نهاية المجرم
د. خالص جلبي
تصريحات وزير الخارجية الفرنسية اليوم أنه و مسؤولين أمريكيون يعملون مع قرنائهم من الروس لتحضير قائمة أسماء من النظام المجرم يمكن للمعارضة التفاوض معهم يعني بوضوح أمرين: أولهما أن المجرم قد انتها عسكريا تماما. و أنه لن يستطيع الصمود و لا إلى الصيف القادم. و هذه حقيقة تؤكدها الحقائق على الأرض التي ليس آخرها إحراق زبانيته أمس مخازن سلاحها في قاسيون لأنها لم تعد قادرة على حمايتها فعليها الإنسحاب للتكتل أكثر حول القصر.
و ليس أقلها أن بابا عمرو و حي الإنشاءات في حمص الأبية عاصمة الحرية عادت و بسرعة مذهلة بيد الثوار بعد أن إفتخر المجرم بإنتصاره العظيم على المدنيين في بابا عمرو! مما يثبت أن الأحرار إذا إنسحبوا يعودوا. أما المجرم و قواته فلا يمتلكون إلا الهزيمة و الفرار! و أخيرا فإلتجاء المجرم إلى مشايخه و مفتيه شركاؤه في الجريمة لإستصدار فتاوى لدعمه هو إعلان إفلاس تام و هزيمة ساحقة!
و ليس أقلها أن حماة بشار المجرم في الغرب و إسرائيل بدأوا يكشفون القناع عن وجوههم القميئة! فإسرائيل بدأت تعزف على موضوع حرب على الهلال الشيعي لصرف النظر عن مذابح الشعب السوري. أما الغرب فبعد أن تظاهر أنه مع الشعب السوري و لعب على أغبيائنا الذين ظنوا أنفسهم قادة فترة من الزمن مع أنه كان يحكم الحصار على الشعب الأعزل و يسمح بتسليح المجرم إنتقل الآن فيما يبدو ليفرض على الثورة عدم سقوط المجرم!
و هذه القضية الأخيرة هي الدلالة الثانية لتصريحات الوزير الفرنسي! فالغرب يتفاوض مع موسكو لتحضير قائمة بأسماء من النظام المجرم ماذا يعني ذلك؟ و من الذي فوض هؤلاء بالتفاوض بالنيابة عن الشعب السوري البطل؟ أليس الروس من سلح المجرم علينا و أيديهم ملطخة بدماء الشعب السوري. أما الغرب فهو من مازال يفرض الحصار على تسليح الشعب الأعزل إلى الآن!
و بعد أن إنكشف القناع عن الغرب شريك الجريمة و بدأت الناس تواجهه علنا مما سيجبره إلى كشف القناع و الإصطفاف في طرف المجرم ضد الشعب السوري علنا! أو أنه سيضطر للمراوغة و يدعي تسليح الثورة و دعمها فقط ليفرض عليها عدم سقوط السفاح! فيا أبطال ثورتنا الأبية الأشراف المقاديم هذا يومكم! فأعلنوا حالة الطوارئ العامة.
و أجمعوا أمركم و أعلنوا للناس كافة قريبهم قبل بعيدهم أنكم لن تتفاوضوا مع مجرم في صف السفاح. و إذا كان التفاوض مقبولا قبل سنة أو سنة و نصف فهو خيانة اليوم! و أنتم على الساحة ستحسمون المعركة حسما عسكريا بدعم غربي سخيف أو بدونه! و إذا كانت المناطق الآمنة مطلبكم قبل سنة و نصف فالمناطق الآمنة اليوم هي المناطق المحررة!
و إذا كانت مناطق منع الطيران كانت مطلبا قبل إستشهاد مئتي ألف شهيد فهو اليوم لا قيمة له. و السفاح المجرم بشار لم يبق عنده طيران أصلا إلا القليل و لذلك فهو يطلق صواريخ سكود! إن قبول شروط مجرمي الغرب و الشرق اليوم خيانة لشهدائنا الأبرار الذين بذلوا أنفسهم لتحرير سوريا و لم يبذلوا أنفسهم لتدمير بلدهم و بقاء النظام المجرم أو التفاوض معه اليوم!
أيها الأبطال الأشراف المقاديم هذا يومكم الذي بذلتم أنفسكم للوصول إليه. و أنتم اليوم في الساعة الأخيرة من الليل. و الشجاعة صبر ساعة. فشدو شدتكم بيض الله وجوهكم. و أعلموا مجرمي العالم و مخاتليه من هو صانع القرار في سورية الحرية و الكرامة. و إرفعوا أغصان الياسمين عاليا فقد رجع لها عزها بعد أن كانت مهمشة منذ أن دخل "البعث" و أسياده" تاريخنا.