بين تفجيرات دمشق.. وصواريخ سكود الإيرانية
الموقف الدولي
زهير سالم*
تتحمل عصابة الأسد المسئولية الأمنية والسياسية الكاملة عن تفجيرات دمشق المستنكرة والمدانة والتي راح ضحيتها العشرات من السوريين الأبرياء . كما تتحمل هذه العصابة المسئولية عن السياسية والأمنية عن كل قطرة دم سفكت وتسفك على الأرض السورية منذ انطلقت هذه الثورة السلمية المباركة فأبى المستبدون إلا طغيانا وقتلا وفجورا ..
وكانت قوى المعارضة السورية قد أدانت منذ اليوم الأول للحراك الثوري كل أشكال العنف وأساليبه الذي جعله الفاسدون والمستبدون شرعة ومنهاجا ، وتواطأ معهم عليه مجتمع دولي تائه في بيدائه غارق في الثنائيات المعيارية التميزية بين البشر على أسس عنصرية دينية ومذهبية وقومية . وكان صمت مجلس الأمن بدوله الخمسة مجتمعة ومنفردة ابتداء من جريمة العدوان على أطفال درعا التعبير الأمثل عن هذا الازدواج ..
وفي الوقت الذي اضطر فيه الثوار السوريون إلى حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم وأطفالهم ، الاستحقاق الذي يفرضه القانون الدولي على مجلس الأمن المتخاذل عن القيام بواجبه ، وتؤكده المواثيق الإنسانية على كل الدول والمنظومات السياسية الغارقة في سياسات التمييز العنصري ؛ فإن قوى الثورة والمعارضة السورية ما زالت تؤكد حرصها على وطنية ثورتها ، وإصرارها على حماية كل مواطن سوري ، وعلى رفضها الانجرار إلى أي شكل من الاحتراب الأهلي والطائفي الذي يدفع إليه الفاسدون الطائفيون مستعينين بأشياعهم الروس والإيرانيين وعصابات حزب الله .
لقد أكدت كل قوى الثورة والمعارضة دائما إدانتها واستنكارها لكل شكل من أشكال فوضى القتل الذي تسببه التفجيرات العشوائية في قلب الأحياء السكنية والتجمعات البشرية المدنية .
إن تجاهل المجتمع الدولي ، ممثلا في مجلس الأمن الدولي ، عمليات القتل اليومي الممنهج عبر كل الوسائل ابتداء من القتل تحت التعذيب في أعماق الزنازين والإعدام الميداني في الأحياء والميادين العامة وانتهاء بالقصف الذي لا تخطئه عين إنسان براجمات الصواريخ ومدفعية الميدان وطائرات الميغ الروسية وصواريخ سكود الإيرانية هو اشتراك مع سبق الإصرار في تنفيذ هولكست عنصري بغيض ضد الشعب السوري في القرن الحادي والعشرين
إن دعوة وزير الخارجية الروسية مجلس الأمن الدولي إلى إدانة تفجيرات دمشق التي لم يتأخر عن إدانتها أحد وصمته وصمت حكومته على استخدام طائرات الميغ بقذائفها الروسية ، وتجاهله وتجاهل حكومته استخدام بشار الأسد لصواريخ سكود العشوائية والبعيدة المدى على التجمعات السكنية والأحياء المدنية يكرس الحكومة الروسية حكومة معادية للشعب السوري ويفقدها الحق في أي دور سياسي في حاضر ومستقبل سورية . كما يلقي على هذه الحكومة صبغة عنصرية حاقدة
إنه من حق الشعب السوري بحكم انتمائه الإنساني المجرد أن يتساءل : لماذا لا تقوم بطاريات باتريوت الأطلسية المنصوبة على بعد كيلومترات من حيث تسقط صواريخ سكود الإيرانية بالتصدي لهذه الصواريخ ، ومنع حصول هذه الكوارث الإنسانية في قلب التجمعات السكنية ؟! لماذا تمتنع دول الغرب الأطلسية ( المتحضرة ) عن حماية أجساد الأطفال السوريين أن تمزقها صواريخ سكود الإيرانية ..؟! مع أننا نسمع هذه الدول التي تدير هذه البطاريات تتحدث ليل نهار عن خرافة اسمها القانون الدولي ومواثيق عنوانها مواثيق حقوق الإنسان ..؟!
لقد شجع الصمت الدولي القاتل المستبد الفاسد على التمادي في قصف وقتل المدنين الأبرياء فمن رمايات الدبابات وراجمات الصواريخ إلى قذائف المدفعية البعيدة المدى إلى القصف بالطيران الحربي وبالأسلحة العنقودية والمحرمة الدولية والبراميل المدمرة الحارقة وأخيرا هاهو هذا القاتل يسترسل في استخدام صواريخ سكود الإيرانية ليقتل الإنسان ويدمر العمران ويكاد يأتي على مدينة هي آبدة من أوابد الحضارة والثقافة هي مدينة حلب الشهباء . لم يرتفع صوت لليونسكو يخبرنا أن قيمة مدينة حلب بإنسانها وعمرانها ليست أقل قيمة من تماثيل ( باميان ) ...
إننا وإزاء كل هذا لا ينفع أن نقول نشجب أو نستنكر أو ندين بل كل سنقول وبكل الحسم والعزم إن السكوت على الجريمة هو اشتراك فيها . وأنه سيكون لهذا الاشتراك أثره على مستقبل العلاقات مع هذا الشعب الحر الأبي على المستوى السياسي وعلى المستوى الإنساني والثقافي . وسيمضي شعبنا إلى صناعة نصره مهما طال الطريق وعظمت التضحيات .
إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية