انقسامات الانقلابيين
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
بعد زيارة البرادعي لأوربا التي رجع منها صفر اليدين حيث أنه أوهم الإنقلابيين أن أوربا بين قبضة يديه وسوف يؤيدونه، وسيحصد منهم المعونات والأموال التي يريدونها.
وبعد طلب البرادعي من دول أوربا بوضع جماعة الإخوان المسلمين علي قائمة الإرهاب حتي يستطيع الإنقلابيون بعدها حل جماعة الإخوان المسلمين رسمياً، ومصادرة أموالهما، وإعتقال قيادتها جميعاً ، وإضطهاد أفرادها، ولكن الحقيقة أصبحت جلية للغرب أن الإخوان ليسوا أصحاب عنف ، وأنهم مسالمين في مظاهراتهم وليس لديهم سلاح ، وأن من قُتل في أحداث العنف كان من نصيب مؤيدي مرسي والشرعية.
إن البرادعي بالأمس كان رجل سلام وحصل علي جائزة نوبل للسلام دعماً من أمريكا وأوربا، ولكنه اليوم بات علي قائمة حكومة إنقلابية جاءت علي ظهور الدبابات العسكرية، وتقوم بردع المتظاهرين رمياً بالرصاص مدعية السماحة والديمقراطية، ولكن الحقيقة التي لم تغفلها وسائل الإعلام الأجنبية وأصبحت علي مرأى ومسمع من العالم أنهم إنقلابيون متغطسون إقصائيون يرفضون وجود الإسلاميين في دائرة الحرية والديمقراطية، حتي الذين تحالفوا معهم مثل حزب النور قد نبذوهم اليوم لمجرد إنتماءهم إلي التيار الإسلامي.
إن الوجه الناعم والكلام الساهي للبرادعي قد إنكشف أمام العالم كله، وأصبحت يديه ملوثة بالدماء مثله مثل السيسي القاتل أو عدلي السلبي أو جبهة الإنقاذ الحقودة علي مرسي وأتباعه.
إن البرادعي يحاول أن يحسن صورته التي ظهرت علي حقيقتها ويرفضها العالم بعدما رفضها الشعب المصري بأجمعه، فإما أن يتمادي في غيه أو يحاول إيقاف نزيف الدماء التي تسيل علي أيديه ، ومن هنا فإن الليبراليين والعلمانيين الذي جاءوا إلي الحكم بالإنقلاب العسكري يرفضون أي خطوة تؤخرهم عن تثبيت أرجلهم في أرض الحكم ولذا فإن تردد البرادعي في فض الإعتصام بالقوة أمر يرفضه العلمانيون، ومن هنا فإن الإنشقاق بينهم بدى واضحاً حتي أنهم يريدون ان يرحل البرادعي خارج البلاد ويتركهم حتي لا يعرقل تحقيق هدفهم الخبيث ، فتجد إعلامهم الفاسد بدأ في الهجوم علي البرادعي فإما يرجع عن رأيه أو يرحل بلا راجعة ، فها هو عمرو أديب وعكاشة ولميس وغيرهم يرفعون سوط التأنيب والتخويف للبرادعي حتي يردوه إليهم سريعاً ، والكل يبحث عن تحقيق هدفه بغض النظر عن مصلحة مصر أو تطبيق معاني الديمقراطية والحرية التي كانوا يتشدقون بها ليلاً ونهاراً.
إن الفرقاء الذين جمعتهم المصلحة الشخصية لن تدوم محبتهم ، ولن يكتمل إئتلافهم ، وسيفضحون أنفسهم بأنفسهم حتي يكشف الله سوءتهم علي الخلائق، عندها تجد هؤلاء تتغير وجهتهم بين النادم علي ما فعل ، وبين الهارب إلي الدول التي كانت تدعمهم لأنهم يعلمون جيداً أن المتظاهرين سوف يطالبون بمحاكمتهم نتيجة ما إقترفته أيديهم من جرائم قتل للأنفس وسلب للأموال وعندها تتخبط أقوالهم كما تنتشر إتهاماتهم لبعض.
( وبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) سورة إبراهيم.