الدعم العربي و قوطية الفانتا

أحمد الزرقاني

كتبت منذ ليلة مقالة لم تنشر بعد ، انتقد فيها مواقف احدي الدول العربية من القضايا الاسلامية و العربية بشكل عام و من القضية الأحوازية بشكل خاص ، و كعادتها قامت والدتي بقراءة المقالة في الملف الذي اقوم فيه بتخزين المقالات و جاءت تسألني عن سبب عداءي مع هذه الدولة ، و بعد ان شرحت لها القائمة التي تطول ، رجعت و قالت لي و لكن ماذا لو انهم قرروا في يوم من الايام دعم الشعب الاحوازي في نضاله و تم ايقاف هذا الدعم بسبب كلامك . ان السياسة تستوجب التعاطي بدبلوماسية و حنكة مع جميع الاطراف حتي و ان كانت تكن لنا العداء . 

الجدير بالذكر بانني قلت سابقاً باننا لسنا سياسيين و ليس لنا في دهاليز السياسة اي شئ ، بل نحن ثوار نقول الحق و لو علي انفسنا . و الاغرب من هذا بأن والدتي اطال الله في عمرها و كحال ابناء الوطن البسطاء ممن ليس لهم في السياسة لا ناقة و لا جمل ليست مطلعة علي الواقع الاحوازي و الصعوبات التي تمر بها الساحة ، و لو كانت مطلعة بشكل جيد و بصورة كافية لما تجرأت علي ان تفكر في دعم دول كالدول التي اتكلم عنها لنا ، بل لعرفت ايضا بأن المصيبة التي نمر بها ، ما هي الا احدي عواقب تخاذل اهل الكبسة و البترودولار . 

****

قام السيد المناضل  عماد عماد ليلة البارحة بتنزيل صورة لاحدي الأدوات التي يستخدمها في التحضير لمشاركته في احدي القنوات التلفزيونية ، و لم افهم ما هي تلك الاداة بالضبط الا انها صنعت بأدوات متواضعة كعلبة مشروب غازي ( فانتا ) و اشياء من هذا القبيل . أعترف بأن قول الحق سيوقف دعم بعض الدول لنا او علي الاقل سيبعدهم عنا ، لكن اتساءل ، هل سيقطعون علي الاخ عماد عماد الفانتا و يستبدلونه بنوشابة زمزم كنوع من الضغوط الاقتصادية ؟ قال دعم قال ، شو لا شفنا مطر و لا شفنا حالوب .

***

انوه الي ان من يظن بأني اترك عدونا الاكبر ايران و اهاجم الدول  العربية مخطئ تماما ، فنقدي لمواقفهم لا يتعدي كونه عتاب كالعتاب الذي وجهناه لدولة قطر الشقيقة حين كانت تدعم ميليشيا حزب الله الارهابية و دارت الايام و تعلمت قطر الدرس و وجهت دعمها للجهة المناسبة في المعادلة ، و اليوم ، عتابنا الذي نوجهه لبعض الدول ما هو الا عتاب نابع من معرفتنا بعاقبة الطريق التي تسلكه هذه الدول مع الدولة الفارسية لا اكثر ، و ليعلم الاخوة العرب بان ايدينا مفتوحة لهم اينما شاؤوا و حينما شاؤوا وقت قرروا تصحيح المسار الذي هم عليه الآن .