراق.
5-انه المشروع الحق لأنه مستنبط من هدي الاسلام ومن تاريخ الأمة.
وبعد هذا لا بد من مقاومة المشروعين المعاديين مع التركيز على أشدهما ضررا ويمكن التصدي للمشروع الكسروي الصفوي بالوسائل التالية.
أ- التصدي اعلاميا بكل الوسائل الاعلامية المتاحة.
ب-دينيا وفكريا وذلك بمنع النشاط الرافضي في بلاد المسلمين وعدم السماح للدعاة الصفويين بالتحرك تحت اي عنوان سواءا أكان عنوان السياحة أو التبادل الثقافي أو غير ذلك.
ت-منع بناء الحوزات والحسينيات عملا بمبدأ المعاملة بالمثل على أقل تقدير فمن المعروف أن ايران لم تسمح للمسلمين ببناء مسجد واحد في طهران على الرغم من كل المحاولات.
ث-بتعديل مناهج التعليم في بلاد المسلمين في المراحل كلها بحيث تبين حقيقة الروافض وتكشف ضلالهم وعداوتهم الراسخة لأمتنا وتحصن الأجيال منهم.
ج- سياسيا واقتصاديا :
بمنع الهجرة الصفوية الكسروية الى بلاد المسلمين حتى لو كانت تحت شعار اليد العاملة.
بأن تسارع دول الخليج الى منح جنسيتها الى العرب المسلمين باعداد كبيرة قبل أن يجتاح تلك البلاد طوفان الروافض.
بالاستغناء عن التبادل التجاري مع ايران.
بعزل ايران سياسيا وتقليص العلاقات معها.
باسترجاع العرب راية القضية الفلسطينية التي تحملها ايران كذبا وزورا.
باشغال ايران داخليا وقد بينت هذا في بحث سابق عنوانه ضرب قلب الأخطبوط لذل لا حاجة للتوسع في هذه النقطة.
معالم:
اما مشروعنا فهذه بعض معالمه
1- يحافظ على دين الأمة وهويتها ويربي الأجيال على هذا.
2- يحافظ على موقعها في القيادة والريادة والتميز.
3- يرفض الهيمنة والتبعية.
4- يعمل على توحيد الأمة وعلى النهوض بها ويسعى لامتلاكها اسباب القوة والتفوق.
5- مشروع رحمة وهداية وحق وعدالة وليس مشروع تسلط واستغلال.
6- مشروع تعايش على اسس راسخة نابعة من قيمنا وحضارتنا بعيدا عن الفتن.
7- مشروع يحترم تاريخ الأمة ورموزها ويابى تشويه التاريخ والرموز.
8- مشروع يحترم المواطن ويحقق العدالة والمساواة بين المواطنين.
9- يهتم بالقضية الفلسطينية ويعطيها المرتبة الأولى بلا مراوغة ولا متاجرة بهذه القضيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
نائب رئيس جمعية حماه سابقا
عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء المسلمين
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين