بأمر الموساد: دكتاتوريات تقمع الإسلام وتؤَمِّن الصهاينة

بأمر الموساد:

دكتاتوريات تقمع الإسلام وتؤَمِّن الصهاينة!

الجيش المصري لم ولن يترك الحكم للمدنيين

رشيد أخريبيش

(عن القدس العربي)

إن المتتبع لما يجري في مصر بعد الانقلاب دبره الجيش وأعوانه ممن سرقوا الثورة من أبنائها خاصة بعد المجزرة التي ارتكبها الجيش المصري والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصا سيعتقد أن الجيوش العربية والإسلامية بصفة عامة تحولت من جيوش تحمي أبناء الشعب وتحمي حدود بلدانهم من العدو

> الخارجي إلى جيوش همها الوحيد قتل أبناء الشعب وقمعهم لا أقل ولا أكثر .

الجيش المصري الذي انقلب على الشرعية بتواطؤ مع شيخ الأزهر الذي أقحم نفسه في هذه المغامرة غير المحسوبة تكشفت نواياه التي طالما أنكرها، فالذريعة التي كان يستخدمها كغطاء لإنجاح هذا الانقلاب الغير مبرر ظهرت على حقيقتها، وأن خطوة عزل الرئيس محمد مرسي من أجل وقف ما أسماه بالاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد تبينت أنها أكذوبة ما بعدها أكذوبة .

كان من الممكن للجيش الانقلابي الذي يدعي الحفاظ على أمن البلد أن يترك الحرية

لأنصار الرئيس المنتخب من التعبير عن أنفسهم، كما فعل مع المناوئين الذين بدأوا

بحشد الملايين للخروج في مسيرات تطالب برحيل مرسي أثناء الاستعداد لهذه المؤامرة،

ولكن في خطة ممنهجة مدبرة لإنجاح الانقلاب العسكري، اتخذ الجيش مجموعة من

الإجراءات القمعية ضد أنصار الرئيس محمد مرسي من اعتقالات وتدخل بالقوة بالإضافة إلى المجزرة الشنيعة التي أظهرت الجيش بأنه لم يتدخل لحماية الثورة بل هو من قتل  الثورة ودفع البلد إلى حرب أهلية ستحرق اليابس والأخضر.

 لا غرابة أن يوجه الجيش المصري الرصاص إلى صدور أبناء الشعب، ولا غرابة أن يشن حملة اعتقالات في صفوف كل من يعارض الانقلاب، لأننا نعلم جيدا أن هذا الجيش على مر عقود من الزمان هدفه هو تسخير الحكم للديكتاتور وليس حماية الحدود المصرية من العدو الصهيوني الذي لا يتجرأ أن يطلق ولو رصاصة واحدة اتجاه هذا العدو الذي قام بعدة ممارسات انتهكت السيادة المصرية، بل على العكس من ذلك تجده يشدد من إجراءاته ضد الفلسطينيين العزل،والدليل هو إغلاق المعابر منذ اللحظة الأولى من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الشرعي محمد مرسي .

الجيش المصري ليس وحده الجيش الذي يحمي الديكتاتورية، ويشجع على العنف والتسلط والتحكم في البلاد ويسارع إلى حماية النظام الفاسد، بل تشاركه في ذلك الدور كل الجيوش العربية والإسلامية حيث تقف في خندق النظام للقتال حتى آخر لحظة، طبعا لقتال الأعداء من أبناء الوطن وليس الدفاع عنهم  !

 منذ انطلاق ثورات الربيع الديمقراطي في الدول العربية وفي دول المغرب الكبير إلا وجيوشنا المقدامة حاضرة في الميدان مرابطة للقضاء على الثورات وقمع الشعوب للتراجع وبالتالي محاولة إفشال الثورة وبقاء النظام على حاله.

 قد نتهم بأننا ننتطاول على جيوشنا وأننا نتحدث عنهم بما لا يستحقونه، بل بسوء أدب كما يحلو لهم اتهامنا دائما، ولكن هذا لن يوقفنا عن توصيف الواقع الذي أثبت عبر تجارب أن هذه الجيوش وضعت أصلا لحماية الأنظمة الديكتاتورية واستعدادها للتضحية من أجلها مهما كانت الظروف والدليل من ليبيا التي كان الجيش يقاتل إلى جانب من استباح دم أبناء الشعب حتى آخر لحظة من عمره، ومن سورية الآن التي يخوض فيها الجيش السوري ‘البطلمعركته ضد الشعب الأعزل الذي لم يقبل أن يعيش تحت حكم الديكتاتور، ناهيك عن بلدان أخرى ربما تعرف حراكات شعبية يتصدى لها الجيش بقوة دفاعا عن شخص الحاكم الذي يمن

 عليهم ببعض الدريهمات من أجل أن يضمنوا له البقاء في السلطة.

 كلما قرر الجيش في الدول العربية وفي دول المغرب الكبير الانقلاب إما بطريقة سلمية أودموية فإنه يحاول أن يجد مبررات لذلك، إما دفاعا عن أبناء الوطن أو لوقف ما يسميه بالمؤامرة الأجنبية على البلد وأبنائه، حيث أصبح المطالبون بالحرية والكرامة والحقوق عملاء في نظر هذه الجيوش وأسيادها من الحكام الديكتاتوريين، لأن الوقائع والأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية أثبتت أن هؤلاء الذين يدعون الوطنية، هم عملاء لأمريكا والصهاينة وليست الشعوب التي تطالب فقط بإنصافها وإعطائها حقوقها المسلوبة.

  كان أملنا الكبير أن نرى جيوشنا هذه، تحتفظ فقط بدورها في الدفاع عن الوطن وحماية حدوده من أي خطر يهدده وعدم إقحام نفسه في اللعبة السياسية واتخاذ الحياد إزاء الصراعات السياسية التي تحدث بين الأحزاب، دون الدخول في هذا المعترك الذي لا يشرفها، أما التدخل وقيادة الانقلابات العسكرية على الشرعية والتدخل لنصرة فصيل وإقصاء فصيل آخر، فهذه من الأمور التي لا تخدم بلداننا ولا تزيد إلا في إثارة الفتن التي نتمنى ألا تنجر إليها شعوبنا .