الأسيران الشقيقان محمود ورداد العارضة
ودعوات أم لم تفقد الأمل باللقاء
بعايد يا بعد عيني بعايد.... كنتو قراب وصرتو عن عيني بعايد......
كلمات للأم الرائعة تهديها لابنيها الأسيرين.... الأم التي بحديثها يتحول الألم إلى أمل شامخ وعزيز... هي والدة الأسيرين رداد ومحمود عبد الله علي عارضة، من بلدة عرابة قضاء مدينة جنين.
أم محمد، والتي تحدثت لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، قالت إنها لم تترك سجن إلا ووقفت أمامه وزارته، وفي فترة من الفترات كان الاحتلال الاسرائيلي قد اختطف وأسر أربعة من أبنائها وهم: أحمد ورداد وشداد وهدى، والذين كانت تتم جميع اعتقالاتهم بعد مداهمة وتخريب منزلهم في عرابة.
أم أحمد، والتي تحرر ابنها أحمد منذ ثلاثة أشهر، من سجون الاحتلال، بعد أن قضى فيها عشرين عاماً، وكان يبلغ من العمر عندما اعتقل 20 عاماً، ليخرج الآن وعمره 40 عاماً، تؤكد على إن فرحتها منقوصة لأن محمود ورداد ما زالا في الأسر وفي قبضة الاحتلال.
وتروي أم محمد الحاجة الفاضلة، عن معاناتها مع السجن والسجان، وتروي اعتقال محمود لأول مرة عام 1992 وكان عمره 16 عاماً، وحكمه الاحتلال بالسجن أربعة أعوام، وبعد الإفراج عنه بسبعة أشهر عاد واعتقله وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو الآن يقبع في سجن شطة، وقد شارك في إضراب الكرامة الأخير، وقام الاحتلال بعزله أكثر من مرة.
ومحمود، أنهى دراسة الثانوية العامة في السجن، وهو الآن ملتحق بجامعة الأقصى من سجنه، ويواصل الدراسة الجامعية.
أما الابن الآخر رداد، وعمره 36 عاماً، ومتواجد في سجن النقب، فكان الاحتلال قد اعتقله منذ عام 1999، وحكم عليه بالسجن 20 عاماً.
وفي حديث أم محمد، والذي كانت تتداخله كل حين عبارات ودعوات بالرضا والتوفيق لأبنائها، كانت تصف رداد ومحمود، واللذين كانا حريصين ومنذ الصغر أن يأتياها بالهدايا في عيد الأم، بعد أن وفرا من مصروفهما اليومي ثمناً لهدية الوالدة الحبيبة، وكانا دوماً الابنين البارين بأهلهما.
وتطرقت أم محمد إلى وجع ألم بالعائلة، وكان أحمد ومحمود حينها في السجن، وهي وفاة الأب في عام 1993، والذي لم يرى أبناءه أحراراً من القيد، ولم يتح له القدر أن يراهم عن قرب دون زجاج وقضبان حديدية.
وتضيف أم محمد، والتي لم تثنيها آلامها ولا أمراضها ولا عمرها، عن زيارة الأبناء حينما تصلح الزيارة، بل تكون في أسعد لحظات حياتها عندما تحصل على تصريح الزيارة لأحد الأبناء، وخاصة أنها تمكث فترات طويلة دون أن تزورهم، وتؤكد ولديها من العزيمة والقوة الكثير، إن التضحية واجبة علينا نحن الفلسطينيين، وأن كل هذا العناء والتضحية نحتسبها عند الله في الآخرة إن شاء الله.
أما شداد وهدى والذين سبق واعتقلهما الاحتلال بفترات مختلفة، تشير أم محمد إلى إن شداد اعتقله الاحتلال عام 1999، وحكم عليه بالسجن أربعة سنوات، أما هدى فاعتقلها الاحتلال عام 2004 وقضت ثلاث أعوام في الأسر وأفرج عنها عام 2007، وقد تعرضت لضغوطات كبيرة وتعذيب نفسي خلال تلك الفترة.
الحاجة أم محمد، تحلم بتحرير أبنائها وتزويجهم والفرح بهم، وتؤكد على أن محمود ورداد، واللذين حكمهما الاحتلال بأحكام جائرة ومؤبدة، تراهم أم محمد أحراراً بنفسياتهم ومعنوياتهم العالية، وأنهم يتحلون بالصبر والعزيمة الكبيرة ويشدون من عزم بعضهم البعض...
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال أن معاناة العائلة الفلسطينية حين يكون داخل الأسر شقيقين تكون مضاعفة وكبيرة.