الأحواز تستاهل ...
ليث الزرقاني
عاشت الأحواز حرة عربية و عاشت جميع الفصائل الثورية الأحوازية و عاشوا جميع ثوار الأحواز بسنتهم و شيعتهم و صابئتهم و مسيحهم و يهودهم و ... ، و المجد و الخلود لشهداءنا الأبرار الذي لم يفرق المحتل بين شيعيهم و سنيهم .
في ضل المناوشات السياسية الحاصلة في المنطقة ، و مغازلة الغرب و ايران ببعضهم البعض بعد انتخاب روحاني رئيساً لإيران ، ينبئ المستقبل بتحالف علني و قوي جداً بين الفرس و الولايات المتحدة الامريكية .
كان لهذا التحالف دوراً بارزاً في تاريخنا المعاصر ، حيث فتحت ايران مجالها الجوي مرتين للامريكان ليدكوا افغانستان و العراق بالصواريخ ، ولكن كان تحالفاً سرياً ، اما اشهاره و اعلانه الآن في وقتنا الحاضر ، فهو حتماً سيتمخض عنه مستقبل مظلم للشرق الاوسط .
في ضل كل هذه الجوانب المظلمة في تاريخ منطقتنا العربية عامة ، و احوازنا الحبيبة خاصة ، نرى هناك تشتت كبير في الساحة السياسية الأحوازية .
حيث لا توجد لدينا مراكز دراسات مشتركة للتحذير و التنبأ بما سيحدث في المنطقة ، ولا مواقف مشتركة تدين او ترفض او ترحب بما يحصل من حولنا ، بل انشغلنا بعلم او جهل ، بمحاربة بعضنا البعض من حيث لا ندري .
اصبحنا وقوداً للمخطط الطائفي المرسوم بالمنطقة الذي سيحرق الدول العربية ، و اصبحنا ننفع ايران اكثر من ما نضرها .
قد يكون كلامي ثقيلاً و قد لا يتقبله الكثير ، ولكن لو اردنا ان نرتفع و نسمو بقضيتنا ، علينا ان نصارح بعضنا البعض ، و ان نتقبل النقد البناء .
فقد تقسم شعبنا الى عدة اقسام ، منها دينية و منها قبلية و منها حزبية ، و كل قسم يغني على ليلاه ، و لم نفقه بعد عِبَّر التاريخ التي تقول ان في تفرقنا ضعف و في تجمعنا قوة .
نسينا جميعاً ان نبني أسس الوحدة الوطنية ، و نهيأ الجو الملائم للمصالحة الوطنية ( بين شعبنا ) اولاً و من ثم تنظيماتنا .
الطائفي اليوم في عالمنا العربي يعزف على طائفيته و القبلي يعزف على قبليته و التنظيمي كذلك يعزف على تنظيمه ! و بهذا اصبحنا مجرد احجار شطرنج تحركنا جهات معينة لمصلحتها الخاصة و التي تفيد بالنهاية دولة الاحتلال الايراني .
اخواني الأعزاء في المنفى و الداخل :
ان القضية الأحوازية هي قضية انسانية بحته ، و لها فروع كثيرة كالدين و القبلية و ...
ولكن يجب ان نستفيد من هذه التفرعات لمصلحة الأحواز اولاً و اخراً ، و نضع المكاسب في حضن الشعب العربي الأحوازي و نحسسه بتقدم ملموس على ارض الواقع ، لا ان تكون نظرتنا ضيقة و نحول الأحواز لساحة مذهبية او قبلية ضيقة الأفق .
يا ابناء وطني ، فسيفساء شعبنا تحدنا على ان تعامل مع جميع اطيافه كأطياف ثورية ، لا ان نخون و نهاجم و نشوه عمل الاخرين لكي ندعي بأننا الأفضل !
اخواني الاعزاء ، فالنغير مفاهيمنا السياسية قليلا و لنجعلها لمصلحة وطننا ، فالنرفع شعار ( نحن للأحواز ) لا ( الأحواز لنا ) ، و نقسمها اكثر من التقسيم الموجود فيها .
الأحواز يا اخوتي و رفاقي في النضال تستاهل منا التضحيات و ( بعض ) التنازلات التي قد تكون مؤلمة لنا شخصياً ، ولكنها جميلة للمصلحة الوطنية .
عاشت الأحواز حرة عربية و عاشت جميع الفصائل الثورية الأحوازية و عاشوا جميع ثوار الأحواز بسنتهم و شيعتهم و صابئتهم و مسيحهم و يهودهم و ... ، و المجد و الخلود لشهداءنا الأبرار الذي لم يفرق المحتل بين شيعيهم و سنيهم .