حكومات مفترسة و شعوب مجترة

معاذ عبد الرحمن الدرويش

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

ما حدث في سوريا من مجازر كافية لقلب كل حكومات العالم  ، لو أن هناك ذرة إنسانية موجودة على هذه الأرض.

و الصمت المريب الذي يخيم على شعوب العالم ليس تطنيشاً أو عدم مبالاة ، و إنما كون الصمت يعني مزيداً من الدماء ، و الدماء تعني مزيداً من الفرائس للحكومات المفترسة ، و  المزيد من الفرائس للحكومات المفترسة يعني كثيراً من العشب لشعوبها المجترة .

و بالتلي كان الرضا و  كان الصمت في بقاع الأرض هما السائدين  ، و كانت رقعة  الموت تتسع يوماً بعد يوم على مساحة سوريا الذبيحة.

و عندما أصبح التحرك العسكري  ضرورة ملحة لكسب مزيد من الدماء ، تحركت الوحوش التي تقف في الصف الثاني لتستغل الظرف معتبرة  أن التحرك العسكري طامة سياسية يمكن ان تضر بمصالح القطيع المجتر، فقامت بنشر القليل من العشب لأنصارها و التي سارعت لكي تجوب الشوارع و تملأ الساحات و هي تمضغ العشب و تثغي ماع ماع...منددة بالتدخل العسكري في سوريا، في حين أن باقي القطيع لا يزال يجتر أعشابه بصمت مسلمة أمرها للوحوش التي لم تبخل عليها يوماً  بالمرعى أو بالكلأ.

في حين أن الشعوب العربية  المعتادة حياة الشظف و القلة من أيام الجاهلية بالصحراء العربية قادرة على تحمل الجوع أكثر من غيرها ، و هي لا تهتم كثيراً بعشب الدنيا مقابل الصبر للفوز بعشب الجنة ، و تؤمن أن عبادة الله لا تكون إلا من خلال عبادة الأصنام و التقرب إليها ، من أجل ذلك فهي على مدار السنين و الأزمان صامتة خاشعة في محراب العرش تسبح و تستغفر الرب ليل نهار .

فالشعوب الغربية لا يهمها ماذا و كيف تفترس حكوماتها ، المهم أن تقدم لها المزيد من العشب لكي تحظى بمزيد من اللعب و الإجترار .

و الشعوب العربية لا يهمها إن تكلمت الأصنام أو نطقت أم لا ؟.

المهم أن تفغر لها ذنوبها  و ترضى عنها و تتوسل لها عند الله يوم القيامة عسى أن يدخلها الله الجنة بالآخرة.