لماذا نحيي ذكرى75 لـ " عيد الشهداء"

لماذا نحيي ذكرى75  لـ " عيد الشهداء"

و لتونس شهداء كثر؟

رضا سالم الصامت

*وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * صدق الله العظيم

يوم 9 أفريل  1938 " هو يوم مشهود  "  و هي الذكرى 75 ، هذا اليوم يعتبر أول تاريخ مواجهة ما بين أتباع الحزب الحر التونسي الجديد والسلطات الفرنسية أمام المحكمة في مظاهرة تطالب بإطلاق سراح علي البلهوان ونادت بعديد الشعارات والمطالب السياسية على غرار برلمان تونسي منتخب وحريات سياسية ودستور تونسي, وحسب الأرقام الرسمية أستشهد يومها 22 تونسيا وجرح 150, وبالتساؤل عن سبب تحديد تاريخ 9 أفريل كعيد شهداء دون الأخذ بعين الاعتبار معارك أو شهداء آخرين سقطوا  في سبيل الوطن، قد يتبادر للذهن عديد التساؤلات و منها  لماذا يقع ربط العيد الوطني للشهداءبيوم 9 أفريل1938 من كل سنة ؟ 

  كان علي البلهوان  " زعيم الشباب " أنذاك قد أعتقل من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية  فخرج آلاف التونسيين الى الشوارع و الساحات العامة للتعبير عن سخطهم و احتجاجهم مرددين" برلمان تونسي ...برلمان تونسي" وأمام ذاك السيل الجماهيري الهائل ، أمرت قوات الاستعمار الفرنسي جنودها ورجال الشرطة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين فسقط منهم الكثير من الشهداء و سقت دماؤهم الزكية أرض تونس الخضراء ، فكانت  مجزرة  بشعة  استنكرتها شعوب العالم ، و لم يكفي السلطات الفرنسية ذلك بل قامت باعطاء الاذن باعتقال سياسين و مفكرين و القاء القبض خاصة على الزعيم الحبيببورقيبة و رفاقه في الحركة الوطنية

 صحيح ان عيد الشهداء هو يوم عظيم يخلد فيه ذكرى شهداء الوطن ، الذين خاضوا المظاهرات و الاحتجاجات و المعارك و حتى الحروب للتصدي للقمعالاستعماري ، لكن تونس شهدت مواعيد تاريخية بارزة  سجلت فيها اروع البطولات ،  نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر  : معركة عام 1864 لعلي بن غذاهم ثم معركة الجلاز في 1911 وهي أول مواجهة بين التونسيين والمستعمر أستشهد فيها حوالي14 منتفضا وتم إيقاف حوالي 800 آخرين أعدم منهم 7, ويعقب على  انتفاضة الجنوب الشرقي أو ما يعرف بانتفاضة الودارنة, في 15 سبتمبر 1916 وقد اعتمد فيها لأول مرة القصف بالطائرات من قبل القوات الفرنسية وأستشهد فيها قرابة 1181 شهيدا 

  تلتها انتفاضة المرازقة بجهة دوز في الجنوب التونسي  وامتدت من 29 مايو 1943 الى سبتمبر 1944 خاض خلالها المجاهدون 43 مناوشة, ضحى فيها حوالي 50 تونسيا من أجل الظفر بالحرية.ثم الانتفاضة المسلحة تسميتها الفلاقة   من 18 يناير 1952  إلى حدود 1954 و التي شارك فيها حوالي3 آلاف " فلاق" خاضوا 12 معركة, شملت جميع أنحاء الجمهورية ومات فيها مئات التونسيين.  

وبمواجهة المقاومين التونسيين  للقوات الاستعمارية الفرنسية في قاعدة بنزرت شمال تونس  التي انهت المعارك باعلان الجلاء العسكري الفرنسي عن تونس و مغادرة  الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناد  التراب التونسي يوم 15 اكتوبر 1963و نهاية تلك الحقبة الاستعمارية  التي بدأت  في 12 مايو 1881  استطاع شعب تونس الأبي ان يطهر بلاده من براثين الاحتلال الفرنسي و بناء دولة عصرية و ما كان هذا ليتحقق لولا الشهداء الأبرار الذين دفعوا حياتهم ثمنا فداء للوطن ، لكن لسائل ان يسأل لماذا تونس تحيي ذكرى " عيد الشهداء" في كل يوم يوافق التاسع من ابريل من كل عام ...  هل عيد الشهداء يقتصر فقط على أحداث 9 ابريل 1938 أفليس لتونس شهداء كثر ؟