في بيت شعبنا مذبدبين – ولنا رأي بتطورات مصر وسوريا
في بيت شعبنا مذبدبين – ولنا رأي
بتطورات مصر وسوريا
محمد هيثم عياش
ينظر العالم في هذه الايام بلهفة وقلق الى ما ستسفر عنه نتائج تطورات الاحداث السياسية والامنية في مصر وسوريا ، ففي مصر انقلب العسكر على رئيس شرعي انتخب من قبل شعبه بأغلبية ساحقة ، وأطلقت احدى المحاكم المصرية رئيس مصر السابق حسني مبارك من سجنه بعيد سويعات قليلة من اعتقالهم المرشد العام للأخوان المسلمين وتمديد سجن الرئيس الشرعي محمد مرسي وقيادات أخرى من اقطاب العمل الاسلامي والوطني في ذلك البلد اضافة الى مقتل حوالي خمس وعشرون جنديا وشرطيا في سيناء تمت بعيد مجزرة ارتكبها عسكر مصر ضد الابرياء الذين يطالبون بإعادة الشرعية ومهما طال إجرام العسكر والمتمردون على الشرعية فان الشعب المصري سينتصر على المجرمين وما سيطرتهم على حكم مصر حاليا إلا غمامة صيف عن قليل تنقشع بتأكيد من خبراء سياسة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي من عرب وعجم .
أما في سوريا وما أدراكم ما الوضع في سوريا فجرائم نظام تلك الدولة تشيب من وهلها رؤس الولدان فحدَّث بلا حرج فنظام بشار اسد فاقد لجميع معاني القيم الانسانية فهو فاقد لهذه القيم قبل انتفاضة شعبنا بزمن طويل يمتد الى زمن استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا وحركة حافظ أسد التخريبية التي أوصلته الى السلطة ليحكم سوريا هو وعائلته لمدة تصل الى اثنين واربعين عاما . لقد شارف النفق المظلم التي تمر به تلك الدولة على نهايته وما هي الا أيام وسويعات قليلة حتى يبدو بزوغ فجر جديد والليل الأليل قد اقتربت نهايته فسفينة الايمان تسير بلا مبالاة بالرياح العاتية التي تحاول الحيلولة دون حصول شعبنا على حقوقه وطموحاته بحرية وعيش كريم ببلد مليء بالخيرات والكرامات أيضا ، ففسطاط المسلمين يوم الملحمة بالشام ودمشق وهي خير مدائن بلاد الشام كما أخبرنا ذلك سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه عن نبينا وقائدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعلن أيضا بأن الايمان حين تقع الفتن بالشام وقد أخبرنا الصادق المصدوق أنه رأى عمود الكتاب احتمل من تحت راسه الشريف فعمد به الى تلك المنطقة .
الا أن السبب الرئيسي الذي يحول دون نهاية الليل والنفق المظلم هو وجود مذبذبين في بيتنا الشامي يزعمون بأنهم معنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون . واسمحوا لي ضرب أمثلة حول ذلك ، يعيش مع أحد الاخوة الصادقين ولا نثني على الله أحدا ، طالبا سوريا يقوم حاليا بكتابة دراسة عليا / دكتوراه في علم الصيدلة / وقال لي سرا ونحن نناقش الوضع في سوريا مع سياسيين المان في حفل افطار قمنا يتنظيمه ، هل تعتقد يا هذا بأمل الانتصار على الطاغية اسد ونظامه فروسيا وايران تحاربنا معه وهم كثيرون ونحن أذلة ؟ فقلت له نحن أعزة وعددنا كثير لا يحصى وهم قليلون تعيش معنا وتبث التشاؤم بانتفاضتنا ان النصر آت والليل في طريقه الى النهاية . ووصلتني نسخة من رسالة أرسلها شخص يزعم بأنه ناطق الجيش السوري الحر يعزي بها قادة الجيش المصري لمقتل عناصر شرطة وجيش مصريين بسيناء قبل ايام زاعما وقوف شعبنا وجيشنا الحر الى جانب الجيش المصري ضد الارهابيين ، ولا أدري من دهس على ذيله حتى يعزي جيشا انقلب على اهل مصر وصادر شرعيته وحريته ، وها هو سفير مكتب ائتلاف المعارضة ببرلين يزعم بتصريح صحافي ان الغرب وراء ازدياد شعبية جبهة النصرة والاسلاميين في سوريا ماليا ومعنويا وساهم دعمه بإضعاف الجيش الحر والشخصيات العلمانية والديموقراطية . والطامة الكبرى تأتي من أولئك الذين يزعمون بأن انتهاء ماساة شعبنا بيد امريكا وبريطانيا وفرنسا أيضا وهم بمقدرتهم توجيه ضربة لاسد وينتهون منه فهم كالمفتخر بأير حماره ولسان حالهم يقول :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فأبشر بطول سلامة يا مربع
أليست هذه بذبذبة ونميمة تستهدف انتفاضة شعبنا واستهجانه ؟ والأمثلة كثيرة لا تعد وتحصى .
ومع ذلك فاننا على موعد إشراق فجر جديد لبلدنا سوريا ولا ينبغي علينا الا ان نقنع أهل الذبذبة بالكف عن اثارة الفتن والتشاؤم بالحوار الصادق فالحرب لا تقع الا من الفتن والنميمة والاساءة الى الاخرين في مقدمتهم المخلصين منا .