إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
بدر الدين حسن قربي /سوريا
مع كل مجزرة من مجازر المافية الأسدية، نواجَه بنكرانهم الكامل وكأن شيئاً لم يكن، بل ويحاولون رميها على الآخَر المعارِض على طريقة المجرمين المحترفين. فرغم كل أنواع الأسلحة التي استخدمتها عصابة الأسد لتركيع السوريين والقضاء على ثورتهم فإنها لم تغنِ عنهم شيئاً إلا مزيداً من الإجرام والدماء والخراب والتشريد. وصلوا معه مرحلةً يمكن القول عنها وفيها بعد ثلاثين شهراً: اليوم يئس الذين أجرموا وقمعوا وأفسدوا وشبّحوا من ثورتنا، وظنوا أن لامنجى لهم إلا بالكيماوي، فكانت مجزرة الغوطة في 21 أغسطس/آب 2013، فأوقعتهم في شر جرائمهم المتوحشة، وأكدت يأسهم المؤكد، وشبيحتهم في مماحكاتهم بباطلهم يجادلون ويضلّلون: معقول للجيش أن يقصف شعبه، وما الفائدة..!؟
بعد قصف الغوطة بيومين، بتاريخ 23 آب/أغسطس 2013 ، كانت العملية الإرهابية بتفجير سيارتين مفخختين في طرابلس/ لبنان، أولاهما أثناء خروج المصلين عقب صلاة الجمعة من مسجد التقوى، وثانيتهما بعد دقائق من الأول عند مدخل جامع السلام، اللتان أوقعتا قرابة خمسين قتيلاً و 500 جريح. ولكن وجود كاميرات مراقبة أمام مسجد السلام مع معلومات استخباراتية رديفة، أدّت إلى اعتقال اثنين: أحدهما مصطفى حوري وثانيهما الشيخ أحمد الغريب. جاء اعتراف الاثنين مؤكّداً علمهما بالجريمة والتخطيط لها، وثبوت علاقة الشيخ الغريب الاستخباراتية ومعرفته بالمتفجرات وبنك الأهداف. ثم جاء بعد ذلك كلام وزير الداخلية مروان شربل بناءً على التحقيقات، بأن شبكة منفّذي تفجيرات الرويّس وبئر العبد من الشهر نفسه في الضاحية الجنوبية وطرابلس هي واحدة، ومشغّلها واحد. وبناءً عليه فقد صدر أمر قضائي لاحق بتوقيف رئيس مجلس القيادة بحركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة بسبب اعتراف الشيخ الغريب عليه، ثم إدعاء النائب العام على النقيب السوري محمد علي من مخابرات طرطوس، وخضر العربان بجرم إدخال سيارات قبل التفجير بأسبوعين والقيام بتفخيخها ووضعها في أماكن التفجير.
ولاستكمال الصورة، نستدعي هنا مواقف حزب الله وحلفائه تجاه تفجيرات الضاحية ولاحقاً تفجيرات طرابلس وقت حدوثها، وكلامهما الكبير وتهديداتهم ووعدهم ووعيدهم، حيث اعتبرها الجميع عملاً إرهابياً يستهدف الفتنة بين اللبنانيين وجرّهم إلى الاقتتال، خدمة للمشروع الإقليمي الدولي القائم على تنفيذ الأهداف الصهيونية في تفتيت المنطقة وضرب مقاومتها وإغراقها في بحور الدم والنار، والذي تديره جهات مخابراتية دولية تتبع المخابرات الاميركية والصهيونية. أما الأهم فهو انتهاء هذه المواقف إلى صمتٍ، من بعد انكشاف المستور الفاضح، يذكّرنا بالصمت المطبق الذي كان عقب إلقاء القبض على الوزير السابق ميشال سماحة واعتقاله في آب 2012، واعترافه بالتحضير لعمليات تفجيرية بالترتيب مع الاستخبارات السورية وبأمر من الرئيس السوري تستهدف البطرك الماروني ومفتي طرابلس أثناء لقاءاتهم الشعبية، ليصار إلى اتهام أصوليين إسلاميين بها، ومن ثمّ إشعال فتنةٍ مسيحيةٍ إسلاميةٍ وسنّية علوية، باعتبار بشار الأسد (بدّو هيك) حسب مقولة سماحة نفسه.
من فضيحة المخطط الإرهابي لعصابة الأسد ومتفجراته بواجهته المسيحية بشخص الحليف ميشال سماحة وتخطيطه لضرب موكب البطريرك، إلى تفجيرات الضاحية في عقر دار حلفائه، ثم تفجيرات طرابس الأشد إرهاباً وتوحشاً واختيار بعض المشايخ للمساعدة فيها، إلى ضرب الغوطة بالكيماوي، نقف وجهاً لوجه أمام طبيعة إرهابيه مافيوية لنظام متوحش، ومصدّرٍ لإرهابه إلى دول الجوار قبل أن يكون طائفياً يفتقد العقل والمعقولية والآدمية والإنسانية، فكل شيء عنده مباح في قمع شعبه، ولا حرام عنده من أعمال القتل والإرهاب، للاستمرار في سلطة قميئة وإن لزم الضرب بالكيماوي في شهر آب.