الأسرى ثقافة قضية

الأسرى ثقافة قضية

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

الناظر إلى إصرار الأسرى قبله الذين أخضعوا الكيان الصهيوني بجبروته وهم سجناء عنده للانصياع لمطالبهم، لينحني إعجاباً بإصرار وصمود وثبات هؤلاء على الظفر في معركتهم التي يخوضوها ضد السجَّان الصهيوني ، قليلون هم من يتجلدون بالصبر و يصبرون , و قليلون من يقدرون على الاستمساك في كل ابتلاء و امتحان مهما جل شأنه و عظم موقعه ,و في حالة الأسرى فأن الامور تختلف كثيرا حيث المصاب يتعاظم وقعه , ولا يطاق تجرعه ,و لا يستطاع احتماله ,و امام هول و وقع الاخبار الفاجعه و امام مواقف الخذلان و التنكر للوعود لا يملك الاسير الا ان يستسلم لامر الله و يرجع الى الحوقله و الاسترجاع .

وهم بإصرارهم إنَّما يعلمونا أنَّ الصبر طريق النصر، وأنَّ النصر لا يأتي إلاَّ بعد صبر يوازي في حجمه الانتصار المطلوب، ولكلّ منّا مواضع يكون فيها أحوج ما يكون إلى الصبر لكي ينتصر على نفسه أحياناً، وعلى الشيطان أحيانا أخرى.

ان الأسرى جرح نازف في ضمير الشعب الفلسطيني و فصائله السياسيه و الحزبيه ,هؤلاء الذين يقدمون زهرات شبابهم من اجل فلسطين و شعبها بعد ان اصبحوا في قبضة الاحتلال الذي لا يعرف معنى للانسانيه و حقوق الانسان ,احتلال صفحاته مثقله بالدم والاثم و العدوان و يديه ملطخة بالدماء و الجرائم من قتل و اعتقال و تجريف وهدم و تدنيس للمقدسات و دور العباده .

العيساوي والشراونه وقعدان وعزالدين هم جزء من حكاية طويله لم تنتهي ، حكاية من العطاء والبذل الذي جاد به اسرانا ومجاهدي فلسطين من اجل الأسرى والمسرى ، فقدموا الغالي والرخيص من اجل نصرة قضية الامه ، ولم ينتظروا يوما ان يرد لهم الجميل ، لانهم عملوا باخلاص وصدق وامانه ، هم الان يمثلون راس الحربه و مقدمه المواجهة مع الاحتلال الصهيوني ، وللاسف لقد تركناهم وحدهم في هذا الصراع وتخاذلنا عن نصرتهم ، فبات العيساوي والشراونه وطارق وجعفر وحدهم في ميدان المعركه ليس معهم الا اسرهم والقليل القليل من شرفاء الامه .

العيساوي و الشراونه وطارق و جعفر كتبوا صفحه جديده من العز والكرامه في سجل قضية فلسطين ، هم ارواح تعالت فوق الجلاد وتسامت على جوعها وعطشها وخطت بأمعائها الخاوية حكاية عز غابت عن الكثيرين ، صاغوا أنشودة الحرية بأروع واحزن لحن ، لقد نسجوا من حروفهم حياة لا يعلمها الا تلك القلوب المقاومه والبطون الجائعه ذات الهمم التي تعانق عنان السماء،هم خطوا أرقام وعناوين جديدة في قواميس العزة والكرامة 

صبر وصمود اسرانا وحدهم بأمعاء خاوية صابره امام عنجهية السجان وظلمه ، وثباتهم امام جيش يمتلك كل مقومات القوة المادية ، واصرار اسرانا على الانتصار على السجان ، كل هذا هو منهج واسلوب حياة جدير ان يقتدي به قادة العمل السياسي الفلسطيني والأولى ان يصبح ثقافة قضية لها عشرات السنين لم تحل ولم تنتهي ، لابد من أخذ العبرة والدروس من ثبات الاسرى المضربين عن الطعام ليكون منهج حياة لكل فلسطيني وخاصة للقادة ، لأن بإصرارك على تحقيق حقوقك و عدم الخنوع سيكون طريقك الى النصر.