العائلة المقدسة‏!‏

العائلة المقدسة‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

لا أفهم سر هذا الدفاع المستميت عن عائلة رأسمالية رفضت أن تدفع‏14‏ مليارا من الجنيهات حقا للدولة منذ سنوات بعيدة‏,‏ معتمدة علي علاقتها برءوس النظام الفاسد الذي باع الوطن والأمة والكرامة‏.‏

هذه العائلة تملك أكثر من عشرين مليارا من الدولارات وفقا لتصنيفات فوربس, أي ما يساوي أربعة عشر ومائة مليار من الجنيهات, أي ما يعادل تقريبا الدخل القومي لجمهورية مصر العربية المثقلة بالديون والأعباء والفساد.

العائلة المقدسة لم تقدم مشروعا حقيقيا يضيف إلي الوطن, بل اعتمدت علي المشروعات الهامشية والعمل من خلال البورصة, وفقا لسياسة اخطف واجري, لم نر استصلاحا لأرض زراعية أو إنتاجا للقمح, أو تقديم منتج صناعي يوفر علينا الاستيراد من الخارج.. ما رأيناه مشروعات معادية للبيئة مثل الأسمنت, ومشروعات تخص الطبقة التي تملك المال الحرام مثل الاستراحات والمنتجعات والفنادق الكبري ومؤسسات الدعاية الكذابة, فضلا عن المشروعات الهوائية التي استنزفت أموال البسطاء في ثرثرة لا عائد من ورائها. كنا نتمني أن تكون هناك تنمية حقيقية تعمل علي إيجاد نواة صلبة للتكنولوجيا في شتي فروعها, ونواة صلبة لمشروعات تخص المجتمع كله وتغنيه عن مد يده للآخرين.

المدافعون المستميتون عن العائلة الرافضة لدفع الضرائب المستحقة حولوا المسألة إلي نوع من الاستنفار حول هروب المستثمرين والاضطهاد الديني والتربص برجال الأعمال.. والمفارقة أن معظمهم ينتمي إلي التيارات التي تحارب الرأسمالية وتري فيها صورة من صور الاستعمار, وتؤمن بحتمية الصراع الطبقي الدموي, ولكنهم تحولوا فجأة إلي رأسماليين أقحاح لا علاقة لهم بحقوق العمال والشغيلة والكادحين. وراحوا يلقوننا دروسا حول أهمية ما تنشئه العائلة من جمعيات ثقافية واجتماعية تخصص جوائز للأدب والفن وترعي المحتاجين والفقراء, والغريب انه لا يوجد أحد من الفائزين بالجوائز يحمل مشاعر مسالمة للإسلام والمسلمين, وبعضهم كتب روايات رديئة تنحاز للتمرد الطائفي وتصور المسلمين بالوحشية وكراهية الآخر, وتناسي المدافعون المستميتون ما تبثه العائلة من خلال مؤسساتها الصحفية والإعلامية من هجوم متواصل علي الإسلام والتشهير به ورفض قيمه وأخلاقه.

لماذا نتناسي القانون وحقوق العباد ؟