همنا كيف نطيح بالأسد وهمهم كيف يحكمون بعده ...

همنا كيف نطيح بالأسد

وهمهم كيف يحكمون بعده ...

زهير سالم*

[email protected]

جميل ومطلوب ومهم أن يتحدث إعلامي يريد أن يرفع معنويات الجماهير عن بشار الأسد بلغة الماضي . وأن يهتف مع الهاتفين : ساقط ..ساقط .. ساقط .. بشار الأسد ساقط .

ولكنه الغرور والسذاجة وسوء التقدير أن يفعل ذلك ( أشعب السياسي ) فيعدو وراء الأطفال الذين أرسلهم إلى بيت الوليمة التي زخرفها لهم .

وحتى لا يختلط السياسي بالإعلامي في هذا المقام فإنه لا بد أن نقول لقد ظلت حقيقة أن الصخرة التي تجثم على صدر الشعب السوري ضخمة ومدعومة بأوتاد خارجية من كل اتجاه ماثلة في حديث الناصحين خلال ثلاثين شهرا هي عمر الثورة ...

منذ انطلاقة الثورة واندفاع بعض أصحاب الأغراض إلى واجهتها . ظل الناصحون والمشفقون على الثورة والثوار يحذرون من إضاعة الوقت والجهد في هذه الندوات والمؤتمرات والأنشطة التي تهدر الوقت والجهد بالعمل على ( اليوم التالي ) ودفع الأذواء والأولاد والنسباء إلى دورات من مثل كيف تكون ( وزيرا أو دبلوماسيا أو قائدا سياسيا ناجحا ... ) .

التحذير من الصراع على الدب قبل اصطياده كان نهج ودأب العقلاء . واعتبار أن صبح الغنيمة أقرب إلى فضاء الطامحين . ودائما لم يكن هناك من يقرأ أو من يسمع أو من يجيب . ولا أظن أن حال هذه الكلمات سيكون أفضل في التنبيه أو التحذير والناس كما قال ربنا ( لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون ) . كلمات تكتب للتاريخ حتى لا يظن أننا كنا نخوض مع الخائضين .

ولا بد أن نوضح أنه كان مما يزيد من عمق هذه السكرة أو الغمرة        ( ويثقل العيار في غولها وخمارها ) سفراء ووزراء وأصحاب أغراض كان يعجبهم أن يروا من يزعم أنهم قواد للمعارضة السياسية يتهافتون على نور ضياء وجوههم المظلمة والاستماع إلى نصائحهم المردية . وكان يكفي لحسم أي حوار أو جدل حول الموضوع أن يقول مخالفك أو مخاصمك : السفير الفلاني يشجع على هذا ، أو الوزير الفلاني أبدى إعجابه بقولي أو بفعلي . ويقطع عليك القول بإفادتك أن ( السويد أو هولندا أو كندا ..) هي التي مولت ودفعت ، وأنه لم ينفق من مال الثورة درهما ولا دينارا . وكأن وقته وجهده ووقت وجهد العاملين معه والمنشغلين بترفه ليس من رأس مال الثورة . وأنه ليس من حق أهله الثوار عليه أن يمد يدا إلى النار التي تحرق الوطن وأهله فيشتغل ولو عن بعد لإطفائها .

اليوم وبفعل توجيهات الوزراء والسفراء ونصائحهم ، ودور السماعين لهم أصبح ( اليوم التالي ) بالنسبة للسوريين في أفق آخر ،  وما زال في الوقت بقية وللبدار فرصة ، فهل نجعل في رأس أولوياتنا كيف نطيح بالطاغية قبل التشاغل بكيف سنقتسم بعده ، هذا هو الهم الأول للسوريين وهذا هو الهم الأول للثوار الصادقين . الشأن الآخر هو شأن من تعرفونهم بسيماهم ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية