الآن .. الآن بدأت الثورة الحقيقية الكبرى في مصر
الآن.. الآن بدأت الثورة الحقيقية الكبرى في مصر
د. موفق مصطفى السباعي
إن الذي يظن .. ويعتقد أن الثورة المصرية قد بدأت في 25/1/2011 .. مخطئ .. ومتوهم .. وساذج جداً .. وجاهل ..
إن الذي حدث بالضبط يوم 25 كانون الثاني هو : إنطلاق شرارة متوهجة من فتحة القمقم .. القمقم الذي كان الشعب المصري سجينا داخله طوال 60 عاماً ..
واستمرت هذه الشرارة في الإنطلاق لمدة 18 يوما فقط .. ثم أُقفل القمقم .. بقفل ذهبي براق .. وبمسرحية هزلية .. فكاهية .. خداعية .. بحيث يرجع المارد المصري ليدخل القمقم .. ويبقى حبيسه بإختياره .. ورغبته .. وإرادته .. وهذا أسوأ بمليون مرة من السجن الإجباري .. الإكراهي ..
لقد تمكن بنو يهود .. والعم سام .. من إعداد .. وإخراج مسرحية .. بارعة في التمثيل .. والتصوير .. وحبك المشاهد بطريقة فنية .. خُلبية .. غاية في السحر .. والمكر .. والدهاء .. خطفت القلوب .. وأعمت الأبصار وهي .. مسرحية تخلي الرئيس مبارك عن السلطة ..
وكان كمبارس هذه المسرحية هو الجيش .. الذي لمعوا صورته .. وأظهروه .. أنه جيش وطني .. وما هو إلا فرقة من الجيش الأمريكي .. منحاز إلى الشعب .. يهمه مصلحة العباد والبلاد .. ليخدعوا .. المارد الهائج .. الثائر .. ويضحكوا على الشعب الغلبان .. المسكين .. الساذج .. الطيب .. البسيط .. ويوهموه بأنه قد حقق إنتصاراً .. مجيداً .. عظيماً .. حينما أبعدوا رأس الطاغوت حسني عن السلطة .. وتركوا كل أركانه كما هي متمترسة .. ومتجذرة في الأرض .. تعيث فساداً .. وخراباً .. ودماراً ..
إن ما حدث يوم 25/1 /11 وما تلاه من أيام ثمانية عشر .. ما هو إلا ثورية صغيرة .. كانت تمهيداً .. وإرهاصاً .. ومقدمة للثورة الكبرى الحقيقية التي بدأت فعلا يوم 3 تموز 2013 .. ولا تزال الثورة الكبرى مشتعلة .. ومتأججة .. يقودها الآن الأحرار .. الشرفاء من المصريين .. ضد عبدة الجبت والطاغوت ..
الآن .. والآن فقط حصحص الحق .. وظهر على الملأ من هم الأحرار الذين يعشقون الحرية .. ويموتون في سبيلها .. ويضحون بالغالي والنفيس لأجل ترسيخها في الواقع العملي .. ومن هم العبيد الذين كانوا يلبسون لبوس الأحرار .. حين إنطلاق الشرارة الأولى للثورة .. بقصد الخداع .. والغش .. والتضليل ..
المعركة الآن معركة حاسمة .. وفاصلة بين الحرية .. وبين العبودية للطواغيت ..
الحرب الأن ستكون شرسة .. وقوية .. وشديدة البطش .. وعنيفة .. بين الحق والباطل ..
إنها ستنهج نفس النهج السوري تقريبا .. إن لم يكن متطابقاً تماماً ..
إنها ستعيد ذكريات 1954 حينما قام عبد الناصر .. بإختلاق مسرحية منصة المنشية .. ومحاولة إغتياله .. ليعلق على أعواد المشانق خيرة الأحرار .. ويفتح السجون على مصراعيها .. ليملأها بالبقية الباقية من الأحرار .. الشرفاء .. الأطهار ..
إن عبدة الجبت والطاغوت .. في كل مكان .. وفي كل زمان .. يكرهون الحرية .. ويعشقون إذلال البشرية .. وإهانة الكرامة الإنسانية ..
إنهم يعتبرون أي إنسان يطالب بالحرية .. وينادي بها هو عدو إرهابي لهم .. حتى ولوكان غير مسلم فكرا وسلوكا .. فهو إرهابي في عقيدتهم .. يستحق الفناء والموت ..
فكيف إذاكان مسلماً حقاً .. حينئذ يصبح إرهابياً مضاعفاً ..
وكيف إذا كان ينتمي إلى جماعة مسلمة – أيا كان إسمها .. ولوكان إسمها إخوان العرب أو السلف أو أي إسم آخر – فحينئذ يصبح إرهابياً مكعباً ..
لأن عبدة الطاغوت يرهبهم .. ويخيفهم .. ويرعبهم .. الحرية .. والإسلام .. اللذين هما صنوان متآخيان .. متآلفان .. مندمجان .. لا يفترقان .. إذا وُجد الأول إستدعى نماء وإزدهار الثاني .. وإذا وُجد الثاني إستدعى نماء .. وترسيخ .. وتثبيت .. ونشر الأول ..
إن السيسي وزبانيته سيستخدمون كل قوتهم وأسلحتهم .. لوأد الحرية في مهدها .. وقتل كل من ينادي .. ويطالب بها .. بكل دم بارد .. وبدون أن يرف لهم جفن .. أو ترتعش شعرة في جسدهم .. ولو بلغ عدد القتلى الألوف أو الملايين .. خاصة وأن ضمير العالم .. الذي مات منذ زمن بعيد .. لن يتحرك .. ولن يعارض .. بل قوى الدنيا كلها تجتمع الآن .. وتتعاضد .. وتتآزر .. لإبقاء المسلمين عبيداً للطواغيت ..
ولمن يريد أن يتأكد من صحة ما أقول .. فليشاهد هذا الفيديو لمسؤول أمريكي .. يصرح عانية عن الخطط الموضوعة .. لإبقاء المسلمين عبيداً لهم ..
وها هي أرض الشام .. خير برهان على صحة ما نقول ..
ومن هنا نقول بالصوت العالي .. ونكرر المقولة المشهورة :
العاقل من إتعظ بغيره .. وإستفاد من تجربة غيره .. والأحمق من إعتمد على تجربته فقط ..
الثورة السورية بقيت ستة أشهر أو يزيد وهي سلمية بحتة .. المتظاهرون يتلقون الرصاص بصدورهم العارية .. والطاغوت الأسدي مستمر في القتل دون هوادة .. وحذرنا ونبهنا منذ الشهر الثاني والثالث إلى عبثية الثورة السلمية .. دون جدوى .. إلى أن إقتنع الثوار .. بضرورة مواجهة الرصاص بالرصاص ..
ولذلك نطالب الثوار المصريين الأحرار .. إلى الإستفادة من أشقائهم السوريين .. والمبادرة فوراً إلى تشكيل الكتائب الجهادية .. والجيش المصري الحر .. لمواجهة الرصاص بالرصاص .. وليس مواجهة الرصاص بالسلمية والصدور العارية .. والإدعاء المزيف بأن السلمية هي أقوى من الرصاص ..
فهذا هراء .. وكلام فارغ .. فالطاغوت السيسي لن يكون أرحم من الطاغوت الأسدي ..ولن يتخلى عن السلطة ولو أجرى نهر نيل آخر من الدماء .. فهو مدعوم ومؤيد من بني يهود والعم سام ومشتقاتهما وأذنابهما من العرب والعجم ..
وأقول كلمة أخيرة للمصريين :
إما أن تسيروا في طريق الجهاد .. وتسطروا ملاحم البطولات على أرض وادي النيل .. وتذيقوا الأعداء الذل والهوان .. وتحصلوا على الحرية الشماء .. والعزة العصماء ..
كما قال أمير الشعراء .. إبن مصر الأصيل .. أحمد شوقي قبل 90 عاما .:
ولا يبني الممالك كالضحايا ...... ولا يُدني الحقوق ولا يُحقُ
ففي القتلى لأجيالٍ حياةٌ ............وفي الأسرى فدىً لهمو وعتقُ
وللحرية الحمراء باب .......... بكل يدٍ مضرجةٍ يُدَقُ
وإما أن تفتح لكم السجون .. وتعيشوا فيها بقية أعماركم تحت التعذيب .. والذل والهوان ..
ولكم الخيار !!!!!