أعرف أنه لن يرحل طائعاً...

عقاب يحيى

أكتب من يومين عنوان ارحل.. وأقرأ أمنيات عديد الأصدقاء، ولو بطريقة الحلم والنكتة..أن يعلن القاتل تخليه عن السلطة.." تضحية" منه لما هو قادم ..

أعرف بالقطع أن الطلب حلم، وأمنية لأن القاتل، ونظامه من نوع آخر..وقد وصل الغرور مرتبة المرض، والتشبث بالحكم دونه الرقاب، والوطن..

ـ كان الطاغية الأكبر، وعلى مسار تاريخه المعروف لرفاقه.. عادياً وأميل للغباء .. ولا يملك أية إمكانات بارزة.. اللهم سوى العناد، واستباحته للأموال التي تقع تحت تصرفه كوزير للدفاع لشراء الولاءات والأزلام والمؤيدين، وتلبية الطلبات الخاصةللضباط وغيرهم، والذي كسب بها استزللام وتأييد العديد.. دون أن نغفل، أو نجزّئ البعد الطائفي وموقعه في الاصطفافات، والدعم، والارتكاز.. حداً سمح للبعض أن يتحدث عن مشروع طائفي مسبق. منظم لاختراق البعث وتلغيمه وتحويله إلى أداة لهم..............

ـ سنترك تلك الجوانب ونقف عند الذات التي ضخموها.. وإذ بالطاغية الأكبر عبر النفخ، والنرجس والأحادية.. يصبح ـ بقدرة قادر ـ وخلال أشهر القائد...بكل الصفات الخارقة التي راحت تنهال عليه بالجملة.. ومن قبل شبكات منظمة، وموظفين برتبة مثقفين ومفكرين وقادة أحزاب، وشخصيات معروفة داخلية وعربية وحتى عالمية.. وإذ بهم يصورونه فلتة الزمان، بله الأزمنة كلها . الخبير . المحنك . الثعلب. المثقف . السياسي الإعجاز. . وكثير من تصنيع.. بما في ذلك تصنيع الأزمات الصغيرة، واستغلال عدم وجود البدائل.. كي يلعب وحيداً في أرض خصبة مهدها بالقمع وتصفية الآخرين، وتهميش الشعب وإخضاعه، ووسط تأييد عالمي مشبوه القصد، والوسائل، والصفقات ..

ـ الأولاد رضعوا حليب النرجس والتفوق والعنجهية المغلفة بالشعارات التكتيكية الشعبوية..فأخذوا الكثير من السائد، وبشار الذي اعتبر أضعفهم شخصية، وميولاً للسلطة ، والذي كان يعاني المرض منذ ولادته يحمل جينات الطاغية المنفوخة ، الكامنة التي راحت تظهر مزيجاً من العته والحقد والغرور، والأستذة الساذجة التي تريد تعويض مركب نقصها، وتمرير طريقة مجيئها بتلك الفاجعة : التوريث..وكأنه متفوق على أبيه لجهة المعلوماتية، والحداثة، ولغة العصر.. والتفنن في التبحر بالمصطلحات.. بينما وُجد دوماً النفاخون الممتهنون، والمداحون الانتهازيون، وجوقات أصحاب المصالح، والطائفيون الارتكاز الذين يرون فيه عنوان استمرار تسلطهم، ورمز بقائهم..

ـ حين نعرف طبيعة الحاكم والقوى التي يستند إليها، نتأكد أن بشار وقد صار برتبة مجرم من طراز تاريخي.. لن يفعلها ويتنازل حتى لو وصل الدم للركب، قد تجاوز الركب لاستخدام المجازر الجماعية والكيماوي وغيره.

 ـ اقل من ذلك فنظام بتلك المواصفات والبنية، ورئيس له بهذه التركيبة لن يقبل بأي حل سياسي يعتبره مساساً بتلك العنجهية والطييعة.. فكيف سيتنازل؟، او يرحل؟؟.. وهو اليوم " قدر الأمة".. وهو اليوم يمارس فجيعة التزييف والحقد؟؟.. وهو اليوم رمز استمرارهم، ورحيله رحيلهم وسقوطهم المدوّي؟؟؟..

ـ لن يرحل القاتل إلا محمولاً في نعشه اللائق به..وكل مراهنة على آخر نوع من الأمنيات والرغبات.. إلا إذا أجبره أصحاب القرار على ركوب طائرة مغادرة، أو تخلصوا منه بطريقتهم.. وهذا مشكوك فيه بعد عامين ونصف من روايات وحكايا أثبتت الوقائع أنها غير واقعية ..

ـ هذه الوضعية هي التي تضع الجزء الكبير من شعبنا في حالة حيص بيص حقيقية.. وتتمنى لو يأتي الشيطان ويخلصها من كابوس قاتل..رغم أنها عاشقة لوطنها، رافضة كل عمرها وتركيبها للتدخل الخارجي، وواثقة أن إنهاء النظام، وبناء البديل لن يأتي إلا بأيد سورية، وعبر تضحيات جسام ..وأن لهؤلاء الذين يريدون التدخل العسكري مواويلهم ومشاريعهم وأهدافهم الخاصة.. التي قد تلتقي ـ مؤقتاً ـ مع ما تريده ىالأغلبية، لكنها تختلف في الأبعاد والنتائج ، والجوهر ..