تقرير ملخص بخصوص معركة القصير بحمص
انخراط "حزب الله" ,ومناصريه في معارك ريف مدينة حمص الجنوبي بقوة ، لاسيما ريف بلدة "القصير". وقد أكد حسن نصر الله عن تدخلات " محدودة"، و أن السبب هو دعمه المواطنين اللبنانيين المقيمين في المنطقة!!!، لاسيما الشيعة منهم، في مواجهة الثوار السوريين.
ولكن هل حقا إن السبب الفعلي لتدخل "حزب الله" هو الدفاع عن المواطنين اللبنانية، لاسيما الشيعة منهم؟
هذه الأسئلة ، وغيرها، يطرحها مع إجاباتها ديبلوماسي بريطاني كان غادر السفارة البريطانية في دمشق عند إغلاق دول الاتحادالأوربي سفاراتها في سوريا، لكنه لم يزل يتابع الأحداث السورية أولا بأول، كونه لم يزل على ملاك طاقم السفارة، وإن كان يعمل من لندن.
الديبلوماسي البريطاني، وفي معرض مناقشة القصة، يقول"هنا، في هذه البقعة الصغيرة يتكثف البعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية، ويكمن جوهرها الحقيقي الذي لم يستطع الكثيرون ، وبسذاجة لافتة، أن يروا منه إلا وجهه الظاهر المتمثل في تدخل حزب الله للدفاع عن أبناء ملته بعد أن فشلت السلطات السورية في حمايتهم". ويوضح بالقول"في هذه البقعة الصغيرة هناك حرب عالمية حقيقية، بالمعنى الفعلي لا المجازي ، حيث تتواجه دول كبرى وإقليمية على نحو شبحي غير مرئي، تارة من الأرض وتارة أخرى عبر الأقمار الصناعية وطائرات التجسس من دون طيار. ففي معركة بابا عمرو المجاورة، على سبيل المثال، تدخل الروس عبر الأقمار الصناعية ، وخبراء لهم من الأرض، لدعم معركة النظام السوري لاستعادة المنطقة التي وصفها وليد جنبلاط آنذاك بأنها (ستالينغراد الثورة السورية)، وتواجد عشرات التقنيين من عناصر المخابرات الفرنسية والقوات الخاصة البريطانية ويتابع القول:"صحيح ما قاله الخبراء والمحللون عن أن المنطقة تشكل خاصرة سوريا، والمنطقة التي يمكن لمن يسيطر عليها أن يشطر سوريا إلى قسمين ويعزل عاصمتها عن شمالها وساحلها، لكن هذا ليس كل شيء. بل إنه ليس سوى جزء صغير من القصة الحقيقية. فالمنطقة، وفق الاعتبارات الاستراتيجية الإسرائيلية والغربية عموما، تعتبر أخطر وأهم منطقة في الشرق الأوسط لجهة ما يتصل بالمواجهة الأفتراضية !! بين المحور الإيراني ـ السوري والمحور الإسرائيلي الغربي. لأعادة صياغة سايكس بيكو على حساب سوريا!!! فهي وفق تقارير الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية و معبر لأكثر من 80 بالمئة من الأسلحة الثقيلة والذخيرة التي تصل مستودعات حزب الله ، لاسيما الصواريخ بعيدة المدى، من مصانع الصواريخ السورية في محافظتي حماة وحمص ،
إضافة لذلك، يتابع الديبلوماسي القول، كان الضغط الدولي والإقليمي الاستخباري كله يتركز، ولا يزال في الواقع، على تلك المنطقة التي تشكل السيطرة عليها "ضربة استراتيجية قاتلة لحزب الله. ففي المنطقة الواقعة ما بين الهرمل وبعلبك والحدود السورية ، وطبقا لتقارير استخبارية غربية، تقع مستودعات حزب الله الاستراتيجية كلها ، لاسيما تلك التي تضم الصواريخ بعيدة المدى. وهي الخزان الرئيسي لسلاحه وذخيرته ... ولهذا لن يتردد حزب الله في التدخل ، بأقصى طاقته، ومهما كلفه الأمر، بمنطقة ريف حمص كلها، لاسيما المتاخمة للحدود اللبنانية، من أي وجود مسلح معارض ،
لكن الديبلوماسي البريطاني يستدرك هنا بالقول: "في الواقع ، ومن الناحية الاستراتيجية، لا ينفصل البعد السوري والبعد الحزب ـ اللاهي عن بعضهما البعض في معركة القصير وحمص عموما. فهما يشكلان وجه الميدالية وقفاها. ذلك لأن سيطرة المسلحين على المنطقة ، تعني فصل دمشق عمليا عن الشمال السوري والساحل،وبالتالي حرمان الأقليم العلوي في الشمال من التواصل مع الدويلة المحتملة لحزب الله . لكن أيظا منع الإمدادات العسكرية الروسية والإيرانية والجنوب أفريقية ، التي تأتي إلى ميناء طرطوس، من الوصول إلى دمشق". وفي هذا السياق، يكشف الديبلوماسي البريطاني عن أن السلاح والذخيرة لا يأتيان إلى سوريا من روسيا وإيران فقط، بل من الصين ومن جنوب أفريقيا نفسها. ويلفت الديبلوماسي إلى أن وزير الاستخبارات الجنوب الأفريقي الأسبق ، في أول حكومة شكّلها نيلسون مانديلا بعد إطلاق سراحه وإجراء المصالحة الوطنية، روني كاسريلز Ronnie Kasrils ، وهو أحد القادة التاريخيين للحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا، (ينحدر من الطائفة اليهودية)، كان "أسس لعلاقة إستراتيجية أمنية وعسكرية مع سوريا ولاسيما حين كان نائبا لوزير الدفاع اعتبارا من العام 1994 ووزيرا للاستخبارات اعتبارا من العام 2008، عن تحديث أنظمة الرمي والقتال الليلي في المدافع والدبابات السورية بأنظمة إلكترونية متقدمة من صنع جنوب أفريقيا. وبحسب المعلومات الاستخبارية المتوفرة، فإن جنوب أفريقيا استمرت على هذا النهج حتى خلال الأزمة السورية.