السيسي المنقلب على الديمقراطية..

حجز بذلك مكانه عند مبارك...!!

د.م. احمد محيسن ـ برلين

كان ملبدا بالغيوم بيان العسكر رقم واحد وكله غموض وتم اختيار مفرداته بعناية.. وفي اللحظة التي تم فيها إطلاق البيان دون علم الرئاسة.. أدركنا فورا بأن ذلك كان بمثابة الإعلان عن إنقلاب العسكر ضد صندوق الانتخابات.. وها هو عبد الفتاح السيسي صاحب رتبة فريق أول.. وهو من عينه الرئيس المنتخب قائدا عاما للقوات المسلحة.. بعد أن سرح الطنطاوي ومعاونيه..  وها هو يكافئ الرئيس المنتخب.. بأن انقلب على الأمانة التي أوكلت إليه باسم الشعب وباسم الديمقراطية التي أتت به وانقلب عليها..  ليعود مجددا بالأصنام التي ثار الشعب ضدها وخلعها.. وخان بهذه الفعلة المشينة.. مصر وشعبها وانقلب على الديمقراطية لصالح فريق البرادعي وشفيق وضاحي الخرفان وزمرتهم.. من أجل خدمة مصالح دولة الإحتلال الاسرائيلية التي لا تريد لمصر التي تحد فلسطين المحتلة أن تقوم لها قائمة...!!

إنقلاب على إرادة الشعب.. تم التحضير والتخطيط له بعناية مركزة.. واجتمعت كل مطابخ ومصانع الخديعة والتلصص والمكر والتفخيخ وإعاقة عجلة التقدم للمجتمعات في العالم.. للإجهاز على الدولة المصرية المدنية الديمقراطية التي ولدت من رحم الثورة وإرادة الجماهير...!!

وظلوا طوال الوقت ينهشون في جسد ما أفرزته الثورة من شرعية جماهيرية.. ويعيقون عمل مؤسساتها.. ولم يجدوا سببا واحدا مقنعا يجعل الرئيس من خلاله أن يستقيل..  ولم يجدوا لغاية اللحظة ما يبرر فعلتهم السوداء سوى اجترار أنفسهم بجمل إنشائية يكررون فيها ردحهم وكأنه فيلم دراما يقومون فيه بدور الزوجة المطلقة.. وينطبق على تصرفهم المشين هذا قول الشهيد الراحل المغدور أبو عمار عليه الرحمة.. عندما لم يجدوا في الورد عيبا لتعيبه ولإدانته.. قالوا له يا احمر الخدين.. واعتبروا ذلك في الورد عيبا...!!

سيناريوهات متعددة أعدت لإتمام الإنقلاب.. على مدار المدة المنصرمة.. وهذا كان السيناريو رقم كذا من كذا سيناريوهات معدة.. والسيناريو المحكم كان حسب رأيهم.. هو الذهاب للمحكمة الدستورية للطعن بالعملية الإنتخابية لمنصب الرئيس.. لتحكم المحكمة الدستورية بعد ذلك ببطلانها.. ويتم الإنقلاب بقرار قضائي من تلك المحكمة.. وهم اختاروا أقصر الطرق لإتمام إنقلابهم الملعون.. والأكثر فظاعة ودموية.. لينكشف أمرهم أمام العالم.. بأنهم لا يعرفون سوى لغة واحدة هي التي قالوها وجمعوا الفلول والمغرر بهم ومن الحاقدين بها.. ليغمسوا من صحن الذل والعار.. وشهد العالم على فظاعتهم هذه الليلة...!!

السيسي الذي طوق الحشود المجتمعة لحماية الشرعية بالدبابات.. وترك البلطجية تقتل الناس بالنار ليلة البارحة أمام جامعة القاهرة.. دون تأمين الحماية للمحتشدين من أنصار الشرعية.. وبهذا انحياز واضح لطرف البرادعي وعصابته الذي تقطر يداه دم أهلنا في العراق الشقيق المختطف...!!

يترك السيسي كل وسائل الإعلام التابعة للبرادعي ومن انقلب معه عاملة وتبث السموم.. بينما تجدونهم يغلقون كل وسائل الإعلام التابعة لأنصار الرئيس المنتخب...!!  

حذرنا من هذه الخطوة الحمقاء.. ونحذر من بقية خطوات السيناريو.. خطوة حظر حزب الحرية والعدالة.. وهي والخطوة القادمة لهذه الطغمة الضالة لإستكمال المشهد.. والعالم المتحضر يصمت..  لأن هذا الإنقلاب السيسي سيذهب بمصر في نفق كسر العظم المظلم.. وسيكون مشهد الثأر للكرامة والحق والشرعية وثمار الثورة.. والموضوع لن ينتهي بخلع الرئيس الشرعي...!!

وهل سيظل الشعب المصري ينتخب حتى تروق النتيجة للسيد البرادعي وزمرته.. ومن سيقنع زعران البرادعي بالقبول بالنتائج المقبلة إن قامت ...!!

إن الذي حدث اليوم في مصر.. هو يوم أسود في تاريخ المسيرة الديمقراطية وعدوان غاشم على إرادة الشعب المصري.. ونقطة قاتمة في بياض ميدان التحرير..  الذي انظلقت منه ثورة 25 يناير واقترن اسمه بالتحرير.. وأما هذا الشيخ الأزعر.. فله الله وسيتولى أمره.. وأما الغوغائيين المدعويين أساتذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة.. ويشيطنون الشرفاء على الفضائيات.. نطمئنكم.. فالشعب العربي في مصر.. لن يهدأ حتى يستعيد ثورته المسروقه وحقوقه.. وسيدافع عن الشرعية المغتصبة.. وسنجد السيسي المنقلب بجانب خويه الغير مبارك في سجون طره.. فمن كان يعتقد يوما.. أن جنرالات تركيا ستقبع خلف القضبان.. وذلك بعد عقود من فعلتهم السوداء.. عندما انقلبوا على الديمقراطية والشرعية آنذاك...!!

والله نسأل أن يحمي مصر العظيمة وشعبها.. ويجنبها السوء والعنف وإراقة الدماء وأن ينزل السكينة عليها.. والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لايعلمون ...!!