عامان على ثورة سوريا، والمعارضة مصرة على إسقاط النظام
عامان على ثورة سوريا،
والمعارضة مصرة على إسقاط النظام
رضا سالم الصامت
قبل عامين، اندلعت احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق ، حيث نزل متظاهرون عزل إلى الشوارع في مدينة درعا، التي تبعد نحو 90 كلم جنوبي العاصمة يهتفون سلميا فرد النظام بقسوة و بكل وحشية باطلاق النار عليهم أولًا ثم بالقصف ثانية على الأحياء السكنية و منذ ذلك الوقت اصبحت سوريا تعاني نزيفا مروعا لم يعرف له نظير منذ انفجار ثورات الربيع العربي مثل ما حدث في تونس و مصر و اليمن و ليبيا
سوريا التي تشهد احتجاجات ضد بشار الأسد و نظامه و هو الذي حكم البلاد منذ وفاة والده حافظ بالحديد و النار
الوضع لا يطاق في سوريا و أصبح غامضا في ظل الانشقاقات في صفوف الجيش وخروج مناطق واسعة من البلاد عن سيطرة النظام في ظل عدم وجود حلول سياسية وديبلوماسية من اجل وضع حد لإراقة المزيد من الدماء، وهو ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في أتون حرب أهلية واسعة
اليوم تمر سنتين على اندلاع ثورة الأحرار السوريه الذي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء من اطفال و نساء و شيوخ و رجال و شباب ، و الأسد مايزال متشبثا بكرسيه القذر و لا علاقة بمصير شعبه الذي هو شعب مسالم منزوع السلاح قوي بايمانه و صبره و في ظل مجتمع دولي تعذر عليه ايجاد أي حل لتفادي المزيد من اراقة الدماء و المعارضة مصرة على تنحي بشار و سقوط نظامه الذي فقد شرعيته و بدأ في الانهيار ان لم نقل انهار . رغم انه نظام ما يزال مدعوما على حساب الشعب من روسيا و ايران ، فحتى حزب الله يقاتل الى جانب هذا النظام و لا حياة لمن تنادي
بعد عامين على الثورة السورية، يرى البعض تنافسًا جديًا بين ضرورة الحل السياسي وبين إراقة المزيد من الدماء، في حين تصرّ المعارضة على تنحي بشار الاسد كمدخل للحل
ففي سوريا أصبح بشار كالغول يصول و يجول و يقتل الشعب الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير و الإصلاح و ما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب ، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه و تمزيق بلد عظيم في تاريخه و حضارته و ثقافته . ... و هو الذي وعد بالإصلاح، و خالف وعده ، قصف مدنا بأكملها و يتم أطفالا و قتل نساء و رجالا و اعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء .. أبناء جلدته ... أهذا هو الإصلاح الذي وعد به شعبه ؟
إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان على مدى أربعة عقود من الزمن، من أيام أبيه حافظ
فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات بشار ،و إن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه و شبيحته لكن ليعلم بشار و مؤيديه أن شعب سوريا اختار الموت لأنه رفض و يرفض الذل و الهوان و حياة الاستبداد و القمع ، و لم يعد يرهبه الرصاص و الدبابات و القنابل ، هذا الشعب الحر يريد الحرية و الكرامة ليبني سوريا جديدة تنعم بالحرية و الديمقراطية
الشعب السوري يُقتل وتُسفك دماؤه ، و لا حياة لمن تنادي ، و الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و أعمال القتل تتواصل و الأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار و المجد و الحرّية و الكرامة الإنسانية، فمنذ اندلاع ثورة سوريا قبل عامين، لم يصل النظام إلى مبتغاه رغم كل المجازر و أحداث العنف و لم يصل المجتمع الدولي إلى حل يوقف هذا النزيف الدموي و بالتالي فشل فشلا ذريعا في تطويق الأزمة
فهذا النظام الفاسد صد جماهير شعبه عندما خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات سلمية لا يطالبون شيئا غير التغيير فواجهتهم الآلة العسكرية بكل قوة فحصدت أرواحا برئية و قتلتهم و شردتهم و عذبتهم و اتخذوا ذريعة لهجماتهم على هؤلاء المواطنين العزل من اطفال المدارس الابتدائية بكونهم جماعات إرهابية و تلك هي الأكذوبة ، التي فتحت على النظام أبواب جهنم ، مما جعله يمارس بحقد دفين سياسات تتعارض و مصلحة الشعب السوري الأبي و النتيجة تردي الأوضاع المعيشية و الاجتماعية و حتى الاقتصادية و دمار سوريا بالكامل
النظام لم يتوانى بقتل المزيد و ارتكاب المجازر الشنيعة في حق الأطفال و النساء و الشيوخ و كأن هؤلاء الأطفال هم أيضا من الارهابيين كما يدعي نظام بشار و شبيحته الحقيرة ، و لعل ما يدهش العالم و ان المجازر التي ترتكب أمام أعين العالم لا تحرك ساكنا والأسد يتلذذ في تقتيل أطفال سوريا ، لأنه فقد إنسانيته و لم يعد يهمه غير البقاء على كرسي الرئاسة ، غير عابئا بقرارات الأمم المتحدة و تصاريح كبار المسؤولين ، رغم أنه فقد الشرعية من زمان و عليه أن يستعد الى المحاكمة الدولية
فالشعب السوري لم يعد يحتمل و لكن لا ننسى أنه لم يعد يتراجع الى الوراء رغم كل هذه التضحيات ، و بعد كل ما جرى و يجري و الدماء سالت و تسيل في كل منطقة و في كل شارع و نهج من سوريا ، ان المعارضة يجب أن يتم تسليحها بالاسلحة المناسبة و هذا من شأنه أن يقصر في عمر النظام، لأن النظام لم يراعي اخلاقيا و لا انسانيا ما يحدث فقد ارتكب مجازر بشعة للغاية و ما يزال يقتل الأطفال
هكذا هو الحال ، عامان على ثورة سوريا و المعارضة مصرة على إسقاط النظام حتى النصر و بناء سوريا الجديدة ، سوريا الديمقراطية و الحرية و الكرامة الانسانية.