سياسة الخوف الطائفي

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

العَصَبيَّة العَلَوية وأثرها في صعود وانهيار حكم عائلة الأسد في سورية.

أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية قدمها السيد ليون ت. غولد سميث Leon T. Goldsmith  من جامعة أوتاغو University of Otago في نيوزيلندا New Zealnad عام 2012م باللغة الانجليزية، وقام بترجمتها إلى العربية الدكتور عامر شيخوني.

ومما ذكره المترجم عن سبب ترجمة هذا البحث قوله:

((أَرسَلَ لي صديقي الدكتور نبيل عسه أطروحةَ دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا، كَتَبَها الباحث ليون ت. غولدسميث Leon T. Goldsmith عن العلويين في سورية! أُعجِبتُ كثيراً بأسلوبه العلمي الموضوعي، والرؤية المحايدة التي قدَّمَها في دراسته.

بَحَثَ في الأطروحة عن تاريخ العَلَويين مِنْ وجهة نظرٍ سياسية وفق نظريات ابن خلدون في علم الاجتماع، وتابَعَ تطور العصبية لديهم. مِنْ خلال تاريخهم، حاول فهم وتفسير علاقتهم بحكم عائلة الأسد في سورية. واعتَقَدَ أنّ عصبية العَلَويين سَمَحَتْ بتأسيس وترسيخ واستمرار حكْم عائلة الأسد. ولاحَظَ المؤلفُ أنّ أغلبَ العوامل التي وَصَفها ابن خلدون في مرحلة ضعف العصبية كانت موجودة في العقد الأول مِنْ حكم بشار الأسد، وأنّ عصبية العَلَويين يجب أنْ تبدأ بالضعف، إلا أنّ ذلك لمْ يحدث! ، ويعتَقِدُ المؤلفُ أنّ الخوف الطائفي قد مَنَعَ حدوث أي ضعف حقيقي في دعم وتأييد العَلَويين للنظام. ولذلك طَرَحَ في بحثه تعديلاً لنظرية ابن خلدون، وأضاف إليها فكرة " الخوف الطائفي " كعاملٍ هام في المحافظة على عصبية الجماعة. ويبدو أنّ النظام قد نجح في إقناع العَلَويين وفي توكيد مخاوفهم مِنْ إنتقام الأكثرية السنيّة، مما دفعهم إلى التماسك في دعم حكم الأسد وكأنهم في معركة حياة أو موت.

... قمتُ بهذه الترجمة آملاً في تأكيد رسالة المحبة والتعاطف والسلام التي أعتقد أننا جميعاً في أمس الحاجة إليها هذه الأيام. يجب أنْ تزول المخاوف والأوهام والرغبة في الانتقام، وأنْ ندعو الله تعالى معاً كي يمدنا بالقدرة على الغفران، وأنْ نسير معاً لصنع مستقبل أفضل، تسود فيه روح التعاون والتآلف والمحبة والفهم والاحترام المتبادل)). 

وقد أطلعني صديقي المترجم على الموضوع، وأبديت له وجهة نظري بأن رسالة الدكتوراه جهد طيب وخاصة من شخص حيادي إستطاع الوصول إلى مشايخ العلويين ورؤسائهم والسماع منهم رغم أجواء التكتم والغموض التي تلفهم...

وقد كان الاهتمام بتطبيق تحليلات ابن خلدون مهماً وضرورياً، ولكن أحب أن الفت الانتباه إلى أن طبيعة النظام السوري خرجت عن المألوف القبلي والعشائري والعصبيات المعروفة، ووصلت إلى ما يعرف اليوم بظاهرة المافيا التي لها قواعدها وفلسفتها، والتي يمكن فهمها بالاطلاع على سيرة عصابات المافيا وأفلامهم كفلم العراب لمارلون براندو.

بالاضافة إلى المبالغة في الحشد العسكري الموجه ضد الشعب بدل توجيهه ضد العدو المحتل، والذي أدخل عوامل جديدة في فلسفة بقاء الدولة لم تكن على عهد ابن خلدون ولا خطرت يوماً على باله، بالاضافة إلى التحشيد الطائفي الخارجي الذي تقوم به إيران وحزب الشيطان، تحشيداً يدمن الكذب والتقية، ويستبيح كل المحرمات والجرائم لارساء حلف طائفي توسعي لا مستقبل له...
إن مثل هذه المواضيع قد تزيد من الوعي وتحرك المثقفين والواعين والمخلصين من الطائفة العلوية للقام بدورهم الوطني والتخلي عن عائلة الاسد وعصابته للتعجيل في انتصار الثورة وتقليل الخسائر واستبعاد الاقتتال الطائفي بعد الانتصار وقطع الطريق على الاسد الذي يحاول جاهداً التمترس بالطائفة العلوية لحماية نفسه زاعماً بأنه يحميها.