سيناريوهات الضربة العسكرية الدولية وأهدافها
مسؤول في البنتاغون: أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر المتوسط مستعدة لتنفيذ الأوامر خلال ساعات
"رمضان عن مصدر دبلوماسي غربي رفيع: روسيا أبلغت بشار اﻷسد أنه لن يكون بوسعها فعل شيء في حال قرر تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة شن هجوم عسكري بعد التأكد من استخدامه السلاح الكيماوي، وأن دورها يتوقف عند عرقلة إصدار قرار عن مجلس اﻷمن يشرع العملية العسكرية"
مسار للتقارير والدراسات 27 آب 2013
تزايد في الإعلام مؤخراً الحديث عن تجاوز النظام السوري الخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للنظام السوري واحتمال الرد الأمريكي والدولي بضربات عسكرية لم تحدد طبيعتها بعد، وذلك في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة الذي شنه نظام الأسد ضد المدنيين في الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق فجر الأربعاء الماضي، والذي راح ضحيته نحو 1400 مواطن سوري، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
فيما بدأ فى العاصمة الأردنية عمان مساء الأحد، اجتماع مغلق لقادة جيوش 10 دول عربية وأوروبية وأمريكية؛ لبحث سيناريو توجيه ضربة عسكرية لأهداف استراتيجية للنظام السورى، بحسب مصدر عسكري أردني.
ويضم الاجتماع، وفقا للمصدر الذى طلب عدم نشر اسمه، قادة جيوش كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر، إضافة إلى الأردن.
وقال المصدر العسكرى، إن "الاجتماع يناقش سيناريوهات ضرب مواقع للنظام السورى، ودراسة رد الفعل المتوقع من إيران (حليفة نظام بشار الأسد فى سوريا) على تلك الضربة". وأضاف أن الأردن "أعرب عن بالغ قلقه من احتمال استهدافه من قبل سوريا وإيران حال تأكدهما من استخدام أراضى المملكة من قبل القوات الغربية". ومضى قائلاً إن "ما يخشاه المسؤولون فى الأردن هو ردة فعل إيران على ضرب النظام السورى. من المحتمل أن توجه طهران صواريخها تجاه إسرائيل، وليس مستبعداً أن توجه صواريخاً نحو الأردن أيضاً حال استخدمت أراضي المملكة لضرب سوريا".
ورجح المصدر أن "يبحث الاجتماع أيضا سيناريوهات القضاء على المقاتلين الإسلاميين المتشددين التابعين لتنظيم القاعدة فى سوريا، حال نجحت الضربة العسكرية للنظام السوري". وليس معلوماً متى سينتهى ذلك الاجتماع.
وقال مسؤول رفيع في البنتاجون فجر اليوم الثلاثاء، إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر المتوسط على أهبة الاستعداد لتنفيذ أية أوامر توجه لها خلال ساعات، وذلك بحسب ما نقلت عنه شبكة "سي إن إن" الأميركية التي سربت سيناريو الضربة الأمريكية المرتقبة ضد سوريا والتي قالت بأنها ستكون مشابهة للهجوم الأمريكي على العراق الذي استهدف نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وتوقع خبراء بأن تستهدف الغارات بنكاً من الأهداف العسكرية والاستراتيجية لقوات النظام السوري على رأسها المطارات والمعسكرات التي تشكل ثقل النظام العسكري. فالحديث في الأوساط الدولية الآن يدور حول ضربة عسكرية ضد النظام السوري، ما إذا ثبت استخدام قوات النظام للأسلحة الكيماوية في مجزرة الغوطتين التي خلفت الآلاف من الشهداء والمصابين.
وكشف "أحمد رمضان" عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن المجموعة الدولية المعنية بملف سورية والتي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر طلبت من المعارضة ممثلة بالائتلاف وهيئة الأركان ورئيس الحكومة المؤقتة المرشح طرح خطتهم بشأن إدارة البلاد بعد سقوط النظام، وأضاف أن المؤشرات تتحدث عن أربعة أسابيع حاسمة في القضية السورية.
ونقل "رمضان" عن مصدر دبلوماسي غربي رفيع، كما وصفه، أن روسيا أبلغت بشار اﻷسد أنه لن يكون بوسعها فعل شيء في حال قرر تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة شن هجوم عسكري بعد التأكد من استخدامه السلاح الكيماوي، وأن دورها يتوقف عند عرقلة إصدار قرار عن مجلس اﻷمن يشرع العملية العسكرية.
