خط اوباما الأحمر وحالة تمدد!!
احمد هاشم العاصي
صرح الرئيس الأمريكي اوباما عشرات التصريحات إن الأسد فقد شرعيته وعليه إن يتنحى ، والسبيل للاستقرار في سوريا هو رحيله ، ورغم كل عشرات التصريحات تلك إلا انك تجد الكثير من الببغاءات – المعجبون برعاة البقر الأمريكي، وديمقراطيتهم التي ذبح على مسلخها ثلاثون مليون هندي أحمر من سكان أمريكا الأصليين – يملئون القنوات الفضائية بأكاذيبهم وترويجهم لخداع اوباما وأن التدخل الأمريكي قادم محتجين بتصريح سابق لاوباما " أن الكيمائي خط احمر " ، بينما اوباما – ورغم تصريحات الكثيرة السابقة فقط – عاد ليؤكد من جديد في مؤتمر صحفي من واشنطن أنه قدم مساعدات غير قاتلة للشعب السوري ، وأنه يؤيد الانتقال السلمي للسلطة ، وفي نفس الوقت يؤكد إن الأسد فقد مصداقيته وقتل شعبه ، والسبيل الوحيد للاستقرار في سوريا هو تنحيه عن السلطة ، وفي سبيل هذا قدم للشعب السوري أسلحة غير قاتلة لكي يؤكد الحل السلمي ، إذ كيف لراعي البقر إن يجمع بين تنحية الأسد والأسلحة غير المميتة والحل السلمي !!
وأما بالنسبة للسلاح الكيمائي ، ورغم الأدلة على استخدامه في المدن السورية ، إلا إن اوباما أشار إلى انه ليس لديه أية أدلة على استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا ، ثم عاد في تصريح أخرى ليؤكد استخدام هذا السلاح ، ولكن لا يعلم متى استخدمت ولا من استخدمها ، وخلال الأيام الأربعة السابقة صرح أكثر من تصريح ، مرة ينفي ، وأخرى يؤكد ، ولكنه أكد أنه مطمئن على وجوده بيد الأسد ، بقوله : " نتخوف من وقوع السلاح الكيماوي في أياد غير معروفة مما قد يهدد أمننا وأمن حلفائنا " ، ورغم تأكيد حليفه أو أسياده في إسرائيل إن الأسد استخدم الكيمائي ضد شبعه ، إلا أنه عاد في وقت لاحق ليؤكد للأسد أن لا يخاف من تهديده السابق بالخط الأحمر ، بالقول أن الصراع في سوريا سيكون طويل الأجل ، ولن يحل بين ليلة وضحاها ، أي إن خط اوباما الأحمر تممد ليصل إلى حال سقوط المجرم الأسد ، وعندها قد يتدخل راعي البقر الأمريكي ، والغريب إن فرنسا التي كانت تؤكد استخدام الكيمائي في سوريا ، عادت لتؤكد انه لم يتسنى لها لغاية الآن التأكد من هذا الأمر .
الحقيقة التي بانت يا – اوباما – والتي غابت عن أذهان الكثير ، انك لست الحاكم الحقيقي لأمريكا بشكل خاص ، والعالم الذي يسمى نفسه بالدول العظمى ، وإنما اللوبي الصهيوني ، هو الحاكم ، وهم ما أكدت عليه في زيارتك الأخيرة للقدس : إن تحالفك معهم تحالف ابدي .
هذه هي الحقيقة أيها العالم المدعي انه يسعى لنشر الحرية ، ويهدف لحفظ حقوق الإنسان ، هذه هي الحقيقة التي ظهرت جلية على سكوت هذه العالم على إجرام الأسد ، الذي اسقط مائتي ألف شهيد على مدى سنتين من عمر الثورة ، بينما عندما يؤذى كلب أو هر أو حيوان تقوم قائمة منظمات حقوق الحيوان ولا تهدأ ، وأما إذا قتل أكثر من نصف العالم الإسلامي فلم تسمع حساً ولا حسيساً .
وكأنكم أيها العالم الغربي إلى فصيلة الحيوان أو فصيلة بني يهود ؛ أقرب ، تلك الحيوانات التي تهتمون لشأنها وتألمون لألمها ، وتبكون لبكائها ، فأي حضارة هذه وأي حرية تلك ، التي اقل ما يمكن إن توصف به أنها حضارة للحيوان ، ولبني يهود اقرب ، ولك إن تتخيل نوع هذه الحضارة التي يتحكم بها من ضرب الله عليهم بالذلة والمسكنة ، وجعل منهم القدرة والخنازير وعبد الطاغوت !!!