رسالتي إلی المجاهدين والمرابطين في سوريا
رسالتي إلی المجاهدين والمرابطين في سوريا..
"إن تنصروا الله ينصركم"
خالد سندي
لا شك أن الغاية المنشودة من أية حرب وأية معر?ة هي إلحاق الهزيمة بالطرف المقابل وتحقيق النصر عليه، من أجل ذلك يسعی ?ل طرف من طرفي الصراع لتوفير ?ل ما من شأنه أن يغير ميزان الحرب لصالحه، وإجبار الطرف الآخر علی القبول بنتائجها.
وفي الحالة السورية نری أن فرعون بلاد الشام، بشار الأسد، ومن ورائه أيتام ستالين وشيعة الشيطان الذين يمدونه ب?ل آلات الحرب المدمرة التي يد?ها علی رٶوس العزل في المدن والقری، إعتقادا منهم أن تلك الآلات والطريقة هي التي تحدد مصير الحرب، وتلك الطريقة وحدها قادرة علی ?سب الحرب، وإخراج بشار وأعوانه منها سالمين غانمين.
وبالنسبة لنا نحن المسلمين لا ننظر إلی الموضوع من هذه الزاوية، ولا ينبغي أن ننظر إليه ?ذلك، ونظرتنا تختلف عن نظرتهم ?إختلاف عقيدتنا عن عقيدتهم، وإن ?نا لا نقلل من أهمية الأسباب التي تتحقق عن طريقها النصر، ل?ن لا ننظر إليها ?عامل حاسم، لأن الله تعالی وضع قواعد ثابتة، وهي جزء من نواميس ال?ون، وهي التي تحدد مصير الحرب وتعيِّن نتائجها القريبة والبعيدة، لا الطائرات ولا صواريخ أرض- أرض التي تنهال علی رٶوس الأطفال والرضع والشيوخ والعجائز.
وقواعد الحرب التي وضعها الله تعالی، ذ?رها في القرآن المجيد، فمتی ما فهمناها وإلتزمنا بها، رفرفت رايات النصر فوق رٶوسنا، ?ما رفرفت فوق رٶوس الرعيل الأول لهذه الأمة، ومتی ما تخلفنا عنها ?انت الأخری.
والقاعدة الأساسية، بل المر?زية والوحيدة هي أن النصر من عند الله تعالی وحده، وهو ما لا نشك فيه، ?ما جاء ذلك في قوله عزوجل ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ سورة آل عمران/١٢٦، ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ سورة الأنفال/١٠.
ولما ?ان النصر من عند الله، إذن فهو الذي يحدد الطرف الذي يمنحه إياه أو يحقق له، لا آلة الحرب، ل?ن هذا لا يتأتی سدی أو من فراغ، بل مشروط بشرط لا بد من توفره في الطرف الذي يمده بنصره وعونه. وذ?ر الله تعالی شرطا واحدا جامعا وهو نصرة دينه، بالإلتزام به ورفع رايته، لذلك يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ سورة محمد/٧. وإذا ما فعل المسلمون ذلك فلن يُغلبوا، ولو إجتمعت عليهم أقطار الأرض وما فيها من العَدد والعُدد، لأن الله تعالی غالب علی أمره، ولا غالب له. وفي الجانب الآخر إن خذلهم وتر?هم وو?لهم إلی أنفسهم، فلا أحد قادر علی نصرهم، ولو ?انت أعتی قوة في الأرض، لذلك يزيل الله عزوجل ?ل غموض عن هذه الحقيقة، ويوضحها وضوح الشمس في رابعة النهار، ويأمر بالتو?ل عليه وحده لا شريك له، وفي ذلك يقول: ﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٦٠﴾ سورة آل عمران/١٦٠.
لذلك أقول للمجاهدين والمرابطين في سوريا أصلحوا بين?م وبين رب?م، وانصروا دينه وارفعوا رايته، ولت?ن قلوب?م متجهة إليه وحده، واصبروا وصابروا ورابطوا، ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٠٤﴾ سورة النساء/١٠٤.
إن?م بإيمان?م بالله عزوجل وثقت?م بوعده وبنصره، سوف تحققون الإنتصار تلو الإنتصار. وعندما تتحقق م?اسب ملموسة علی الأرض بإذن الله، تلك الإنجازات سوف تجعل دول العالم، بما فيها تلك التي تحظر اليوم السلاح عن?م وتمنع الآخرين من إيصالها إلي?م، هي نفسها التي سوف تأتي?م ولو حبوا.
وأما عرض صور الدمار الذي لحق بالمدن والقری الآمنة، وعرض أشلاء الضحايا، وعويل الأمهات الث?الی، وحتی دموع الأخوات والزوجات، ودموع الأطفال، ?لها لن تحرك ضمير العالم، بل إيمان?م بالله وإخلاص?م في إيمان?م، ووحدة صف?م، وثبات?م وصمود?م ومصابرت?م، وعزيمت?م علی مواصلة الجهاد، هي التي تجعل الدنيا وأسلحتها تأتي?م مرغمة.
وان التش?ي والتظلم والش?وی من منع وصول الأسلحة، والسعي لترضية هذه الجهة أو تلك، لن تجلب ل?م إستدرار تعاطف الدول، بل ثقت?م برب?م وبنصره، وقطع?م الأيادي التي تحاول العبث بوحدت?م بهذه الحجة أو تلك، وقدرت?م، بعد التو?ل علی الله، علی إدارة الصراع لصالح?م هي التي تفرض وزن الثورة، وهي التي تجلب ل?م الإحترام الدولي وإعجابه ب?م.
وختاما أذ?ر?م بقول الله تعالی ح?اية عن موقف أصحاب رسول الله في غزوة الأحزاب، في ذلك الوضع الصعب والشديد، ودعايات المنافقين الذين ?انوا يعملون ?طابور خامس في المدينة، والتي ?انوا يبثونها هنا وهناك، ضد رسول الله (صلی الله عليه وسلم) ومصداقية نبوته، والحرب النفسية التي ?انوا يخوضونها ضده لزعزعة ثقة أصحابه به، يصف الله تبارك وتعالی موقف الصحابة (رضي الله عنهم)، إذ يقول: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ سورة الأحزاب/٢٢.
و﴿..كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ سورة البقرة/٢٤٩.