رسالةٌ لكلّ حرٍّ من الأسير إسلام صالح جرّار

رسالةٌ لكلّ حرٍّ من الأسير إسلام صالح جرّار

إنّ انتصار العيساوي يعانق روح - أبو حمديّة - ، فالإرادة تعني النّصر ، والعزيمة تعني تحقيق المستحيل . إنّ هذا لا ليس تعبيراً أدبيّاً ولا وصفاً بليغاً ، بل هو رسالة عمليّة وجهها العيساوي لكلّ حرٍّ من شعبنا وأمّتنا !

العيساوي مناضل عاشقٌ للحريّة ، استطاع بجوعه وتحدّيه أن يقهر دولة الإرهاب الصّهيونيّة فتنحني راكعة أمام هامته الأبيّة !!

ومن وحي انتصار - سامر - أستلهم كلمات بسيطة أرسلها إلى أبناء شعبنا ، وإلى قادتنا ، وإلى المخلصين من أبناء أمّتنا ،فأقول لكم : إنّ دولة الكيان الغاصب لأوهى مما تتخيّلون ! ،فهي ، اليوم ، تتقزّم أمام إرادة أسيرٍ واحد ، لكنّه أسيرٌ حرٌّ ،قاومها برفضه الطّعام ، لمّا صار ذلك الطّعام أداةً لقبول الأمر الواقع ، فأصرّ على رفضه للطّعام ، ولسان حاله كما قال والدي الشّاعر صالح محمّد جرّار من قصيدة له بعنوان - انتصار الأمعاء الخاوية - فيقول بلسان الأسير :

لا خيرَ في ذاكَ الطّعامِ إذا أتى         بالخُسْر والضّيمِ الّذي لا يُنْكَرُ !

أأظَـلُّ  بالقـيـدِ   اللعـيـنِ   مكـبَّــلاً         وأُســام   كـلَّ   مـريـرةٍ وأُكَــــدَّرُ ؟!

أأظَـلُّ أجـتـرُّ  الأذى   مـتجلـبـبـاً          برداء خـوفٍ من عـدوٍّ يفجُــرُ ؟!

أسرٌ وذلٌّ ليس من شِيَمِ الأُلى          باعوا النّفوسَ لربّهم وتخيّروا !!

*******

كان سامر ، بمعدته الخاوية - كان يخاطبُ جماهير أمّته ، أن لا تضلّوا الطّريق ، ويقول بلسان جوعه : لماذا لا تتمرّدون على الواقع الهزيل ، والذّلِّ والهوان ؟! لماذا ترضَونَ بالانكسار ؟! فالحرُّ لا يقبل أن يبحث عن أعذار ليتقاعسَ عن نصرة قضيّته وأقصاه وقدسه !!

العيساوي أعلن نصراً لفلسطين ، لكنّ فلسطين تحتاج المزيد من أولي العزم مثلك يا سامر !

إنّني أفهم رسالة مهمّة وواضحة ، مفادها : لا معنى لوجود أيّ حركة

وطنيّة فلسطينيّة ، لا يقضي قادتُها وكوادُرها ، الليل والنّهار بحثاً عن سبيلٍ لنضالٍ ، بكلّ إرادةٍ وعزيمةٍ ، وهدفُهم تركيع عدوٍّ غاشمٍ أهلك الحرث والنّسلَ !!

إنّ معنى أن تكون فلسطينيّاً ، هو أن تكون حرّاً لا تخلع عنك رداء الحرب أبداً ما دام المسرى والأسرى والقدس وفلسطين مكبّلين بقيود غاصبٍ أثيم جبان !

لقد انتصرت روح - ميسرة أبو حمديّة - بنصر سامر ،ذلك الشّهيد الّذي أبى إلاّ أن يبايع كلَّ إخوانه في سجنه قبل أن يفتك به المرض ، أنّه باع نفسه لربّه وحركته ودعوته وأمّته بأن يبقى على درب الجهاد حتّى يلقى الله شهيداَ ، متمنيّاً أن تنشقَّ جدران السّجن عنه ليعيد الكرّة ، لكنّ إرادة الله كانت أن تختاره شهيداً بين أنياب العدوّ الغاشم غدراً على فراش مرضه مقيّداً مصفّداً بأغلال السّجن !

واليوم فسامرٌ يحتاج منّا إلى الدّعاء ، والوفاء والمضيّ على الدّرب !

ودعائي لك يا سامر أن تقوم مشافى معافى ! ، وأسأل الله - تعالى - أن يهديَك دائماً الصّراط المستقيم ، والسّبيل الرّاشد ، لتبقى نموذجاً حيّاً لأبناء شعبك ودينك وكلّ الأحرار !!

الأسير إسلام صالح محمّد جرّار - أبو عبادة –

سجن هداريم

24/4/2013