والدة الأسير المهندس أمجد السائح من نابلس يوجعها غياب الابن
أحرار:
والدة الأسير المهندس أمجد السائح من نابلس
يوجعها غياب الابن وشوق وحنين لا حدود له
تترقب الأم السبعينية أم خالد من مدينة نابلس، انتهاء عقدين من الزمان حكمهما الاحتلال الاسرائيلي على ابنها الأسير أمجد أمين السائح 40 عاماً، والذي اعتقل عام 2002 بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال شرق المدينة.
وجه أم خالد وعينيها ملأهما غبار الزمن وهموم... هذا حالها ما إن تتحدث إليها وتسمع صوت كلامها الهادئ الصبور يردد:" الله كريم والفرج قريب".
تحكي أم خالد وتتحدث لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، قصة معاناة ابنها الأسير محمد أمجد، والذي كان يحضر لشهادة الماجستير في دراسته للهندسة المعمارية في جامعة النجاح الوطنية، إلا أن الاحتلال اختطفه، وبقيت رسالته الدراسية مكانها تنتظر عودته....
تقول الحاجة أم خالد:" أرعبنا خبر اعتقال محمد وهو مصاب، وكانت إصاباته في ذلك الحين خطيرة فقد أصيب في منطقتي الصدر والحوض، بعد اشتباك مع جنود الاحتلال في قرية عزموط إلى الشرق من مدينة نابلس، وبقيت العائلة تجهل مكانه ومصيره لأربعة أعوام".
وبعد انقضاء الأعوام الأربعة، سمح الاحتلال للأم بزيارة ابنها في سجن جلبوع، وكانت زيارة يملؤها ألم شديد ومعه شوق كبير بالرؤية والاطمئنان، ومن هناك رأت أم خالد ابنها في سجنه صامداً ثابتاً كالأسد في عرينه، وقد تعافى من إصاباته وجروحه، ومحتسباً صابراً على رياح الظلم العاتية.
لم تكن العائلة تعلم ولو للحظة ان ابنها الأسير محمد أمجد سيحاكم بالسجن عشرين عاماً، ويحرم من إكمال شهادة الماجستير ومن تسليم رسالته الجامعية فيها التي تركها خلفه محفوظة في جوارير مكتبه تنتظر التسليم والنجاح.
ومع الحكم الذي صدر ضد محمد، وقسوة الخبر، إلا أن أم خالد ظلت صامدة وظلت تزور ابنها كلما حان موعد الزيارة، تشد من عزم نفسها وتصر أن تبقى هي من يشد عزمه، وأن لا تريه ولو قليلاً من الحزن، فصمود الأم وصبرها على عاطفتها التي لا تعرف الانتظار للأشياء المؤلمة هو أكبر تحدي وهو ما فعلته أم خالد.
أما الأسير محمد أمجد، والذي هو أيضاً كان الحكم كالصاعقة على رأسه، فلا زال يتنقل من سجن لآخر ويشهد مع رفاقه آلام السجن وعذاباته، لكنه مميز بكل شيء كما وصفته أمه، مميز بعلاقاته مع العائلة ومع خارج العائلة، ولا زال يحاول من سجنه ورغم التشديدات من قبل مصلحة السجون على الدراسة إكمال تعليمه من داخل الأسر.
إذن... سيظل محمد وأشقاؤه الأسرى شوكة عالقة توخز المحتل الاسرائيلي... وتقول له: إنكم مهما فعلتم بنا ومهما شددتم الخناق وعذبتم وعزلتم ومنعتم من الزيارة ومهما داهمتم الأقسام وخربتم وصادرتم محتوياتها سيبقى شعارنا واحد لا يتضعضع ولا يتغير وهو" نحن أقوياء أينما نكون ولن ترهبنا عتمات وظلم السجون".
من جهته قال فؤاد الخفش أن المهندس أمجد السايح من قيادات الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال وهو مصاب بأعيرة نارية تزيد من معاناته داخل سجون الإحتلال وتصنفه من الأسرى المرضى .