بلدة عرابة تفتقد رجالاً ستة

أحرار:

قضوا ولا زالوا يقضون في الأسر مؤبدات

غياب رجالات قليل أمثالهم، وقادة قدموا الكثير من أجل الوطن، هو هم يعيشه جميع من كان حولهم، وجميع من أحبهم، وهنا في عرابة يفتقد الكثيرون لأسرى ستة، يواصل الاحتلال الاسرائيلي اعتقالهم في سجونه، ويحكم عليهم أحكاماً مؤبدة، وهم الأسرى: أحمد دهيدي، أحمد شيباني، محمود العارضة، محمد عيوش، محمد العارضة، ثابت مرداوي.

هؤلاء الأسرى الستة الذين اعتقلهم الاحتلال في فترات متفاوتة وحكم عليهم بالسجن المؤبد أعواماً مختلفة  

يفتقدهم أهل بلدتهم، وفي الوقت ذاته فهؤلاء الأسرى هم عناوين تصدرت احتفالات البلدة ومناسباتها، لما لهؤلاء من مكانة عالية لدى أهل القرية، الذين لا زالوا ينصبون الخيام تضامناً معهم، ومطالبة بالإفراج عنهم.

في هذا التقرير، جمع مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، سيرة هؤلاء الأسرى الستة وحكاية اعتقالهم، وكيف يعيشون الآن أحكاماً مؤبدة في سجونهم.

الأسير أحمد مصطفى شيباني، 41 عاماً، والذي يقضي حكماً بالسجن ثلاثة مؤبدات و عشرة أعوام اعتقل بتاريخ: 24/7/2003، بعد مطاردته من قبل الاحتلال لمدة عامين، وهو متزوج وأب لولدين هما حسن 14 عاماً، ومصطفى 13 عاماً، وعندما اعتقل كانا لا يزالا طفلين صغيرين، وهو طالب جامعي كان يدرس التربية الاسلامية في جامعة القدس المفتوحة في جنين، ولم يتمكن حتى من إكمال فصل دراسي واحد بسبب الاعتقال، وقد تنقل بين كافة سجون الاحتلال.

من جهة أخرى، يقضي الأسير أحمد ذيب دهيدي 31 عاماً حكماً بالسجن مؤبدين، وقد تعرض أحمد للمطاردة من قبل الاحتلال طيلة عامين متواصلين، وتعرض لعدة محاولات اغتيال كانت تنتهي بإصابته بجروح، إلى أن اعتقل بتاريخ: 15/6/2003، بعد محاصرته في أحد المنازل في البلدة، وقد تعرض أشقاء أحمد من بعده للاستدعاء والاعتقال أكثر من مرة.

وهناك أيضاً، الأسير محمود عبد الله عارضة، 38 عاماً، وهو بطل آخر من أبطال ورجالات عرابة، والذي لا زال يخضع في السجون منذ عام 1996، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وقد عزله الاحتلال ذات مرة لمدة عام كامل، دون زيارات ودون معرفة أي الأخبار عنه، ومن سجنه   أنهى محمود الثانوية العامة، وهو الآن يقود محمود مسيرة الدراسة الجامعية بعد أن التحق بأحد الجامعات.

وكان قد اعتقل محمود سابقاً، وقضى في الأسر عامين، وهو شقيق للأسير المحرر أحمد، والذي قضى في سجون الاحتلال عشرين عاماً، وشقيق لأسير آخر وهو رداد الذي يقضي حكماً بالسجن 20 عاماً وقضى منها 14 عاماً.

وعن الأسير محمد فتحي عيوش، 38 عاماً، والذي اعتقل أثناء عمله، (كان يعمل سائقاً)، من على حاجز قلنديا قرب رام الله، بعد عراك مع الجنود الين اعتقلوه على أنه كان ينوي تفجير عبوة ناسفة، الأمر الذي أنكره محمد، واعتقل وخضع للتحقيق وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهدم الاحتلال منزل عائلته في عرابة  بعد أشهر من اعتقاله، واعتقلوا أحد أشقائه(عمر) وحكموا عليه بالسجن 10 أشهر، وتوفيت والدته وهو في الأسر.

أسير آخر، وصاحب نصيب آخر من المؤبدات، هو الأسير محمد قاسم عارضة 30 عاماً، والذي تجول في كل سجن من سجون الاحتلال، وفي كل واحد منهما كانت له معه حكاية وقصة.

اعتقل محمد بتاريخ: 16/5/2002 من مدينة رام الله، حيث كان مطارداً ومطلوباً للاغتيال منذ عام 1999، وقصف الاحتلال منزل عائلته في عرابة مرتين على التوالي، ولم يكتفي الاحتلال الاسرائيلي باعتقاله والحكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات و20 عاماً، بل اعتقل أشقاءه وشقيقاته، وحكمهم بأحكام طالت سنوات، وفرض المنع الأمني على عائلته منذ عام 2006، وذلك يعني أن زيارات العائلة لمحمد محدودة جداً.

أما الأسير الأخير، والذي يعيش حكماً بالمؤبد أيضاً، هو الأسير ثابت عزمي مرداوي، 37 عاماً، والذي كانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أطلقت عليه (المطلوب رقم 1 في جنين)، ونفذت ضده عدة محاولات اغتيال لكنها لم تنجح، واستمرت مطاردته عامين، وكان رغم وضعه قد التحق بجامعة القدس المفتوحة في جنين ودرس المحاسبة وإدارة الأعمال، لكنه لم ينهيها.

تزوج ثابت وأنجب أسامة الذي لم يقضي معه إلا عاماً واحداً، ثم اعتقله الاحتلال بعد أن أصابه برصاصتين وكان وضعه خطيراً في لك الحين، ليحكم الاحتلال فيما بعد عليه بالسجن 21 مؤبداً و40 عاماً.

وتشهد بلدة عرابة، وجود مجموعة من الأسرى الآخرين الذين يقبعون في سجون الاحتلال ويقضون أحكاماً مختلفة بالسجن، ومنهم من لا يزال موقوفاً، ومنهم المرضى كالأسير محمد مرداوي الذي يعاني وضعاً صحياً صعباً، وبالطبع لا تنتهي المعاناة في عرابة وفي باقي القرى والمدن الفلسطينية عند هذا الحد، فالاحتلال يعتقل العشرات في كل يوم، ويزج بهم في سجونه. 

فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال أن بلدة عرابة من البلدان التي قدمت خيرة ابناءها شهداء وأسرى فمن أبو علي مصطفى الى الست مؤبدات الذين ينتظرون الإفراج الان تكمن حكاية هذه البلدة التي قدم من أجلها شبابهم زهرات أعمارهم في السجون .