من العراق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .

فإن أخطر ما يواجه أمتنا هو التنطع والتشدد في مغير محله , يقول عليه الصلاة والسلام : هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون , وقال أيضا : إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم في الدين .

كنت قد تكلمت مع بعض الإخوة في سوريا  عن خطر تنظيم القاعدة من أول ظهور له تحت مسمى جبهة النصرة , وما يمكن ان يجر من بلاء على الوطن والشعب السوري , لكن للأسف كان الكثير منهم لا يكترث وبعض الأحيان يخاصمني باعتباري اشكك في فصيل جهادي على الساحة السورية , إلى أن بدأت ملامح إجرامهم مؤخرا .

أقول : التنظيم في العراق بدا بقتال الأمريكان أول الأمر , ثم ترك الأمريكان وبدأ باستهداف الشيعة , ثم ترك الشيعة وبدا باستهداف كل سني يدخل السلك الأمني إلى ان أفرغت القوات الأمنية إلا من الطائفة الشيعية بسببهم , وهذا لم يأت اعتباطا إذا علمنا أنهم الذراع الرئيس لإيران في العراق والعراق تعتبره إيران حديقة خلفية وليس بلدا ذا سيادة , ولو لا قدر الله وسيطروا على بعض المناطق في سوريا لن يكون إلا كما حصل عندنا فلا وظائف ولا قوات أمنية إلا من خلالهم ومن خلال دولتهم المزعومة .

وفي هذه العجالة سأستعرض مختصرا الأسباب التي جعلت هذا التنظيم من أخطر ما يواجه المشروع المقاوم أي كان توجهه إسلاميا كان أم وطنيا .

التنظيم لا يمكن أن يبدأ بإجرامه أول أمره بل ينتظر إلى أن يكون له حاضنة اجتماعية تحبه وتناصره وتمده بما يحتاج من مؤونة وغير ذلك

التنظيم لا يعترف بأي تيار مقاوم سواه , بل ينتظر الفرصة المناسبة لفرض أجندته بقوة السلاح إن لم يستجب الآخرون .

يستقطب أول الأمر المخدوعين بالهالة الإعلامية التي صنعتهم وممكن أن يخدع عدد لا بأس به من المثقفين والمتدينين .

بعد انكشاف أمره ليس من السهل تراجع من بايعه ودخل معه .

بعد هذه المرحلة يعتمد على سقط القوم بإغرائهم بالمال والجاه اللذين يفتقدانه .

يمكن أن يكون قد قام بعمليات جريئة لكن هذه العمليات تنحسر شيئا فشيئا .

بعد انكشاف أمره يكشف عن حقيقته من خلال التهديد المباشر للجميع بالقتل والتدمير ولا يتورع من أي جريمة حينها .

اخطر ما في التنظيم هم العرب الوافدين حيث أن هؤلاء عبارة عن قنابل بشرية يهدد به من ينصبوه أميرا لهذه المنطقة او تلك , يهدد كل من يخالفه بتفجير هذا العربي حتى لو في المسجد أو بين أهله .

 

لا أريد أن أتكلم هنا عن الجرائم التي اقترفها التنظيم في العراق لان هذا يحتاج لصفحات طويلة والوقت حرج ونحتاج العلاج فالداء واضح ولا يحتاج مزيد توضيح .

خطوات العلاج

نزع الحاضنة الاجتماعية لهم من خلال إظهار جرائمهم وتثقيف الناس بما يمكن أن يؤديه هؤلاء بعد انتهاء الثورة وبيان ما اقترفوه في العراق .

اتفاق جميع الفصائل من الجيش الحر وغيره على أنهم لا يقبلون بفرض فكر هذا التنظيم بالقوة وإعلامهم أن جميع الفصائل متفقة على هذا حتى لا يستفردوا بالكتائب الواحدة تلو الأخرى .

تجنيد شباب لحماية مناطقهم لا سيما المحررة منها الآن وتكون مهمتهم الحفاظ على هذه المناطق ومنع فرض أجندت هذا التنظيم .

محاولة اقناع من يمكن اقناعه بترك هذا التنظيم وبيان الخديعة التي وقع فيها والتكفل بحمايته , فالرجوع صعب جدا والتجارب في العراق تظهر أن من يترك التنظيم يكون هدفا ويقوموا بتصفيته إذا لم يكن له قوة ومنعة .

 أعلم أن بعض الحلول وقتها ليس الآن لكن ممكن البدأ بالممكن وتعرية هؤلاء إلى أن يتم حشرهم بزاوية ضيقة ومن ثم طردهم خارج الوطن , لا سيما العرب منهم ومحاولة كسب السوريين ممن لم تتلطخ يده بالدماء , وهذا يكون بعد إلقاء الحجة عليهم وبيان انهم ذراع للقتل تسيره المخابرات الإيرانية والسورية من حيث لا يشعر أغلب عناصر التنظيم , ولكم أن تتصوروا احتضان إيران لأغلب قادتهم بل علاج الزرقاوي إلى أن تم تأهيله وإرساله الى العراق رغم الخلاف الظاهر بين الجانبين .