الإباحية بقوة السلاح!
الإباحية بقوة السلاح!
أ.د. حلمي محمد القاعود
في مهرجان كان السينمائي بفرنسا فاز مؤخرا الفيلم الإيرانيthepast( الماضي) للمخرج المعارض أصغر فرهادي بجائزة المهرجان.
وهو واحد من مجموعة أفلام حظيت بتقدير النقاد المتخصصين في العالم, منها الرقص مع الغبار2003 ومدينة جميلة2004, وألعاب نارية يوم الأربعاء2006, وعن إيلي2009, وانفصال2011, وقد تم تصويرها جميعا في إيران عدا الفيلم الأخير الذي تم تصويره كاملا بفرنسا, وتميز بالحرفية العالية.
يتحرك فرهادي في أفلامه من خلال تناول هموم الإنسان في بلاده وانتقاد أسلوب إدارة الدولة,ويروي فيلم الماضي, قصة المواطن الإيراني أحمد الذي يقوم برحلة عذاب قصيرة من طهران الي باريس لاستكمال إجراءات طلاقه من زوجته الفرنسية ماري, وخلال هذه الزيارة القصيرة تتسارع الأحداث أمام عينيه نتيجة تداعيات طلاقه... ويعرف فيما بعد بأن سرا كبيرا وراء ارتباط زوجته الفرنسية برجل آخر, ويقرر ألا يغادر باريس قبل أن يكتشفه. ليس فيلم أصغر فرهادي هو الفيلم الوحيد الذي فاز بجائزة دولية, فهناك نحو مائتي فيلم إيراني فازت بجوائز عالمية مذ نجحت الثورة الإسلامية وبدأت الأنشطة الفنية عقب نجاحها واستقرارها. وهناك مجموعة كبيرة من المسلسلات التاريخية التي حققت نجاحا كبيرا, ولقيت متابعة مكثفة في العالم العربي بعد دبلجتها إلي اللغة العربية الفصحي, ومنها علي سبيل المثال مسلسل( مريم المقدسة) و(يوسف الصديق) مع تحفظنا علي ظهور الأنبياء, ولكن ما تضمنته من جهد فني وعلمي يرقي بها إلي مستوي من الجودة غير مسبوق, ولعل تقديم التاريخ المصري القديم في يوسف الصديق يكشف لنا مدي القدرة الإيرانية في خدمة هذا التاريخ.
في المقابل نجد السينما المصرية التي تعد الأقدم في العالم العربي والإسلامي تتخلف بمسافات شاسعة فنيا وموضوعيا, ويكتفي تجارها بمشاهدة المهرجانات العالمية لأن أفلامهم لاتفوزعادة بأي جوائز, بل إن مهرجاني القاهرة والإسكندرية لا يمنحان الأفلام المصرية جوائز تذكر.والسبب معلوم للقراء.
الجديد أن منتجا يساريا أعلن أنه سيتحدي المجتمع ويصور مشاهد إباحية بقوة السلاح إذا لزم الأمر!وأظنه لن يحصد جائزة واحدة!