ولخص :رمضان" مجمل الاتصالات والاجتماعات برسم صورة من عدة نقاط:
1) قرار الضربة العسكرية بانتظار موافقة الرئيس أوباما، الذي ينتظر بدوره اتصالات تجري مع دول حليفة وتقديرات استخبارية إضافية.
2) الحديث يتم عن مستويين، الأول ضربة جراحية موجعة تطال مراكز عسكرية تشكل عصب النظام ولها صلة بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة. والثاني ضربة جذرية استئصالية تطال مقرات قيادية ومراكز القيادة والسيطرة، ومحطات إطلاق الصواريخ ومطارات عسكرية ومنشآت أمنية، مع احتمال استهداف أركان النظام.
3) القرار له صلة بمستوى التحالف المساند للعمل العسكري، ورد الفعل المتوقع من قبل إيران وحزب الله، ومدى تورطهما في عمل مناوئ، وهو أمر يتقرر وفقا لمستوى الضربة وأبعادها.
4) روسيا لن تستطيع تأمين غطاء للنظام في حال ثبوت استخدامه للسلاح الكيماوي بسبب تعهدها سابقاً بأنه لن يلجأ لاستخدامه، وهو ما استدعى في حينه تصريح أوباما بأنه "خط أحمـر"، ووفق التفاهم الأمريكي الروسي فإن لجوء النظام للسلاح الكيماوي يستدعي عملاً عسكرياً بغض النظر عن آلية الموافقة الدولية.
5) الضربات في حال إقرارها، ستتم من بوارج حربية في المتوسط وقواعد عسكرية في دول مجاورة، وجاهزية تلك القوات شبه مكتملة، وستشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى.
6) سيتم التنسيق مع قيادة الجيش الحر للحيلولة دون حدوث أخطاء في عمليات القصف نتيجة تحرك الكتائب والألوية الميدانية أثناء ذلك.
وفي أهداف العملية العسكرية وطبيعتها أشار العميد نزار عبد القادر لـ «عكاظ» أن الأمور تبدو في دور الإعداد الأولي لحرب نوعية عسكرية أمريكية على سورية، مشيراً إلى الاجتماعات العسكرية وحشد أربع مدمرات شرق المتوسط مقابل سورية. وأضاف ثمة مبدأ استراتيجي في الحروب يقول الحشد دائما يؤدي إلى الحرب، مما يشير إلى تبدل في الموقف الأمريكي والموقف الغربي تجاه التهديد بضربة عسكرية، معتبراً أن الوقت مبكر لهذه العملية والحديث عنها فالعمليات العسكرية ليست فقط للاقتصاص من النظام السوري بسبب استعماله للسلاح الكيماوي، إذ يجب أن تكون لها أهداف سياسية.
وأوضح العميد عبدالقادر أن الهدف السياسي هو إما تحقيق مؤتمر جنيف 2 أو إسقاط النظام، حيث يطرح هنا السؤال: ففي حال أسقط النظام في هذه الضربة فما البديل؟ مشيراً إلى أن الهدف سياسي وأن العملية العسكرية أساسها عملية سياسية إنما بطرق ومعدات أخرى.
وقال محلل سياسي إسرائيل إن دولاً غربية وشرق أوسطية تعد في هذه الأثناء لائحة اتهام ضد النظام من قبل المجتمع الدولي بشكل غير رسمي، تتضمن تهماً خطيرة للأسد وأركان حكمه، وقد أصبحت ملزمة ضد النظام على حد تعبيره.
ويقول المحلل في الإذاعة الإسرائيلية تشيكو منشه: إن إسرائيل وقفت في السابق موقف المتفرج ولم تتدخل، رغم العلميات التي نسب إليها القيام بها في سوريا من أجل ما سماه الدفاع عن مصالحها، لكنها الآن قررت التدخل علناً، وأضاف: لقد غير رئيس الحكومة ووزير الدفاع طبيعة التصريحات التي كانا يدليان بها، وهما يعملان بالتعاون مع فرنسا ودول أخرى على دفع الرئيس أوباما للقيام بالعملية.
وفي تفسير هذا الموقف الإسرائيلي المستجد قال "منشه" إن إسرائيل تسعى على ما يبدو لتعزيز قوة ردعها تجاه الأسد في كل ما يتعلق بمخازن الأسلحة الكيميائية المطروحة على الأجندة الدولية، كما أن إسرائيل تسعى لتقييد يد الأسد والتي هي في الحقيقة يد إيرانية.