بشار لن ينفعه (المالكي) أو أي آخر
بشار لن ينفعه (المالكي) أو أي آخر
مصطفى منيغ
الثورة كالمحراث بين يدي فلاح ، يشق بها أرضه محافظا على خط مستقيم متكرر حسب المساحة المحررة ليبدو الزرع (متى زُيِّن بوريقاته الأولى) المنظر بالنظام في نظام منتظم ، فيكون المحصول حرية ، وعدالة اجتماعية ، وكل ما يتمناه العاقل ليؤدي واجباته وهو مرتاح ، مطمئن على مستقبل حفدته من بعده . يموت ولا يفرط في حبة من تربتها ترفع من قيمته بين مخلوقات الكون مزهوا بكونه صاحب دولة تحتضنه متى شاخ ، منتظرا معها ، رحمة الإله العلي القدير خالق الليل والشمس ونور كل صباح.
الثورة كمحراب يصلي فيه من يتضرع للباري القادر أن ييسر لمنخرطيها القوة الروحية والإرادة الصامدة في زحفها لرفع كلمة الحق لواء يرفرف في علياء العز والكرامة والسؤدد حتى النصر المبين على الطغاة ومسوقي تعاليم الشياطين المتموقعين بين سدة الحكم السوري وفي مقدمتهم "بشار الأسد" عميد الطاغين.
الثورة بركة تؤدي دور تذكير من نسي من حكام هذا الزمن الرديء أن لا سلطة فوق سلطة الشعب ، ولا مناص لمن عاكس ذلك قولا وفعلا إلا أن يكتوي بنار غضب تلك السلطة الشعبية التلقائية تُصبح ، مادام التأسيس يبدأ من الأساس ، باستبدال المفسدين الثابت عليهم مثل الجريمة بآخرين يُمَكِّنُهُمُ الشعب من تحمل مسؤولية التدبير حفاظا على مقومات دولة تولد من جديد بمواصفات نقشها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة جملة (من أجل المساهمة في انجازها ملموسة وليس مجرد فكرة عابرة تدغدغ العواطف الوطنية وتشجع أمل استدراك ذلك في يوم من عمر نفس الزمن البئيس بكل المقاييس .) على فوهة كل بندقية أو رشاش أو مدفع بين يدي وقلب وعقل الجيش الحر ، لتصاحب كل طلقة فتزيدها اصرارا ودقة التصويب وتلهم الثوار الاندفاع مثلها سرعة وقوة : "الله أكبر" ،
الثورة عند الثوار تمسّك بالحدود المشروعة الكائنة رسوماتها في قلوب السوريين عامة ومكاتب خاصة بالموضوع في هيأة الأمم المتحدة . وقد عبر الجيش الحر بتصريح تلقائي ، وإن بدى قصيرا ، تداوله العالم بكل احترام ، أن الجيش الحر الثائر قائم على ثوابت لن يزيغ عنها أبدا ، ولن يتخلى عن مبادئها السامية تحت أي ظرف كان، منها تخليص سوريا ، وتنظيفها شبرا شبرا ، من نظام بشار الأسد (لتصبح حرة القرار والتدبير ونشر ما يهيئ الحاضر باعتماد لوازم العدالة، واحترام حقوق الإنسان ، والشفافية ، والديمقراطية ، لولوج المستقبل بسوريا معافية ، لها الكلمة المسموعة، والمشاركة المحمودة في إقامة سلام يطال الجوار ويساير ضبط أي مستجد بالحقيقي من الحوار،) والدفاع عن حرمة الحدود السورية دون تفريط في ذرة واحدة على امتداد مساحتها الجغرافية المشروعة . مما كَبَُر في أعين الملاحظين والمتتبعين والمؤرخين عبر المعمور ، إلا قلة ، منهم "المالكي" رئيس حكومة العراق الذي نصب نفسه رئيسا أيضا على حكومة زميله بشار في سوريا ، بما عرفة معبر من تدخل سافر من طرف الجيش العراقي المؤتمر بأمره، لقتل وإصابة أفراد من قوات الجيش الحر داخل الأراضي السورية ، وهذا التصرف المشين يشكل تحولا خطيرا مضافا لما يتخذه بشار الأسد خلفية تعينه على إبادة السوريين ، والشعب العراقي العظيم المتحضر الشهم الوارث لعصور من المجد، مطالب بالتحقيق ما رئيسه الذي أراد أن يبعده عما يتظاهر من أجله في الساحات متحملا قساوة المناخ ومضايقات الأمنيين ، بقضية لا تخدم العراق في شيء اللهم في تلطيخ سمعتها وجرها لمتاهات لا تستحق الخوض فيها ، وللتاريخ كلمة .