صبر أيوب وصبر الشعب السوري
صبر أيوب وصبر الشعب السوري
عبد حامد
ما ان يرى، اعداء الله والعروبه،والعدل والانصاف والانسانيه،احداقطارنا العربيه،يبدا اولى خطواته،السليمه والقويمه،في الشروع لبناء مجتمعا قويا متماسكا،ودوله قويه راسخه،لها هيبتها ونفوذها ومكانتها وكلمتها المسموعه،على الساحه الدوليه كلها،سرعان ما يتداعوا من كل حدب وصوب،لمواجهتها بكل وحشيه وبشاعه وشناعه،وبمنتهى العزم والاصرار والحسم،ومن المؤلم والموجع،انهم نجحوا في تحقيق غاياتهم المقيته واهدافهم البغيضه تلك،مما شكل هذا عامل اغراء لهم في المضي في نهجهم ذلك ،والى مدى بعيد،ولكل ذلك،ونطلاقا من هذا الفه والتصور،سرعان ما تصدوا لثوره الكرامه والاباء،متوهمين وحالمين خيب الله امالهم واحلامهم،انهم في هذه المره،سينجحوا ايضا،بل وتوهموا انهم سيهزموا هذه الثور،باقل جهد وقوه،واقل تضحيات وكلفه،وبوقت اقصر،لكنهم،صدموا،وجدوا امامهم في هذه المره ،قوه من نوع اخر مختلف كل الاختلاف، عن كل القوى التي تصدوا لها من قبل،نعم توهموا انهم سينتصروا امام هؤلاء الثوار الاحرار،باسرع وقت، خصوصا وانهم قد هزموا دولا ،تملك جيوشا جراره عمر بعضها اكثر من ثمانين عاما،وقوى استخباراتيه وامنيه هائله،وقوه جويه ضخمه تضم مختلف انواع الطائرات المروحيه والمقاتله،ومختلف اسلحه الدفاع الجوي ،اضافه الى مختلف انواع المدرعات والدبابات،وكافه الاقنعه والوسائل الخاصه بالحمايه من الاسلحه الكيميائيه،نعم وجدوا انفسهم امام قوه قاهره ساحقه كاسحه وجارفه،قوه لا تساوم ولا تهادن،لاتضلل ولاتخدع،قوه لا تقاوم مطلقا وابدا،قوه سلاحها الايمان الحقيقي الصادق المتفجر،قوه مدججه بالغيره والشهامه والرجوله والمروءه والنجده واغاثه الشرف العربي والعرض العربي والكرامه العربيه وكل الحقوق والحريات والحرمات العربيه،وهذه هي الاسلحه والمعدات والتقنيات،الاكثر فتكا بهم وبكل اسلحتهم ومعداتهم وتقنياتهم،فمن اين لهم ان يدركوا معانيها وقوتها وشده بطشها وتدميرها، ومن اين لهم ان يشعروا بقيمتها؟يا ايها الثوار الاحرار البواسل ،والله ونحن نراكم في ساحات الوغى المستعره،وانتم تقفون كالجبال الشامخه بوجه كل اعداء الامه والاسلام والانسانيه الذين تداعوا من كل حدب وصوب،بينما لم يساندكم احد لا بتقديم بعض من الاسلحه والمعدات الهجوميه ولا حتى الدفاعيه منها لحمايه الدماء والحرمات العربيه،لا بل لم يغيثوا امهاتنا واخواتنا وفلذات اكبادنا،ولم يوفروا لهم المسكن الائق بهم والطعام والرعايه التي تؤمن لهم سبل عيش،تليق بهم تتناسب بما قدموا من تضحيات،ورجال احرار،فدوا الامه بارواحهم،يعتصرنا الالم،نحترق،نختنق ونكاد نلفظ اخر انفاسنا،لكننا في ذات الوقت بكم نرفع رؤوسنا عاليا عاليا وتقرعيوننا بكم وتبتهج نفوسنا،لما تحرزوا من انتصارات متواليه ومتعاقبه ومتلاحقه ومتسارعه ،ولما تزفوا لنا في كل وقت وحين من بشائر تثلج صدورنا وتحرق اعدائنا واعداء امتنا وكل احرار العالم ومنصفيه،ولما تقدموا من تضحيات جسام تفوق الوصف،ولقوه شكيمتكم وصبركم،الذي مل الصبر منه،صرتم مضرب الامثال في الصبر،صرنا نقول مثل صبر احرار سوريا،لقد تحملت الام السوريه والاخت السوريه والطفل وحتى الرضيع السوري،اكثر مما تحمل سيدنا ايوب وصبر،لقد حسم امر هذه المنازله الكبرى،وتحقق النصر، منذ رمن،ولم يعد امام ثوارنا الاحرار،الا عمليات تنظيف وتطهير وتعقيم،والحمد لله مطمئنون نحن على ذلك جيدا لان من بين صفوف الاحرار اطباء اكفاء ،اهل شيمه ومروءه نجده....