يا بني العروبة والإسلام ألا تستيقظون

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

وأهلكم في سورية على منصات الذبح الفارسية

وحمص الأبية مثال

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

قبل أن أدخل في الموضوع فيما يجري على الأرض السورية ، سآخذ مثالاً لمدينة الصحابي الجليل خالد إبن الوليد وأهلنا في حمص الإباء ، وما أدراكم ماحمص وأبناءها ، ماخالطهم من أحد إلا وأحبهم وطلب القرب منهم ، مثال في الطيبة والبساطة والحلم ، يحسبهم الجاهل من البُسطاء الذين بالإمكان تجاوزهم ، وقد أثبتوا للعالم صلابتهم وشدتهم ، تماماً كما هو جدهم سيف الله المسلول أصحاب بأس وشدّة ، أصحاب نكتة وطرافة ودين وخُلق عال قل نظيره في المُدن السورية الأخرى ، أولي رحم كرام ، تراهم كأسنان المشط في تلاحمهم وتماسكهم ، مما ألقى في قلوب السوريين محبتهم ، وهم من فدوا بأنفسهم هذا الوطن المُعطاء ، ولذلك تهفت إليهم قلوب السوريين محبة وإكبارا ، هذه المدينة الحبيبة قد قدمت الكثير ، ولازالت ثغر من أهم ثغور الوطن ، رغم ماتعرضت له من الوحشية والتدمير ، وأكبر جرعات الإرهاب الأسدي التي لم تزدهم إلا إصراراً وثباتا ، ومن عُمقها ظهر الرجال من حموا ثورة الشعب ، وهي من أكثر المدن التي قدمت التضحيات الجسام ولاتزال تُقدم الكثير ، ومُعظم أهلها هم مابين التشريد والتقتيل ، ومجازر جماعية ارتكبت على ثُراها ، وهي كالشوكة في حلوق آل الأسد وعصاباتهم ، والكثير من أطفالها تحولوا الى أشلاء ، واغتصابات اُرتكبت في حرائرها المؤمنات الطائعات الساجدات ، واختطافات لأطفال ورُضع ذُبحوا كالنعاج بالسكين ، ورجالها لم توفر العصابات الأسدية في قتل أكبر عدد منهم ، وبيوتهم دُمّرت فوق ساكنيها ، ومساجد للعبادة صارت كالركام ، وأهوال تشيب من هولها الولدان ، ومع ذلك هم مُستمرون في معركة الوطن والصمود والخلود مهما كانت التضحيات ، وعلى نهجها سارت المدن السورية الأخرى ، وهذا ماقدمته سورية الشام ، التي بارك الله فيها ، فماذا قدم بني العروبة والإسلام لأجلها ، دولاً وشعوباً ومنظمات وأحزاب عربية واسلامية ، وقوى دولية لنجدة الشعب السوري ؟ وأين ومتى ولماذا ؟ واااااسفاه على أمم ضاعت وضيّعت وباعت واشترت ، وتخلت وتولت وأدارت ظهرها لرحمها وعمقها وسندها فأصبحت مكشوفة ؟ وهذه ليست مأساة حمص فحسب ، بل حلب تبكي الركام والدمار وكل ألوان الإجرام الهمجي على يد برابرة العصر ، وشبيه بها درع سورية وحصنها الحصين درعا وأدلب ودير الزور وحماة والحسكة واللاذقية وبانياس ، وكل البلدات والمدن السورية ، وفي مُقدمتهم اليوم قلبنا النابض دمشق وريفها الأشم ، فأين بني العروبة والاسلام ؟ وأين المجتمع المتحضر وأين حقوق الإنسان

فلو قُلنا من باب النخوة والشهامة امرأة تستصرخ الضمائر لفقدها أبنائها وزوجها وإخوانها أو اغتصابها لاهتزت الأرض غضباً وقشعريرة من هول الجرم ، ولكن أن يكون نساء وأطفال وشيوخ وشباب سورية وحتّى الرضع جميعهم مُستهدفون للقتل والذبح والكم الهائل من الإرهاب وجُرعات الإجرام المهولة فهذا مالا يُطاق ، ولايمكن لمن يحمل في قلبه ذرة إيمان أو شعور بالإنسانية أن يصمت ويسكت عمّا يجري على الأرض السورية ، ولايُمكن بأي حال للعربي والمُسلم أو الإنسان الكوني ألا يغص وهو يأكل ويتنعم بالرخاء والآمان والاستقرار والطمأنينة ، فهلاّ يفكر ولو قليلاً بأهله في سورية ، فكم من العار أن يكون هانئاً وجاره إلى جنبه جوعان ، فكيف بشعب بأكمله يموت جوعاً وعطشاً ومن نُدرة الدواء والتشافي ، ويموت قتلاً بكل أدوات الإجرام وهؤلاء ينظرون اليه بلا حراك

ألا يستحي هذا العربي والمسلم والإنسان الكوني وهو يجلس أمام التلفاز ويرى المناظر المقزعة اليومية ، ولاتُحرك نفسه لعمل شيء ؟ ولربما يسألني وماذا أفعل ؟ ليأتيه الجواب .. انظر لنفسك ماذا قدمت ، فهل حرضت من حولك للمساعدة والضغط على حكومتك لإجبارها على ترك التخاذل ، أم تحسب نفسك دون الآدمية فلا تفعل شيء؟ عار عليك إن ظننت بنفسك الهوان لهذه الدرجة ، فأمامك الكثير لكي تفعله من التحريض والتجميع للضغط ، وجمع الأموال والأغذية والدواء والتفكير بالأمر السوري لتقديم أي معونة تستطيع تقديمها ، بعد عصف ذهني قد يقودك لحلول خلاّقة

