جوائز بالفرنسية لبراعم جزائرية
جوائز بالفرنسية لبراعم جزائرية
معمر حبار
1. بين يدي الجائزة
حين تُستغل مناسبة علمية، من طرف مؤسسات تعليمية، لتوزيع مناجد باللغة الفرنسية في كام عام على الأوائل من التلاميذ، ويضاف لأفضل تلميذ في المؤسسة، ألعاب فكرية باللغة الفرنسية في كل عام، فإن ذلك يدل على أن القائمين على الجوائز، يريدون جيلا بعينه، وطينة تفكر وتلهو على نمط بذاته.
منذ عامين، وُزّعت جوائز على تلاميذ المتوسطة، فكانت ساعة اليد من نصيب، التلميذ الأول بامتياز، ومُنح الكتاب للتلميذ المتحصّل على أضعف معدل، مقارنة بالأول. فتحوّل الكتاب، إلى عقوبة يُحرم بها الفائز الأول، وتُمنعُ عن النجيب المُتفوق.
وبما أن المراهق، يتشبّث بالمظاهر، راح الأول يفتخر بساعته على الأقران، واستحى الضعيف من استلامه للكتاب، ولم يُظهره للأتراب، لأنه حسب هذا الترتيب للجوائز، الكتاب يقدّم للضعيف.
منذ سنوات، ذكر صاحب الحبر الذهبي، الأستاذ: حبيب راشدين، في مقالة له، أن وزير الإعلام في السبعينات من القرن الماضي، اطّلع على جريدة: EL-MOUDJAHID
، الناطقة باللغة الفرنسية، فغضب لوجود بعض الأخطاء اللغوية، فاشترى على الفور للقائمين على الجريدة، موسوعة اللغة الفرنسية، بثمن باهظ جدا.
ثم علّق صاحب الحبر الذهبي، قائلا: كان على الوزير يومها، أن يقتني في نفس الوقت "لسان العرب"، لجريدة "الشعب" العريقة، فيكون بذلك عادلا ومنصفا، ووزيرا للإعلام الناطق باللغة العربية، والفرنسية في آن واحد.
2. الجائز في منح الجوائز
الجائزة عنوان صاحبها، وتدل على قيمة المتحصل عليها، لدى من قدّمها وأهداها.
لاتقاس الجائزة بالمبلغ، ودلالاتها تتعدى الثمن. والعاقل يفتخر بها، ولا يعنيه المبلغ المدفوع لأجلها. والزمن يحتفظ بالتكريم، وبمن قدّم واستلم.
وتعبّر الجائزة من الناحية الاجتماعية، عن ذوق رفيع، وسمو نفس، وعلو همة ومكانة.
والمجتمع السليم، من درّب أبناءه على تقديم الجوائز للفائز الذي يستحق، ولمن دونه لكي يفوز بها لاحقا.
وبما أن لكل مناسبة، جائزة تدل عليها، وتعبّر عنها، كان لزاما على من تصدّر التوزيع، أن يحترم المناسبة، ويعطيها حقّها من التقدير.
وبمناسبة يوم العلم، توزّع الجوائز على النجباء من التلاميذ، وهي عملية تستحق الشكر والثناء للقائمين عليها، وإن كان العلم، لايُحصر في مناسبة، وإن كانت المناسبة في نفس الوقت، تدفعه وتُقويه.
وإذا مُنعت جائزة بعينها، دلّت على عنوان صاحبها، وإذا تكرّرت في كل المناسبات، وطيلة أعوام، عبّرت عن مافي صدور أهليها، وأنهم يقصدون المنع لذاته، والمنح بعينه، والعنوان باسمه، ولا يريدون عنه بديلا.
والجائزة لها علاقة وثيقة باللغة المستعملة، فكلما كانت بلغة الأم، كانت أفضل وأنفع، ولا ضير في أن تُقدّم باللغات الأجنبية، إذا أريد بواسطتها، تعلّم اللّغات، والتحكم في آلاتها، والمفاتيح المؤدية إلى علومها.