الإسلام والغرب
الإسلام والغرب
محمد هيثم عياش
عاني الغرب من مرض نفسي من الاسلام فالغرب يرى ان الاسلام دين ودولة ومن المستحيل فصلهما عن بعضهما البعض فرئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرتشل عندما كان وزيرا للمستعمرات البريطانية اكد استحالة الغرب القضاء على الاسلام وطالما القرآن الكريم متداولا بين أتباعه ويحافظون على تعالميه فالقرآن الكريم وعلى حسب راي زعيم الحزب الجمهوري الهولندي جيرت فيلدريز مثل كتاب كفاحي لزعيم النازية الالمانية ادولف هتلر، فالقرآن وعلى حد رايه يدعو الى محاربة االصليبيين والقضاء على الديموقراطية .
وتعتبر الشريعة الاسلامية خوف وهلع للغرب فاذا ما أعلنت دولة اسلامية ما رغبتها بتطبيق الشريعة الاسلامية ببلادها ينتقل المرض النفسي للغرب الى مرض في القلب جراء الخوف والذعر والهواجس المرعبة من الشريعة التي تقض مضاجع الساسة ورجال الكنيسة في الغرب .
فالشريعة الاسلامية لا تنطبق عليها فقط اقامة الحدود مثل قطع يد السارق والرجم للزاني المتأهل والجلد لغير المتأهل والقصاص بالقتل بل تشمل ايضا جميع مقاصد الحياة ، وقد اعلنت اكاديمية برلين – براندينبورج العلمية التي مضى على تأسيسها حوالي ثلاثمائة عام مؤخرا تاسيس فرع فيها يعني ببحوث القرآن الكريم والشريعة الاسلامية التي تشمل علاقة الدولة المسلمة مع الغير المسلمة والاقتصاد والمجتمع .
ومن أجل تخويف الغرب اكثر من الشريعة فقد ظهرت بعض الكتب التي تتحدث عن مخاطر الشريعة قام الصحافي الالماني يوئاخيم فاجنر الذي درس علوم القضاء بوضع كتاب حول مخاطر الشريعة أطلق عليه / قضاة بدون قانون – الشريعة الاسلامية اساءة لدولتنا القانونية / زعم فيه ان الشريعة الاسلامية لا تستند الى مراجع القانون المدني وتعادي وجود من ينافح عن المتهمين فكل دولة اسلامية تتحكم بقوانين الشريعة مثل السعودية والسودان وبعض دول الخليج العربي ودول اسلامية اخرى تختفي بها منافحات القضاة والمحامين والشريعة الاسلامية لا تأبه لحقوق الانسان وتخلو من الرحمة محذرا من تلك الاصوات المحسوبة على تطرف الفكر الاسلامي التي هدد الغرب بتطبيق بعض قوانين الشريعة الاسلامية في اوروبا ومحذرا في الوقت نفسه من بعض علماء الاجتماع بتطبيق الغرب بعض قوانين الشريعة الاسلامية التي تنطبق على قانون الحرابة مثل القصاص من المجرمين الذين يغتصبون النساء والاولاد فقتل هؤلاء وعلى حد راي فاجنر جريمة من جرائم الانسانية ومناف للاسس التي قام عليها ميثاق حقوق الانسان بالامم المتحدة .
وطالب فاجنر في كتابه الذي عرضه بالمحطة الاولى من التلفزيون الالماني بالعاصمة برلين يوم الاحد من 10 آذار/مارس الغرب الضغط على تلك الدول التي تريد تطبيق الشريعة الاسلامية فيها وخاصة تلك الدول الموجودة بلائحة مساعدتهم تنمويا فهو يقول وعلى حسب المثل السائر / سمَّن كلبك يأكلك / بان استمرار تقديم المساعدات التنموية لتلك الدول سيؤدي نهاية المطاف بانقضاضها على الغرب وتحدديد علاقة الغرب مع الدول الصناعية والغنية التي تقوم بتطبيق الشريعة فيها وعلى راسها المملكة العربية السعودية فالدول الاسلامية الغنية وراء ما آلت اليه الاوضاع الامنية والسياسية في العالم فهي ترى نصرة المظلوم واجب عليها وذلك جراء ما تمليه الشريعة الاسلامية وفطرة السعوديين وبعض مسلمي الدول الاسلامية على الاسلام وما حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 الا دليل واضح على مقدرة الشريعة الاسلامية بشحذ همم الشباب المسلم ضد الغرب .
وكذب فاجنر فالاسس التي قامت عليها اتفاقيات حقوق الانسان أسسها الاسلام الذي اعظى الحق للمتهم بالدفاع عن نفسه كما ان المتهم بنظر الشريعة يبقى متهما الى ان تثبت ادانته او براءته والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر ولذلك أمر القرآن الكريم بإحضار شهود على قضية ما ، كما ان بعض القوانين المدنية المعمول بها ببعض دول الاتحاد الاوروبي مثل راتب التقاعد وراتب الاطفال منبثقة من الاسلام ولم تكن معروفة في اوروبا ولن يتعامل بها الا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .
وقد طالب رئيس منظمة / نحن حماة الكنيسة / كريستيان لاوَر الحكومة الالمانية تطبيق بعض قوانين الحرابة في لاشريعة الاسلامية على بعض القوانين المدنية المعمول بها في المانيا فسجن القاتل والمغتصب لسنوات طويلة لا يؤدي الى تأديب المجتمع فالقائل والمغتصب يخرجان من السجن بعد سنوات طويلة ويقترف عمله من جديد بينما يبقى الثكالى على حزن دائم لفقدان من يحبونهم مؤكدا بأن الجريمة تكاد تكون قليلة للغاية بالدول الاسلامية التي تنفذ بعض قوانين الشريعة الاسلامية .
ولا يوجد دولة اوروبية وفي مقدمتهم المانيا التي تؤكد عَلَمانية نظامها لا تحتكم الى الدين ببعض قضايا مصيرية وخاصة العلمية منها فالمستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر اراد اثناء فترة حكمه بين عامي 1998 و 2005 استيراد الجينيات وزرعها بالانسان وذلك لتنمية وتطوير البحوث العلمية في هذا البلد الا انه تراجع عن سياسته تلك وقام بتكليف لجنة وطنية مؤلفة من علماء الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي اضافة علماء المجتمع لاخذ آراءهم حول ذلك والغيت الفكرة .
والشريعة الاسلامية اذا ما تم تطبيقها ببلد ما تساهم باردهار المجتمع والدولة .