أيها العربي والمسلم والإنسان الكوني ألا تستحي وتشعر بالعار من وجودك وأنت هامل ، وأنت ترى شراذم النفايات الفارسية وهي تستجمع قواها ، وتستعرض عضلاتها ، وتُساعد عصابات آل الأسد وشبيحتهم جهاراً نهاراً في ذبح أهلك في سورية وأنت تنظر ، ألم ترى قوات المالكي الطائفية وهي تغير على مُدننا وتقتل أبنائنا ، ويتبجح عُتلّها الزنيم المالكي الذي تغلي الأرض من تحته بأن انتصار الثورة السورية انتصار للتقسيم

أم لم ترى حمص المحاصرة منذ سنة وهي تُقصف بكل أسلحة الحقد والكراهية وأدوات التدمير الاجرامية من قبل عصابات آل الأسد ،يُشاركهم على الخط عميلهم الأجير التابع اللقيط الصهيو صفوي حزب اللات ، الذي يُساعد في حرب الإبادة ، بعدما أعلنها اليوم على الأشهاد ، جهاراً نهاراً بأنه يُشارك في عمليات القتل والإبادة ، وبعد كل ذلك أنت جالس على أريكتك ولاتُحرك ساكناً أيها الخامل البليد كيف ستلقى الله وبأي وجه ستلقاه ، وماذا عساك أن تقول له عن خيبتك وجُبنك وعدم فاعليتك ، وأنت ترى الفارسي اللعين ، الذي يُدير حرب الإبادة في سورية بكل ما أوتي من المال والعتاد والخبرات ، وهو يُعلن بأنه مع تلك العصابة ومُسانداً لها لآخر نفس ، حتى اعتبر سورية الولاية ال 35 ، بعد اعتبار لبنان والعراق والبحرين الأرقام التي قبلها ، فهو يقصف جميع مُدنها وقراها بصواريخ الفاتح 10

وهل تعلم مامعنى الفاتح عند الفارسي في سورية ؟ أي ان كل هذا التدمير والقتل لأهلك في سورية هو انتصار لهم في إيقاع المزيد من شلالات الدم السورية وأنت تجلس كالتنبل ولا تفعل شيء

وعزائنا الأكبر في دول الربيع العربي الخائبة بدءاً من تونس واه على تونس وأهلها ، وأحلام يقظتهم ونصرة المظلوم ، وفي اي واد هم يسبحون ، بعدما نسوا عطية الله إذ خلصهم من طاغوتهم بفضل منه ومنّة ، ووقفنا الى جانبهم ، وإذا هم ناكرون

ومصر : وااااه على مصر ، وأسف على مصر ، ولتنظر الى ماصارت عليه وما يجري على أرضها ، فهل رضيت يامصر أن تكون ثمار ثورتك بهذا الخذلان ، وشعبك يامصر المُتعطش للإنجازات ، ولم تكن إلا خيبات ، ليه يامصر ، ليه ياحكومة مصر وأحزاب مصر ومفكري مصر ، حتى وصل بكم الهوان أن تستقبلوا على أرضكم هذا الرجس السفاح أحمدي أنجاد ، وأهلكم بسورية لاتبالون بهم ، وقد أدرتم الظهر لهم ، وإن لم تستيقظوا وتستفيقوا ليبلينكم الله بسننه في الحياة بخذلان الدنيا والآخرة ، وقد جفت أقلامنا ، وبُحت أصواتنا ، ونحن نناجيكم النصرة ولا حياة لمن تنادي ، وانتم ترون التعاطف الكبير لعموم الشعب المصري ، وانتم لاتُلبون طموحاته ، لأدعو الى الله أن يهديكم سُبل الرشاد ، ويُجنب بلدكم الكوارث والمحن وهذا ما أستطيع أن أقدمه لكم لإنقاذكم ، فهل تستبينون سبيل الرشاد ؟

لأُحيي بهذه المناسبة المملكة العربية السعودية ودولة قطر الغاليتين على قلوبنا وموقفهما الشُجاع ، ولأخاطب قادتها الكرام وأناشدهم الله لبذل المزيد من الجهد والمساعدة ، ولأناشد جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز النجدة النجدة بعدما ضاقت السُبل ومالنا غير الله ومن نُحب ويُحبنا، وصاحب السمو الأمير حمد آل ثاني حاكم قطر الذي يُكن له شعبنا كل المحبة نُطالبه أيضاً بالنجدة لما عرفنا وعرف شعبنا عنه الإقدام والشجاعة ، وصاحب السمو أمير الكويت ليحفظه الله نناشده الله النصرة ، وهؤلاء الحُكام من نرى فيهم النخوة والنشامة ، لنرى أياديهم البيضاء أكثر عطاءً وسخاء ووقوقاً ونصرة في الأيام القادمة ، والمزيد من الجهد يعني أنهم بمقام الأباء للشعب السوري ، الذي لن ينسى فضل من قدم له المعروف ، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم.