الصحافة والنقابة

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

لم يعد مقبولا أن تتحول حرية التعبير والتفكير في الصحافة وأجهزة الإعلام إلي حفلات للسب والشتم والكذب علي الناس وتناول الأعراض بما لايجوز‏,‏ في الوقت الذي تلتزم فيه نقابة الصحفيين الصمت غير الجميل‏.‏

صمت النقابة عن التجاوزات جرأ كثيرا من شجعان الزمن الحالي الذي لا يؤاخذ فيه متجاوز, ولا يحاسب فيه شتام علي تحدي الأعراف والقانون, لدرجة الإعلان في العناوين الرئيسية لصحفهم: احنا بتوع قلة الأدب ردا علي تقرير الممارسة الصحفية الذي وضعهم في قاع الانتهاكات والتجاوزات.

إن نقيب الصحفيين مثلا لا يرضي أن يوجه إليه أحد اتهامات من قبيل الخيانة والغدر والغباء والهطل وحماية تنظيم القاعدة أو المشاركة فيه أو اصطياد النساء أو التطرف أو الكفر.. هذه الاتهامات وغيرها وجهت لأبرياء وكانت بعض ما تصدر عناوين الصفحة الأولي في إحدي الصحف, دون أن يكون هناك دليل أو برهان علي صحة هذه الاتهامات, ومن المؤكد أن سيادة النقيب لو وجهت إليه هذه الاتهامات; سينهض علي الفور إلي أقرب محكمة ليطالب بحقه دون أن يتنازل, وخاصة إذا كانت هذه الاتهامات تتكرر علي مدار الأيام والأسابيع لتصفية حسابات سياسية أو مهنية.

التنافس السياسي أمر مشروع, ومن حق الأطراف المتنافسة أن تعبر عن مشروعاتها وآرائها بكل الوسائل والطرق, وليس بينها بالتأكيد الشتائم والكذب والتربص. ما يجري في كثير من الصحف لا يعبر عن مهنية ولا أخلاق, وهو ما يحتاج إلي وقفة جادة وحقيقية من نقابة الصحفيين انتصارا للمهنية والأخلاق وهوية المجتمع.

أفهم أن يكون التنافس السياسي محصورا بين السياسيين ومؤيديهم, ولكن ما ذنب الأبناء والبنات والأمهات والزوجات مثلا؟ وخاصة إذا كان هؤلاء لا يخرجون إلي الإعلام ولا يشاركون في الحياة العامة؟

إن زوجة مظلومة أو ابنة مضطهدة أو ابنا يتم التشهير به في صحافة منفلتة; لدليل علي أن المجتمع ليس بخير.