إحراق القمح
إحراق القمح
أ.د. حلمي محمد القاعود
من الواضح أن الحديث عن الاكتفاء الذاتي من القمح يزعج جهات عديدة, لا تستريح إلي الفكرة, وتري فيها خطرا محدقا بمصالح محلية وأجنبية,
وكان وزير التموين النشيط باسم عودة قد صرح منذ فترة بأن محصول القمح هذا العام يزيد علي العام الماضي بنسبة كبيرة, وأن الحكومة ستشتري المحصول من الفلاحين بسعر السوق العالمي, عملية الشراء ستكون فورية وبغير تعقيدات في الجمعيات الزراعية وبنوك القرية واماكن التشوين, بالإضافة إلي تخصيص كميات من الوقود للأراضي المزروعة لإنجاز مهمة الحصاد والدراس والتذرية, التي تعتمد علي الآلات في أغلب المساحات. ولوحظ أن الحكومة تعلن بصفة شبه يومية عن الكميات التي تم توريدها مع المقارنة بمثيلها في العام الماضي وهو ما يكشف عن زيادة فعلية تسر القلب. وللأسف بدأت تتواتر أخبار غير طيبة عن محاولات إجرامية لإدخال الحزن والأسي والكآبة علي قلوب المصريين. فعلي مدي أسبوعين تقريبا عند كتابة هذه السطور تتوالي الأخبار يوميا عن إحراق مساحات كبيرة قبل الحصاد, أو خلط القمح بالطمي والقمح المستورد غير الصالح للاستهلاك الآدمي قبل التوريد. الحرائق تمت في المنيا وسوهاج والمنوفية والغربية والفيوم والإسماعيلية, وضيعت كميات ليست قليلة, مما يعني أن هناك أشرارا يقفون خلف هذه الحرائق الآثمة, وأن هؤلاء الأشرار يريدون بمصر شرا, ويؤكد ذلك ما يتردد عن شراء كميات كبيرة بأسعار أغلي من سعر الحكومة وإهدار الكميات المشتراة في الترع والمصارف والأنهار. نحن اليوم بحاجة إلي حملة تكشف ما يخططه المعادون لمصر وحريتها, والتوعية بالحفاظ علي المحصول وحمايته في الشون والصوامع والمطاحن, والعمل علي زيادة الإنتاج في العام المقبل إن شاء الله بزيادة المساحة المزروعة وزراعة الأماكن الصحراوية التي تكثر فيها الأمطار في الساحل الشمالي وسيناء, وتشجيع الفلاحين من خلال تقديم التسهيلات في الأسمدة وتوفير التقاوي الجيدة والإرشادات الزراعية عبر أجهزة الإعلام وغيرها. مصر حققت اكتفاء ذاتيا من القمح بلغ65% مقارنة بـ45% العام الماضي, وتراجع كمية المستورد إلي3.7 مليون طن, وهذه بشارة خير.