ما معنى الصمت على هذه الجريمة؟!
د.م.احمد محيسن - برلين
نعم صحيح.. ولا نصدق ما نسمع وما نشاهد.. ويا للخزي ويا للعار.. وهذا هو الحال المزري للأسف الشديد.. بأن دولة عربية تصهين نظامها الإنقلابي أكثر من الصهيوني نتنياهو وليبرمان.. تصهينوا بمواقفهم وبتصرفاتهم وبإعلامهم وبقضائهم وبحصارهم وبإعلانهم القضائي الموجه والمدفوع الثمن.. تصهينوا بوصفهم وقرارهم.. بأن شرف الأمة العربية والإسلامية المتمثّلة في الجناح العسكري لأكبر حركة مقاومة فلسطينية بأنها إرهابية...!!
هي المقاومة العربية الفلسطينية رغم أنفكم.. وقد صمدت في ثلاث حروب دموية ضد الإحتلال.. وفي آخرها فقد مرغت أنف الإحتلال في التراب.. وقلت هيبته.. ولقنته درسا لن ينساه.. على الأقل.. بصمودهم وبعدم تحقيق الإحتلال أهدافه المعلنة منها.. وغيرها مما لم يعلنوا عنها.. وهذا ما عجز عن تحقيقه ما سبق وجود المقاومة العربية الفلسطينية بكل أطيافها.. من منظومات بمختلف تسمياتها ...!!
إنقلابيون سرسرية.. يطلقون على شرف الأمة ووسامها وأملها في التحرير.. صفة "منظمة إرهابية " .. ويصفونها بالإرهاب.. ويعلنون العداء لها.. بينما تعزز العلاقة الحميمة على كل المستويات.. مع المحتل الغاصب المحتل الذي داست دباباته أجساد إخوتنا وهم أحياء في صحراء سيناء العربية ...!!
قلناها وقالها جل المراقبين.. ومنذ ولادة الإنقلاب المشؤوم.. بأنهم أتوا لينجزوا ما فشل الإحتلال تحقيقه وإنجازه.. وعندما حلقت مروحياتهم العسكرية آنذاك فوق القطاع الصامد للرصد والمراقبة.. عجعجت رائحة التحرك العسكري الإنقلابي ضد اهلنا في غزة وأزكمت تلك الرائحة الأنوف.. ولم يعد تحركهم العسكري ضد أهلنا خفيا على أحد.. ولم يعد سرا...!!
هناك من يبارك هذه الخطوات اللعينة وهذا التحرك المخزي من الإنقلابيين ضد أبناء شعبنا في القطاع الصامد.. وإلا فما معنى هذا الصمت على هذه الجريمة لغاية اللحظة ممن يصمتون...؟!
ولا نفهم صمت القيادة الفلسطينية تحديدا.. وهي التي من المفترض أن تكون يدها في النار بهذا التوصيف وهي تقود شعب الكفاح والمقاومة...!!
ولا نفهم صمت القيادة الفلسطينية بمجملها وبكل تسمياتها وهيئاتها ومجالسها ولجانها ومكاتبها التنفيذية والرئاسية...!!
ولا نفهم صمت الفصائل والقوى الفلسطينية التي انطلقت من أجل تحرير فلسطين.. وأصبحت اليوم أيضا في نظر الإنقلابيين حركات إرهابية...!!
ولا نفهم صمت النخبة الفلسطينية وصمت المؤسسات وصوت المستقلين وصوت الإعلاميين وصوت الدبلوماسيين .. إلى آخر القائمة التي تطول ...!!
نريد سماع أصوات ومواقف وأفعال.. توقف هذا الجنون الإنقلابي الذي طال المقاومة العربية الفلسطينية.. ويجرمها الإنقلابيون ويحاكمها بأثر رجعي منذ كينونتها...!!
نريد سماع أصوات المقاومة والممانعة.. وأصوات قوى التحرر في العالم.. أصوات حق تعلو وترتفع في وجه ظلم الإنقلابيين...!!
وإلا فما معنى كينونة قيادة شعب تحت الإحتلال ويـقاوم.. تسكت على نعته ونعت مقاومته بالإرهاب.. وتسكت أيضا على تشديد الخناق والحصار على جزء عزيز من تراب الوطن.. والحجج في ذلك واهية ومكشوفة ...!!
وليعلم الإنقلابيون وغيرهم.. بأنه ما من ظالم وجه سهامه إلى فلسطين وشعبها ومقاومته .. إلا وقد نال الله منه وانتقم منه في الدنيا قبل الآخرة.. لأن قضيتنا هي قضية كل المظلومين وقضية كل الأحرار والشرفاء في الأرض... ولن يبقى الحال على ما هو عليه .. هذا وعد الله لأمته .. فالغد حتما لفلسطين.. وإن غدا لناظره قريب...!