سورية أعصى من أن يُرتَهنَ مصيرُها بهلاك نَيْرُونِها
سورية أعصى من أن يُرتَهنَ مصيرُها بهلاك نَيْرُونِها
محمد عبد الرازق
كعادة بطانة المستبدِّين في الأنظمة الشمولية، الذين انبتُّوا عن مجتمعهم، و ربطوا مصيرَهم بمصير الزعيم الأوحد، و أصبحوا شراكَ نعلٍ في حذائه؛ يخرجُ علينا ( فيصل مقداد: نائب وزير الخارجية ) ليتوَّعد السوريين بالويل، و الثُبور، و فظائع الأمور إنْ همْ ظلُّوا متمسكين بمطلب إسقاط الأسد، و كنسِ نظامه إلى غير رجعة.
عندها سيصحون، و يجدون أنفسَهم بلا وطن، و لا هويّة؛ فلا أرضَ تُقِلُّهم، و لا سماءَ تُظِلُّهم. يا لها من فاجعة ستحلُّ بديارهم، و تجعلهم هائمين على وجوههم، يحارون أين سيجدون عالَم الكهوف، الذي سيعودون إليه في مجاهيل وديان ( الإنغا: في أمريكا الجنوبية )، و جبال ( التبت في الهملايا ).
يا للفاجعة، و يا للمصيبة التي سيطوِّقون بها أنفسهَم، و الأجيال القادمة، بحسب ما بشَّرهم به عرَّاف زمانه في مقابلة له مع صحيفة (الغارديان البريطانية )، نشرتها يوم ( الثلاثاء: 16/ نيسان/ 2013م )؛ أفاضَ بها عليهم بدُرَر التنبؤات: ( إنَّ الرئيس الأسد لن يتنحى، ولن تكون هناك سورية إذا فعل، و ستغيب عن الخريطة إذا غادر الآن قبل أن يتمَّ التوافق على خطة سياسية بين جميع السوريين).
يا عرَّافة عصره، لقد سبقكَ في هذه النبوءات بطانةٌ كانت أدهى منك، و أذكى؛ فما مِن طاغية إلاَّ و أحاطَ نفسَه بأمثالك من أهل الخبالات، و قالوا قريبًا ممَّا قلتَ، أو أكثر.
ألمْ تقرأ عمَّا كان يردده هامان على مسامع رمسيس الثاني ( فرعون موسى ) من الجرعات الخباليّة؟
ألمْ تسمع ـ و العهد شبه قريب ـ زعيق أحمد سعيد، بوق عبد الناصر، في صوت العرب؟
ألمْ تسمع ـ و العهدُ قريب ـ ما كان يقوله محمد سعيد الصحّاف، وزير دعاية الرئيس صدام حسين ـ غفرَ الله له؟
ألمْ تسمع ـ و العهدُ قريبٌ ـ ما كان من وزير أمن غرفة نوم زين العابدين بن علي؟
ألمْ تسمع ـ و العهدُ قريبٌ ـ ما كان من مجلس حكماء حسني مبارك؟
ألمْ تسمع ـ و العهدُ قريبٌ ـ ما كان يقوله موسى إبراهيم، بوقُ القذافي إلى أوروبا؟
ألمْ تسمع ـ و العهدُ قريبٌ ـ ما كان من ياسر اليماني، غُراب علي عبد الله صالح؟
لقد كان هؤلاء ألسنَ منك، و أشدَّ تنجيمًا، و أكثرَ قُربًا من أسيادهم؛ فأينَ همو و و و ؟ و أين دجاجلتُهمو و و و يا صاحب الفنجان؟
الأوطان أعصى من أن تُرتَهنَ مصائرُها بهلاك أمثالك، و هلاك أمثال سيِّدك، يا بُومةَ الشام.