لنبقى موحدين وإن تعثرت بعض الخطى
كامل المحمود
الذي حصل خلال زيارة وفد شيوخ عشائر الجنوب والفرات الأوسط الى الأنبار وقذف البعض من المتظاهرين لهم بالقناني الفارغة ورفضهم الإستماع اليهم أمر مرفوض عشائريا وعراقيا وأنباريا وهذا ليس من أخلاقنا ولا من عاداتنا أوتقاليدنا وعلى الشيوخ الذين دعوا الضيوف لإعتلاء المنصة ان يقدموا لهم الإعتذار العلني عما حصل، وهذا التصرف الخاطيء علينا أن نتحمله ونتعتذر عنه لشعب العراق بدون أن نلقي اللوم على أحد ..
وعلى قيادة الإنتفاضة ولجان التنسيق أن تحكم السيطرة على المتظاهرين وتمنع وقوع مثل هذه الأحداث من خلال إستقراء كل حالة يمكن أن تسبب مواقف غير مرغوب فيها في هذه المرحلة والتي قد تُستغل نتائجها لأغراض سياسية وعشائرية وحتى طائفية وهذا لايصب في مصلحة التظاهرة والإعتصام وهي تتجه لتدخل شهرها الثاني وسط إلتفاف شعبي عام وعارم مع تهيؤ المقابل للبحث عن ذرائع ومبررات تسقيط هذه الإنتفاضة..
ومن البداية علينا أن نفرق بين الشخصيات الزائرة وبرامجها إن كانت مبادرات شخصية أو عشائرية أم تحمل رأي السلطة .
هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى..
فقد صرَّح بعد هذه الحادثة رئيس الوفد الزائر مؤكدا على ثلاث نقاط خطيرة يتمنى الجميع أنها كانت ردة فعل على الذي حدث ولا تحمل موقفا يراد منه التقييم:
الأولى : هي قوله أن شيوخ الأنبار ليست لهم سيطرة على المتظاهرين.
الثانية: أن المتظاهرين هتفوا بشعارات لايمكن ذكرها.
الثالثة: أن المتظاهرين يطلبون أشياء يستحيل تحقيقها.
والغريب أن المتحدث بإسم الإنتفاضة في الأنبار وبعد تقديمه الإعتذار لهم رد قائلا فورا على النقاط الثلاث بقوله:
الأولى: أن التظاهرة إستقبلتهم بهتاف (هلا بيك هلا) والذي قام بهذه الأعمال هم مجموعة مندسة تم إلقاء القبض عليهم وتبين انهم موجهين من قبل السلطة وأُحيلوا الى القضاء وليس لشيوخ العشائر في الأنبار دخل في هذا الموضوع الطاريء والغريب على المحافظة المعروفة بأخلاق أهلها.
الثانية: ان الشعارات التي رفعها المتظاهرون وربما هي المقصودة بانها لايمكن ذكرها الوفد الزائر كان شعار : (الشعب يريد إسقاط النظام)! وهذا الشعار ليس فيه أية إساءة للشيوخ او لأحد.
الثالثة: أن المطالبة بإسقاط النظام حق كفله الدستور لأن هذا النظام الذي يهمل شعبه ولايهتم بما يطالبون من حقوق ويتركون كل هذه المدة غير جدير بالثقة فلماذا لايمكن تحقيق هذا المطلب إذا أراده الشعب؟
لذلك..
هي صفحة جديدة من صفحات خلق الأوراق وقلب الموازين والحقائق..ففي الوقت الذي قال فيه رئيس الوفد العشائري الزائر في المؤتمر الصحفي ردا على الحادثة بانهم كانوا ينقلون بشرى رد الحكومة بالموافقة على مطاليبهم قوبلوا بهذه الطريقة!..فقد رد المتحدث بإسم الإنتفاضة بان الوفد أبلغنا بانه يريد أن يضيف على مطاليبنا ال(17) لتصبح (20) مطلب وهومعنا في المطالبة بحقوقنا ولم يتطرق الى بشرى موافقة الحكومة على مطاليبنا!..
ومن الواضح لو ان الحكومة كانت قد وافقت على المطالب لكان الأجدر ان يعلنها رئيس اللجنة الحكومية التي تزور المحافظات ويرفض المتظاهرون اللقاء بها!.
عموما..
يجب أن ينسف المتظاهرون والمنتفضون في كل المحافظات أية محاولة لشق وحدة النسيج العراقي وقطع الطريق أمام من يريد ان يضفي على التظاهرات صفة الطائفية والمناطقية وعلينا أن نعي جيدا ونؤمن إيمانا مطلقا سواءا إقتنع البعض أو الكثرة أو لم يقتنعوا بأن قوة الحق العراقي الذي يطالب بها المنتفضون تكمن في وحدة الصف العراقي بعربه وكرده وأديانه وما يعانيه العراقي السني في الأنبار يعاني منه الشيعي في البصرة والعمارة وذي قار بل وأكثر..
وأهلنا في الجنوب والفرات الأوسط هم عمقنا وحماة ظهورنا عندما تشتد المحنة، ويعرف القاصي والداني بأننا لن ننجح بدونهم ولن ينجحوا بدوننا وهذا هو قدر العراق الموحد للأبد..
لنبقى موحدين وإن تعثرت بعض الخطى..
ولن تفرقنا المناهج الخارجية الموبوءة بحقد الماضي وحب السلطة والجاه ولن تفرق جمعنا محاولات البعض الذي يهوى ركوب الموجات في كل زمان.