عندما تنقلب الحقيقة
حسام العيسوي إبراهيم
غريب ما نراه بمصر الآن، الجاني يصبح مجنياً عليه، والظالم يصبح مظلوماً، والسارق يصبح نظيفاً، والشاذ يصبح عفيفاً، وموضع العدل يصبح مكاناً للظلم وبطر الحق، هكذا هي أوضاعنا في مصر، ولكن قد يسأل سائل، ألهذا الحال من مخرج؟ الهذا الوضع من منقلب؟
إن الإجابة سهلة وواضحة؛ إن المخرج الحقيقي بأيدينا، نعم بأيدينا نحن، حينما يرود الإنسان نفسه على قول الحقيقة، ويربي أبناءة على حسن العمل، ويؤدي عمله على الوجه المطلوب، هذا هو الحل، فالظلام لا ينقلب إلى نور، والموت لا يصبح حياة، إلا إذا سعى الإنسان، وأفرغ طاقته، وقضى جهده في تحويل أمره، وتغيير المجتمع من حوله.
في ظل النظام البائد، كنا نقول لبعضنا البعض: كل يوم ندعو، فلا يستجيب الله لنا، نعم كان هذا هو حالنا، فلما انقلب الحلم إلى يقظة، والسراب إلى حقيقة، للأسف الشديد وجدت أن كثيراً من الناس لا يعتبرون، لا يعبأون لتغير الأوضاع من حولهم، وملاحظة قدرة الله سائرة بينهم، تراهم في غيهم وظلمهم قابعون، يزورون إرادة الأمة، يكذبون على أنفسهم.
ألا يدري هؤلاء أن الله يمهل ولا يهمل، وأن حكمه نافذ لا محالة، وأن أمره بين الكاف والنون، نعم هذه هي الحقيقة التي ينبغي للماضي في غيه، الماكث في معصيته، القابع على طاعة إرادته وشهوته، أن دوام الحال من المحال، وأن الظلم مهما طال، فلابد من طلوع الفجر، وأن الضعيف اليوم سيبدل الله ضعفه إلى قوة، وذلته إلى عزة، وأن بشرى النبي صلى الله عليه وسلم بانتشار هذا الدين، ونشره في ربوع العالمين نافذة، مهما حاول المرجفون إنكارها، ومهما حاول أعداء الأمة اطفاءها{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونََ } [الصف:8]