محمد سلماوي.. الحرب على الهوية الإسلامية

محمد سلماوي.. الحرب على الهوية الإسلامية

محمود القاعود

[email protected]

محمد سلماوي كاتب محدود الموهبة يزعم أنه "مسرحي" ، يكتب مقالات كلها مديح للعلمانية وهجوم ضد ما يسميه "الأسلمة" و "الإسلام الوهابي" و "التطرف" وكلها مسميات يطلقها على الإسلام الحنيف .. وجد فرصة ذهبية فى أحداث العنف التى اندلعت فى التسعينيات بين الجماعات الإسلامية ونظام حسني مبارك ، ليركب الموجة بالحديث عن الإرهاب والترويج للعلمانية، وكانت مسرحيته الرديئة المسماة "الجنزير" بمثابة عملية تشويه كبرى ضد التيار الإسلامي ووصفه بالسذاجة والتشنيع على الإسلاميين وتصويرهم يمسكون السلاسل والجنازير ويرتدون الجلابيب البيضاء القصيرة  ويقتلون الأبرياء كما شنّع على النقاب وقال أنه عادة بدوية جاءت من السعودية !

لنتأمل هذا النص الردئ من مسرحية "الجنزير"  لنرى مقدار المغالطات والأكاذيب التى يبثها سلماوي تجاه الإسلام والمسلمين:

" محمد : مكان المرأة فى البيت .

ياسمين : يعنى ما فيش شغل ؟

محمد : العمل فى المجتمع الكافر كفر .

ياسمين : طب والأولاد يروحوا مدارس ولا لأ ؟

محمد : مدارس الكفار لا تعلم إلا الكفر .

ياسمين : يعنى ما فيش تعليم كمان ؟

محمد : التعليم فى الجامع .

ياسمين : واللى عايز يدرس علم نفس ولا ذرة ولا موسيقى ولا ..

محمد : استغفر الله

ياسمين : من إيه ؟ من العلم ولا الذرة ولا الموسيقى ؟

محمد : العلم كله فى القرآن " أ.هـ

وكما هو واضح يُصوّر سلماوي الأمر فى صورة منفّرة تجعل من يقرأ يبغض الإسلاميين الذين يُكفّرون المجتمع بصورة هيستيرية، وهو ما لا أساس له فى الواقع .

ظل سلماوي يكتب مقاله بجريدة الأهرام معتمداً فيه على حواراته مع نجيب محفوظ، وهذا ما أكسب سلماوي شهرة داخل الوسط الثقافي مع ضعف كتاباته، بل ومنحه مناصبا فتولى رئاسة تحرير "الأهرام إبدو" الصادرة باللغة الفرنسية عن مؤسسة الأهرام.ولأسباب غير مفهومة حصل سلماوى على عدة أوسمة منها وسام التاج الملكى البلجيكي من الملك ألبير الثاني بدرجة "قائد" عام 2008  ووسام الاستحقاق من الرئيس الإيطالي كارلو تشامبى بدرجة "ضابط عظيم" عام 2006 ووسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة « فارس» عام 1995 .. ! وهذه الأوسمة تثير الجدل حول طبيعة الدور الذى يلعبه سلماوى فى الحياة الثقافية فى مصر.

تولى محمد سلماوى رئاسة اتحاد كتاب مصر ،ومؤخر برز اسمه عقب الانقلاب العسكري فى 3 يوليو بعد أن تم تعيينه متحدثا باسم لجنة الخمسين التى عينها العسكر لتعديل دستور 2012 المستفتي عليه من الشعب ، بدا للوهلة الأولى عبثية المشهد بتصدر شخصيات لا علاقة لها بدستور أو فكر أو قانون، وأكثر من ذلك هو هذا العداء المستحكم لهوية الأمة المتمثلة فى ثقافة الإسلام وحضارته وأدبياته التى يحاولون مسخها وشطبها بجرة قلم .

"الدستور لا يعترف بأديان ولا يصادر أديان مش مهمة الدستور ، الدستور  يقر مبادئ  كلما كانت عامة وكلما كانت شاملة وتغطي كل الفئات والطوائف والأديان ، كان دستورا يستحق هذه التسمية منقدرش نعمل دستور خاص بفئة دينية واحدة أو طائفة دينية واحدة ميبقاش دستور ، يبقي لايحة داخلية خاصة بهم، الدستور يجب أن تكون فيه هذه الرحابة"

كانت هذه كلمات سلماوي فى المؤتمر الصحفي الذى عقده بمجلس الشوري .. اعترف بكل أريحية أنه يسعي لدستور لا يعترف بأديان ويسمح لجميع الملل والنحل بممارسة شعائرها ، وقطعا يدخل في هذه الملل أى طائفة بداية من الملحدين وحتى الشواذ وعبدة الشيطان ، إذ لا يوجد قيد على أى طائفة ، وهذا وفق الدستور الانقلابي الجديد!

لاشك أن حرب سلماوي على الهوية الإسلامية تأتى فى سياق عام من استهداف كل ما هو إسلامي من أو اقتحام المساجد وحتى مطاردة الإسلام فى شتى مظاهره وصوره.