فضائيات النكاح والمشهد الكوميدي كل ليلة في الجزيرة!
فضائيات النكاح
والمشهد الكوميدي كل ليلة في الجزيرة!
أحمد عمر
أحاول أن أتذكر سطوراً من حوارات
الجزيرة في ‘المشهد المصري’ بين منسق ائتلاف مصر فوق
الجميع، وفؤاد قنديل أو محمد القدوسي، لكن الذاكرة خائنة أكثر من الجنرالات التي
تؤدي القسم. حوارات ‘الاتجاه الموافق’، مختلفة، حيث يتم صفّ المتحاورين على نصف
قوس، خشية أن تتلاقى عيونهم السهام، فيحدث الاصطدام، الحوار يتم عبر وسيط، هو
المذيع المضيف، حيث يقوم بترجمة الحوار من العربي إلى.. العربي. يسأل عثمان آي فرح
منسق ائتلاف مصر فوق
الجميع عن ‘خابطة الطريق’ التي امّحت خطوطها، الطريق نفسه تم فلحه وحرثه بالجرافة
والقنابل، فالأشهر الستة تمّ تمديدها، ولاشيء يلوح في الأفق، السجون في ازدهار
وعمران و’الحبس الاحتياطي’ قصة حب بلا نهاية. يعدّل منسق ائتلاف مصر فوق
الجميع ياقته ويرسل شعوراً لدى المشاهد أنّ لديه ثلاث أياد، أو أنه قادم لخطبة بدر
الزمان، إذ يحتار أين يضع يده الثالثة خشية عين الكاميرا. يشفق عليه المخرج فيغضي
عنه، فيقول: بهذه المناسبة (التي لا يعرف المشاهد ما هي، ظهوره على سطح قمر الجزيرة
من غير مركبة فضائية، أم هي فرصة الاتصال بصديق .. يقول الرجل: أحيي السيد القائد
والسيد رئيس الجمهورية والسيد الببلاوي.. هو ايه كان السؤال؟ فالانقلاب له فضائل
كثيرة أولها أنه يفقد الإنسان الذي ‘كان نسيا’ الذاكرة و الهارد ميموري!
ثم يقول أوسم مذيع أسمر ‘أسمر ومدكك’ كما تقول سميرة توفيق و ‘أسمر يا أسمراني’ كما
يقول حليم : أنت تنسى كثيراً.. يضحك منسق ائتلاف مصر فوق الجميع، سعيدأ، وكأنه
إطراء، خاصة أنه كان مشغولاً قبل دخول الاستوديو بالجملتين بتاع التحية، فحفظهما
‘صم’. يتابع عثمان : كنت أقول أن انقلاب.. يغضب منسق ائتلاف مصر فوق الجميع: لا
عفواً .. انا مسمحش .. ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة بينما كانت الخامس والعشرين
من يوليو نكسة ومؤامرة.
يقول عثمان: لننته من هذا الخلاف.. من حق كل واحد أن يسمّيها كما يشاء ويعيد طرح
السؤال: فيقول منسق ائتلاف مصر فوق الشجرة: الأهم عندي هيبة الدولة، نحن (لا يقصد
العبيد أبداً) تربينا على احترام السادة، واحترام الرؤساء والسيد القائد،
الاعتقالات جميعاً تتم بمذكرة من النيابة، (ذات الأنياب) وكل شيء قانوني (ع
النوتة).
عثمان آي فرح: كنت أسأل عن خارطة الطريق التي ذهبت في مهب الريح (وصارت على مرتفعات
وذرينغ)!
يقول منسق ائتلاف مصر فوق جسر الدردنيل: ربما كان واضع خارطة الطريق السيد القائد،
الذي أهديه في هذه المناسبة التحية، هو والسيد رئيس الجمهورية، والسيد رئيس
الوزراء، يقصد ربيعاً ما غير محدد.. الربيع مجازي.
يضحك منسق ائتلاف مصر فوق الجميع سعيداً، بقطعة اللحمة الضاني التي خرجت له بين
أصداف كلامه البرغل غير المطبوخ، يقاطعه فؤاد قنديل ذاكراً: إحدى مساوئ الانقلاب،
الذي ليس له حسنة واحدة، اعتقالات، قطارات معتقلة في المحطات، أسعار ملتهبة، فيغضب
‘منسق ائتلاف مصر فوق المراجيح’ ويجدها فرصة ليتحول من الغناء ع النوتة إلى الغناء
الحر: أنا مسمحش أبداً .. انت بتقاطعني .. انت خاين .. هربان من وجه العدالة .. انت
مجرم .. ده بيقاطعني يا أستاذ عثمان. والحمدلله أن منسق ائتلاف مصر فوق الريح.. غير
مسلح!.
