المستحيلات الثلاثة في الحالة المصرية
علاء الدين العرابي
عضو رابطة الإسلام العالمية
إلى الذين لا يزالون مقتنعين بأن ما حدث يوم 30 يونيو هي ثورة حقيقية يجب أن يجيبوا على الأسئلة التالية :
هل سمعتم عن ثورة مدتها 6 ساعات ، يكتفي منظموها بتوزيع بعض الصور من إنتاج وتوزيع مخرج سينمائي بالتعاون مع قادة الانقلاب ؟
هل سمعتم عن ثورة لم تسال فيها الدماء ، ونحن نعلم أن الدماء هي وقود الثورات ؟
هل سمعتم عن ثورة تجمع ثوار ثورة أصلية قدمت شهداء ومصابين (ثورة 25 يناير ) 00 مع أتباع النظام السابق الملطخة يداه بدماء الشهداء ( الثورة المضادة ) 00 مع قادة العسكر؟
وإلى الذين لا يزالون مقتنعين بأن الانقلاب العسكري ليس بمؤامرة مدبرة ، عليهم أن يفسروا لنا الظواهر التالية :
فجأة 00 نزل الجيش بكل قوته إلى الشارع ليحمي قصر الاتحادية وهو الذي ظل مستباحا لمدة عام كامل ، هل لأن الرئيس الجالس فيه لا يروق لقادة الجيش ؟ لقد كان رد وزير الدفاع ( قائد الانقلاب) حين كان يطلب منه الرئيس بالتدخل : لا نريد أن ينزل الجيش للشارع حتى لا تضيع هيبته بعد تدني سمعته خلال عام ونصف من حكم المجلس العسكري ، ووزير الدفاع هو هو لم يتغير
فجأة 00 استردت الشرطة عافيتها وأصبحت تتواجد في كل مكان لتحمي النظام الجديد ، بعد أن عجزت عن مقاومة جماعة البلاك بلوك وبعد أن عجزت عن حماية فندق سميراميس من هجمات أطفال الأحداث لمدة شهور ، ووزير الداخليه هو هو لم يتغير
أحيل هؤلاء إلى حوار وزير العدل السابق المستشار أحمد مكي على قناة الجزيرة ، بعد الانقلاب والذي كشف عن كواليس وحوارات دارت بينه وبين وزير الدفاع ، وبينه وبين وزير الداخلية ، والذي يوضح وجود المؤامرة
وفجأة 00 تحسن قطاع الكهرباء ولم نرى انقطاعا منذ 30يونيو ، مع العلم أن وزير الكهرباء هو هو
وإلى الذين لا يزالون مقتنعين بأن ما حدث ليس بثورة مضادة ، نذكرهم (فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) بما يلي :
نذكر أن نظام الانقلاب قد تحول من انقلاب ناعم إلى انقلاب دموي في مذبحة الحرس الجمهوري والذي لم يستطع قائد الجيش أن يبررها للعالم
نذكر أن أول ما حدث أثناء إلقاء بيان الانقلاب هو نفسه منهج النظام البوليسي السابق ، وهي نفسها ممارسات جهاز أمن الدولة ( مصادرة الحريات 00 إغلاق القنوات الفضائية 00 منع إصدار الصحف 00 تكميم الأفواه 00 قصف الأقلام 00إعتقال الرموز السياسية 00 استخدام البلطجية في أحداث العنف00 وغيرها )
نذكر بأن حكومة الانقلاب تعج بوزراء من النظام السابق ، وتم إقصاء كل من ينتمي إلى ثورة 25 يناير فيما عدا أعضاء جبهة الإنقاذ التي استخدمها قائد الانقلاب واتخذها مطية لتنفيذ الانقلاب ، وهذا يؤكد المؤامرة
وأخيرا نقول لهؤلاء :
كيف لنا أن نقبل باجتماع ثلاثة أشياء هي من المستحيلات عقلا ، وهي ( الثورة ، والثورة المضادة ، والانقلاب العسكري ) 00 وإذا كانت العرب قديما قالت بأن المستحيلات ثلاثة (الغول ، والعنقاء ، والخل الوفي ) وتعني استحالة اجتماعها ، فإن الواضح في الحالة المصرية أنه لم يعد هناك مستحيلات ، وقد رأينا بوادر حلفا استراتيجيا مع العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية ، وقد كان هذا بالأمس من المستحيلات.