السفينة تغرق والكل يصفق
ياسر أبو الريش
كاتب وباحث سياسي
يبدو أن الجميع في مصر ماشيين بمبدأ إن اتهد بيت ابوك الحق خدلك منه قالب..لو نظرت نظره سريعة لحال البلد.. لن تصدق ان هذه مصر التي نعرفها مصر الامن والامان .. انظر الشارع واسأل اي حد سؤال واحد ايه الاحوال..واتمنى بعد ان تسأله ان تجري من امامه مسرعا لأنه سوف يصرخ فيك قائلا هو انت مبتشفش انت اعمى .. وربما يضربك بأي شئ معه..خلاص الناس لم تعد تحتمل.
الشرطة التي كانت صمام امان للبلد ضاق بها الحال ايضا واغلقوا اقسامهم ومراكزهم بالضبة والمفتاح وبدأوا يتظاهرون هم الاخرين..يريدون ضمانات ضد الخارجين عن القانون فيوميا يسقط منهم شهداء، كام يريدون عدم اقحامهم في المهاترات السياسية، وانقسم المحللون ما بين مؤيدين ومعارضين فمنهم من قال ان الشرطة تريد اطلاق يدها لتضبط البلاد فعلا، في حين اشار اخرون أن انها تريد الانتقام من الثوار والخارجين عن القانون.
ندخل بقى على المعارضة، اللي فاهمين الحياة غلط ..وبيعارضوا لمجرد المعارضة احيانا، نسوا أن المعارضة الرشيدة هي التي تساند الحكومة في الأزمات مهما اختلفت معها وهي التي تعبر عن آرائها، بل واحتجاجاتها بطريقة سلمية تحافظ على أمن المجتمع.. وقال كثير من اقطاب المعارضة أن هناك من له مصالح شخصية يسعى لتحقيقها..يعني تغور البلد في داهية المهم مصلحته.
ندخل على ولاة الامر .. الحكومة وما ادراك ما الحكومة، البلد مضطربة ولا حياة لمن تنادي ولا مسئول يخرج يقولك ايه اللي بيحصل، ولا ريس يطلع يكلم اهل مدن القناة ويسألهم في ايه، وتلاقي رئيس الحكومة راجل وديع سايب مشاكل البلد كلها وبيتكلم مرة في الملابس القطنية ومرة في نظافة صدور النساء. ونقول للحكومة: إن القيادة رعاية ومسئولية في المقام الأول كما قال - صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... ) (متفق عليه). فاتقوا الله فينا ..اتقوا الله في البلد وتحملوا مسئوليتكم.
الشعب .. الشعب دا بقى هو اللي بيتكون منه كل اللي فات من معارضة وحكومة واحزاب وشرطة وجيش..والمفروض انه لو شعب رزين وحكيم هيكون هو الموجه والمحاسب لكل ما سبق..لكن انسى ياعمر.
اذا كان الشعب بيقطع الطرق.. وبيعطل المصالح .. وبيحرق مؤسسات وبيولع في البلد .. واللي مراته مزعلاه بياخد يافطة ويروح يعمل مظاهرة هو وعيلته امام احدى الوزارات.. الى ان ترضى عنه الست الهانم مراته..يبقى الله يكون في عون البلد دي.
ربنا يستر على البلد والله فالسفينة تغرق والكل يصفق..ولن نشعر بذلك الا حينما يضيع منا الوطن
ساعتها فقط سنعرفه قيمته ،فمالك الشئ لا يعرف قيمته ،انما فاقده هو الذي يعرف قيمته ،ولكن سنعرف قيمته بعد فوات الاوان .