طبعاً يعدل ياقته التي يبدو أن صرصورا تسرب من الحمام إليها، ويحتار في إيواء يده
الثالثة النازحة، هل يؤويها في مخيم لاجئين، أم ينفيها .. يضطر محمود مراد أوسم
مذيع في الجزيرة (قلت لكم أن الذاكرة خائنة فقد خلطت للتو بينه وبين عثمان آي فرح)
أن يتدخل إسعافياً فيعتذر لقنديل من غير أن يحاول ردع ‘منسق ائتلاف مصر فوق هضبة
الهرم’، خاصة أنه مدعوم من العسكر والذي لا يزال غاضباً غيوراً على مصر فوق الجميع
(وتحت البيادة) لكن قنديل ينسحب بهدوء. وأظنّ أنه لم يعد مثل يحيى الفخراني في فلم
‘خرج ولم يعد’ .. لكن العسكر عاد امتثالا لأغنية فيروز ‘راجعين ياهوى’. جنى محمد
مرسي على نفسه، بإقالة المشير طنطاوي، والمثل يقول: إن لم تكن ذئباً أكلتك العساكر.
ألف تحية وتحية
تأسياً بمنسق ائتلاف مصر فوق الجميع (وبين أرجل الأمم) والذي بات صاحب طريقة ومشيخة
في التحية، أحيي بهذه المناسبة مذيعة التحرير التي أظهرت وثيقة من وثائق الجيش الحر
عليها أسماء متطوعات لجهاد النكاح، غير منتبهة إلى أنها أسماء سيدات الشاشة
السلطوية في النظام السوري! كما أحيي فيصل القاسم الذي وصف ضيفه شريف شحادة
بالسيناتور ونطقها: ‘على بعض’ يعني ليس هكذا :’ السينا… تور’ كما فعل الشيخ الفاضل
عبد الجليل صاحب وصف ‘الدب .. لو ماسي’ .كما أحيي رياض نعسان آغا من غير مناسبة أو
بمناسبة حوار غير قديم على حلقتين في الأورينت نيوز مع المذيع الذكي أيمن عبد
النور، كما أحيي حزب النور (قطعوا عنه كهرباء الحكومة وكهرباء الله لا تقطع) الذي
سلم مرسي قبل صياح الديك بجنيه حديد، وأتمنى أن يصمد في زنزانة وعنابر الخمسين التي
تنجز ‘دستوري كوميدي’ أو دستوري سيت’، والبركة بالفنان مدحت صالح والفنان أحمد
بدير، وبقية متفوقي مدرسة المشاغبين. كما أحيي المحكومة المصرية التي تظهر بين
الفواصل لتقول، بلهجة مصرية مشبعة بالسكر ‘الجيش هو اللي مشي ورانا..الشارع هو اللي
بيحمي شرعية الشعب مش شرعية الحاكم ‘ وأتمنى من أية فضائية من فضائيات المن والسلوى
أن تصل إليها لنعرف أخبار المشي وراء الشعب.. إيه؟ وأحيي المذيع الذي لا أعرف اسمه
والذي يصيح في فضائية التحرير.. ‘الحقوا الحقوا.. مندوبنا في الأمم المتحدة ده
إخواني’ وهي من أجمل المشاهد على التلفزيون، والجزيرة موفقة في صيده، ولن أنسى
طبعاً صاحب جملة ‘ فلة شمعة منورة’ وهو يقول جملة أظن أنها ‘يا روح أمك’ التي
تستبدل الجزيرة بها صوت كلاكس عربيات، وأحيي وفاء كاتمة أسرار قلبي التي أحبها ويحب
ناقتها بعيري، ويحنو ايميلها على ايميلي، وجميع الأهل والأصدقاء في المخيمات
والمنافي والمشافي والراسفين في الأغلال وفي الرقاب. والشعب السوري الذي فقد سلاحه
الكيماوي وأفلاذ أكباده والتراث العمراني والأبجدية .. ده منظر ما يرضيش عدو ولا
حبيب .. لا. ده يرضي العدو ..يرضيه تماماً. ويرضي الحبيب الحاكم أيضاً.